
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـد هـامَ حافظُ في القطرينِ وانتسبا
للمنزِليــنِ جميعــاً حينمــا خطبَـا
أمــا أنــا فــإذا أحببتُـم نسـبي
واللـه أهـوى ربـوع النيل لي نسبا
لا مـــن عقــوقٍ لســوريا ومكرهــةٍ
لكـنَّ أزهـى الصـبى في مصر قد ذهبا
لكننــي اعتــدت مصـراً مـدةً قـدمت
والمـرءُ ليـس سـوى ما اعتاد وصحبا
لا ســـيما مـــدةٌ مـــرت برمتهــا
بصــحبة الشــيخِ إبراهيـم واحربـا
عهـدٌ إذا مـا جرتـف ي خـاطري ذكـرٌ
لــه جـرت فـوق خـدي أدمعـي صـببا
ســكنتُ مصـرَ إِلـى أنـي عرفـت بهـا
والمــرءُ إن عرفــوه بــردَه سـحبا
كمـا حـذقتُ بهـا فـن البيـانِ ولـل
بيــان رَوق مقــامٍ ينطــح السـحبا
واعشــق الإنـس يجلـولي دجـى كربـي
وفـي الكنانـة إنـسٌ يكشـف الكربـا
واعشـق الزهـوَ فـي هذي الحياة وما
ألفيـتَ فـي مصـرَ الا الزهوَ والطربا
واعشـق اللغـة الفصـحى وقـد ضـربت
فـي مصـر اللغـة الفصـحى لها طنبا
ذي بعـض أسـباب إغرامـي بهـا وأنا
أهـوى الجمال وأهوى المجد والحسبا
وفــي الكنانــة هــذا كلـه وأنـا
أهـوى النـوالَ وأهـوى أهله العربا
وفــي الكنانــة هــذا كلـه وأنـا
أحبهــا ولــو أنــي لا أرى ســببا
وأيُّ شــــيءٍ بمصــــرٍ لا يتيمنـــا
مصـرٌ حـوت كـل مـا شاق الورى وسبى
لا ترتحــل أيهـا الثـاوي باربعهـا
عنهـا فتشـعلَ مـن شـوقٍ لهـا لهبـا
جربــتُ بعــديَ عنهــا مرتيـن فلـم
ِأجــد ســلوًّا وصـبري بعـدها غلبـا
دارٌ إذا قــال فيهـا نـازحٌ وطنـتي
أحـبُّ منهـا إٍلـى قلـبي فقـد كـذبا
يـا طيـبَ وقـتٍ جرى فيه اسمها بفمي
أهـوى الزمـان الـذي يجري به حقبا
وخيـر مـا لاحَ مـن وجـهٍ علـى نظـري
وجـه ابـن مصـرَ فلان عن ناظري غربا
نعــم ترحلــتُ عــن مصــر بلا ذهـبِ
لكـن تـزودت منهـا ما ادرى الذهبا
هــو البيـان الـذي تشـتاق نفحتـه
منـي كمـا اشـتاق قلبي نحوها وصبا
ننسـى الـذي سـاءَنا منها ونذكر ما
قـد سـرنا واذى المحبـوب مـا حُسبا
نهـــوى تــذكر اكــدارٍ فتزهــدنا
بهــا فنكفـى لظـىً للشـوق ملتهبـا
امشــي بسـبلي وتمشـي مصـر خـاطرةً
أمـامَ عينـي أرى الأحبـابَ والصـحبا
كــأَن مصــرَ ببـاريسٍ ومـا احتجبـت
عنـي ومـا بنـتُ عنهـا قـط محتجبـا
لكـن ويـا طـول شـوقي نحـو أربعها
أرى أســي لتنــائيَّ الأســى جلبــا
لـم يبـقَ بعـد اغـترابي عنك تعزبةٌ
يـا مصـر لي غير ذكر قط ما اغتربا
هــي العلـى دفعتنـي للنـوى وأنـا
أرىَ الـردى دون ادراك العلـى حجبا
كأنمــا وأنـا أبغـي العلـى إربـاً
كـانت خطوب العلى لي لا العلى إربا
والمــرءُ ماعــاشَ طلاَّبٌ ومــا ختمـت
سـوى المنايـا مـن الدنيا له طلبا
يشـقى الفـتى وهـو يـدري قصر مدته
كمــن يعيـش طويـل العمـر واعجبـا
وقـد تسـوق العلـى بؤسـاً لراغبهـا
وقــد تســوق لـه عـزًّا كمـا رَغبـا
وليـس يرتاح في الدنيا العظيم ولا
يســر فهــو يقضــي عمــره تعبــا
لكـــنَّ راحتـــه أو طيــب عيشــته
بـأن تنـال يـداه الفـوز والغلبـا
نهـوى المعـالي وأيُّ المجد ذاك وهل
فـي الأرض مجـدٌ لمـن لا يحرز النشبا
وكيــف يأمــل فــي عيـنٍ وفـي ورقٍ
مـن ليـس يعشـق إلا الطـرس والكتبا
وهـل نؤَمـل فـي مجـد البيـان فهـل
يجــدي إذا مـا بنـانٌ لابنـه تربـا
جربــتُ ذاك فلــم يشــفع بنـا أدبٌ
بـل بـانَ لـي إنـه يجني على الأُدبا
يغــض مــن قــدرِ مــولاه بــأزمته
بقــدرٍ مــا أعظمـوه حينمـا كتبـا
نهــوى فــراقَ ديــارٍ تسـتحب لكـي
نلــذَّ بالشــوق لمـا شـبَّ وانتشـبا
وقـد أرى أن أهـل الشـعر قد خلقوا
في الأرض حتى يقاسوا الشوق والتربا
أريـدُ اهـداءَ مصـرٍ مـن بيـانيَ كـي
يبقــى لـيَ اسـمٌ فـي قـدرها ونبـا
وقـد أرى اسـمي عـزاءً لـي فتذكرني
مصـرٌ وعـزى الفتى التذكارُ لو غربا
هــذه بــداءَة أشــعاري وأُتحفهــا
مــع الزمــان ببـاريسٍ بمـا خلبـا
أهــدي الســلامَ لشـوقيها وحافظهـا
وللخليــل ومــن يبقـى مـن الأُدبـا
رشيد بن حنا مصوبع.شاعر لبناني، علت له شهرة في المغرب، أقام زمناً في مصر ثم بباريس، واستقر بالمغرب، وتوفي به في الدار البيضاء.له عدة دواوين صغيرة منها: (ديوان الأثر - ط)، و(ديوان غض النقا - ط)، و(ديوان النخبة - ط)، و(سحر البيان - ط)، و(تذكار راغب وصبري - ط) قدمه إلى إسماعيل راغب من أعيان مصر، وإسماعيل صبري الشاعر.قال المختار السوسي: كان شعره سجية، ولا إلمام له بالقواعد، كان زري الهيئة خاملاً، يمدح كبار المغاربة ويضيع ما يجيزونه به بين الكاس والطاس.