
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحــق مــن ودعتـه بالـدم المقـلُ
هـذا الـذي هـو عنـا اليوم مرتحل
اليـازجيُّ الـذي في كل ما ولد الن
سـاء فـي النـثر لـم يولد له مثل
لا مـوت فـي مـا خلا مـن أزمن سلفت
كلا ولا قــوم عـن أحيائنـا رحلـوا
هـذا هـو المـوت موت اليازجي ولا
درى صــروف المنايــا قبلـه رجـل
المـوت إن مـات مـرءٌ لم يدع بدلا
للنــاس عنـه وهـذا مـا لـه بـدل
سـطا علـى جسـمه الأجيـال مـن علل
وجســمه فــي عفـاء دونـه الطلـل
يــا حسـرتي كيـف لا تخشـى منيتـه
وهـل علـى عـود بـان يحمـل الجبل
أمـا حـرام بـان يسطو على رشا ال
ألطــاف وحـش منايـا ليـس يحتمـل
إن أظلم الشرق في ذا اليوم لا عجب
فكـل أقمـاره ذا اليـوم قد أفلوا
وإن تصــوح روض العلـم فيـه فقـد
عــرا أيـادي سـاقي روضـه الشـلل
يـا مـن أنـوح عليك الدهر مكتئباً
إن كـان بعـدك فـي طول البقا أمل
ومــن حننــت إليــه قبـل فرقتـه
فـي الـداء حسبان إن يغتاله الأجل
وقلـت يـا طـرف حـدق فيـه ملتفتاً
فلسـتَ مـن بعـدها بالشـيخ تكتحـل
اليــوم لا خجـل فـي وجـه ذي قلـم
وكــان يســتره مـن وشـيك الخجـل
واليـوم يكتـب مـا شـاءَت غبـاوته
فلا رقيــب ولا عــذال قــد عـذلوا
فامـدد إلينـا يـدا حـتى نقبلهـا
فكــل مــرءٍ عليــه حقــت القبـل
يــد لــدى كـل شـرقي قـد اتخـذت
يـدا ولـو أن بعض الناس قد جهلوا
لـو كـان لي مك في هذا الرثا قلمٌ
لكـاد يحييـك مـن تفـويفه الجمـل
أحبابنـا ذا جـزاء الـود فرقتنـا
يـا ليتنـا ما وصلناكم ولم تصلوا
فـي العمـر لم نستطع يوماً فراقكم
فكيـف عنكـم بعـادي المـوت ننفصل
لا نرتجـي طيـب عيـش بعـدكم فلقـد
مضــت بــه معكــم أيامنــا الأول
قـد انتقلتـم عن الدنيا فراح أسىً
لرحمـة اللـه منـا الصـبر ينتقـل
يـا مـن يهـون علينـا أن نفارقهم
لـو كـان يغنـي حـبيب عنهـم بـدل
يـا حسرة القلب حين القلب يفقدهم
ولا يراهـم إزاءَ العيـن قـد مثلوا
قـد كنـت أبكـي دموعـاً حين علتهم
واليــوم كلــي دمــع راح ينهمـل
أمــا أقــلُّ جــزاء أدمــعٌ هطلـت
علـى الـذي كـان مـن أنعامهم يصل
أبكـي وأبكـي وأبكـي مـا خبا قمرٌ
ومــا تعــاقبتب الأســحار والأصـل
رشيد بن حنا مصوبع.شاعر لبناني، علت له شهرة في المغرب، أقام زمناً في مصر ثم بباريس، واستقر بالمغرب، وتوفي به في الدار البيضاء.له عدة دواوين صغيرة منها: (ديوان الأثر - ط)، و(ديوان غض النقا - ط)، و(ديوان النخبة - ط)، و(سحر البيان - ط)، و(تذكار راغب وصبري - ط) قدمه إلى إسماعيل راغب من أعيان مصر، وإسماعيل صبري الشاعر.قال المختار السوسي: كان شعره سجية، ولا إلمام له بالقواعد، كان زري الهيئة خاملاً، يمدح كبار المغاربة ويضيع ما يجيزونه به بين الكاس والطاس.