
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يقــلُّ عليــك تمزيـق القلـوب
فكيــف يفيـك تمزيـق الجيـوب
ومثلــك لا ينــاح لــه بـدمع
اذا لــم يمــتزج بـدم صـبيب
بكيـت عليـك قبـل البين دهراً
مخافـة مثـل ذا اليوم الرهيب
فلـم يغـن البكـاء ولم يباعد
مســافة ذلـك المـوت القريـب
عليــك ســلام ربـك مـن فقيـد
مضــى مــتزوداً حــب القلـوب
رحلـت فكـم جفـون فيـك قرحـى
تركــت وكـم قلـوب فـي وجيـب
وكــم خلفــت مـن فطـن اديـب
ينــوح علـى فـتى فطـن اديـب
فـتى كالسـيف لـم يلحقـه فـلٌّ
ولـم يعلـق بـه وضـر العيـوب
غريبــة دهـره قـد كـان حـتى
رمـاه الـدهر بـالامر الغريـب
مضــى غــض الصـبا لكـن فيـه
مضـاء الكهـل فـي حلم المشيب
فلــم نفقـد بـه فـرداً ولكـن
فقــدنا فيـه كـل فـتى اديـب
فــاي صــفاته نبكــي وايــا
نعـــد ولا نقارنهـــا بطيــب
بلاغــة حجــة فــي حسـن نطـق
ولطــف فتــوة فـي عقـل شـيب
ســـتبكيه المحــابر جــاعلاتٍ
مـدامعها مـن الحـبر السـكوب
وتنـــدب فقــده الاقلام حــتى
يكــون صـريرها بـدل النحيـب
وترثيـه المـروءة وهـي تـروي
حــديث صـبائه الغـض الرطيـب
وتبكيــه الكتابـة والقـوافي
كمـا نـاح النسيب على النسيب
وتــذكره الروايـات اللـواتي
كسـاها معلـم الثـوب القشـيب
وتــروي ذكــره فـي كـل نـادٍ
بمـا يغنيـه عـن قـول الخطيب
قـد اعتـل الصـحيح لـه فامسى
ينــوح بـه علـى اوفـى طـبيب
كما اعتلت له النسمات وهي ال
صـــحيحة دون منتقــد مريــب
فقـــدناه واي فــتى فقــدنا
لحـــل مشـــاكل وجلا كـــروب
هـوى بالسـفح مـن لبنـان طود
لــديه كــل طــود كــالكثيب
وجــل مصــابه عــن كـل خطـب
فلــم يغـنُ التأسـي بـالخطوب
عهـــدتك لا تــرد نــداء داع
ولا تلقــاه بــالوجه القطـوب
فمالــك لا تجيــب نـداء طفـل
وانــت دعـوته باسـم الحـبيب
ولا تلــوي لعرسـك وهـي ثكلـى
وكنـت مواسـياً ثكلـى الغريـب
ولا ترثــي صـباك وكنـت ترثـي
بشــعرك كــل مفقــود لــبيب
فمـن لقـرائح الشـعراء تـأتي
بمثـل قريضـك السـامي العجيب
تقاضـانا الرثـاء اليـك خطـب
يقــول لانفـس الشـعراء ذوبـي
ولكنــي رثيتــك بالــذي قـد
بقـي مـن بحـر علمك من نصيبي
أنـوح عليـك نـوح فقيـد علـم
ونــوح اخ ونــوح ابـن ربيـب
وهيهــات البكـاء يفيـك لكـن
اليــه منتهــى جهـد الكئيـب
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).