
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــد تقضــى الشـباب الا قليلا
وتــولى الهــوى فصـبراً جميلا
واسـتراحت نفس المحب فما تسمع
عــــذلاً ولا تعاصـــي عـــذولا
واســتقرت محــاجر كــن للـدم
ع عقيقــاً وكـان فيهـا سـيولا
غيــر انــي وان تقضـى غرامـي
واستعضــت السـلو منـه بـديلا
لسـت انسـى في ظلمه نعماً يذكر
هــن الفــؤاد ذكــراً طــويلا
مـن ليال صحت لنا في ربى الزه
ر وكــان النسـيم فيهـا عليلا
وريــاض كأنهــا قطــع الــوش
ي تجــر الغصـون منهـا ذيـولا
وورود غـــارت حيــاءَ مــن ال
غيــد فحـاكت خـدورها تمـثيلا
وميـــاه جـــرت تخــاطب حــص
باها فيحكي النسيم ما قد قيلا
وطيــور كأَنهــا نــزل الــوح
ي عليهـــا فرتلـــت تــرتيلا
وغمــام بكــى دموعــاً فاضـحت
فـي كـؤوس الازهـار ثغراً رتيلا
كـان قطـراً ثـم استحال الى در
نظيــم ولــم يكــن مســتحيلا
حـاك منهـا وشـي الازاهـر لمـا
حـاك فيـه سـيف الـبروق صقيلا
صــارم ينحــر انغمـام ليغـدو
مـن دمـاه وجـه الربيـع غسيلا
رب يــوم قطعتــه فــي رباهـا
طــاب فجــراً وبكــرة واصـيلا
حيــن بـاكرته علـى ضـوء وعـد
مــن حـبيب ومـا بعثـت رسـولا
صـادق الحـب منه أغنى عن الرس
ل واضــحى بمــا نــروم كفيلا
فـاتت تهتـدي ولا نـور الا الحب
ان الغـــــرام كــــان دليلا
والتقينـا فلـو تـرى ضمتي ضعف
ووجـــد ابصــرت امــراً جليلا
ثـم لمنـا كـذا الـى حيث لا نخ
شـــى مقــالاً ولا نخــاف مقيلا
واتخــذنا مـن العيـون كؤوسـاً
وادرنــا مــن الحـديث شـمولا
وبعثنــا اللحـاظ رسـلاً فعـادت
حـــــاملات دموعنــــا اكليلا
فكتبنـــا بهـــن آيــات حــب
نزلتهـــا قلوبنــا تنزيلفــا
لغـة لـم تقـرأَ ولم تبدي فينا
وهيهـــات بعــدنا ان تــزولا
وضـعتها العيـون مـن عهد حواء
وكــانت لهــا القلـوب اصـولا
كلمــات بســيطة كلهــا معنـى
ولا تلتقـــي لهـــا تـــأويلا
لسـت تلقـى بهـن نحـواً ولا صـر
فـــاً ولا عـــاملاً ولا معمــولا
محكمـات الايـات فـي مهجـة الص
ب فلا يبتغـــي لهــا تبــديلا
نقشـتها عيـن المهاة على القل
ب فرددتهـــن عنهـــا فصــولا
ثـم مـالت يبـلُّ اردانها الدمع
كغصـــن لاقــى النســيم بليلا
هـو دمـع لـدلال فـي مقلة الحس
ن يــــروِّي غلا ويـــذكي غليلا
فقضـينا هنـاك امر الهوى العذ
ري ومــا كــان امـره مجهـولا
واطفنــا بكعبــة الحـب لا نـأ
لــو طوافــاً بهـا ولا تقـبيلا
وخلعنــا العــذار الا عفافــاً
ونزعنـــا الحيـــاء الا قليلا
وجــرت بيننـا واسـتغفر اللَـه
امــور تــدعو الحكيـم جهـولا
وغصـــون تصــدُّ منــا فلا تــق
در فــي صــدها سـوى ان تميلا
وغــدير يبـدي النفـار هـديراً
وحمــام يبـدي العتـاب هـديلا
ونسـيم لـم يـدرِ غيـر الذي يح
مــل مـن نشـرنا وطـاب حمـولا
وتـرى الشـمس اكمـدت فهـي صـف
راء غيــور تريـد عنـا أفـولا
فنهضـنا وقـد تركنا بيوت الله
و مــن بعــدنا قفـاراً طلـولا
وخرجنـــا خـــروج آدم لكـــن
مـا عصـينا ولا اتبعنا الضلولا
كــان مــا كـان ثـم ولـى فلا
تطلــب لــه جملـة ولا تفصـيلا
وعــد اللَــه للمحــبين عفـواً
انـــه كــان وعــده مســؤولا
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).