
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا ملئت من البدر العيونُ
وهـاجت منـه أو سكنت جفونُ
واقبـل في منازله انتقالاً
يحـف بـه من الليل السكون
رأيـت بـدائع الافلاك تجلـى
بمـا يحلو به الهم الحزين
وسـار البدر يسبح في سماءً
عليهـا مـن كواكبهـا سفين
تمـر بـه السـحائب مسرعات
فيخفــى تحثهــنَّ ويسـتبين
كخود اقبلت في الروض تسعى
فتظهـر ثـم تحجبها الغصون
تقابـل وجهـه فيلـوح فيـه
لصـورة وجهك الرسم المبين
فتحسـب منـه ان هنـاك ماءً
ولا مــاء هنــاك ولا عيـون
ولا نبــت عليــه ولا حيـاة
ولا نســم ولا غيــث هتــون
جنـازة ميـت لا نعـش فيهـا
ولا ايــدٍ حملــن ولا انيـن
قريـن الارض ليس يغيب عنها
ولكـن لا يواصـلها القريـن
يـدور بهـا ولكن حين يدنو
يفــر فلا يجيــب ولا يليـن
كمعشــوق يـداعب ذات خـدة
فلا يعطـي الوصـال ولا يبين
فكــم بسـمت لمـرآه ثغـور
وكــم سـالت لمـرآه شـؤُون
وكـم ذكـر المحب به حبيباً
وكـم نسـي الخدين به خدين
وكـم نظر المشوق به جمالاً
وابصـر وجـه درهمه الضنين
وكم شكت العيون اليه وجداً
الى ان اصبحت شكرى العيون
تحـدّق فيـه لـم تطرف بجفن
كـأن العيـن ليس لها جفون
وتصـفر النجـوم اذا تبـدى
كمـا يصـفرّ مـن حسـد جبين
يسـير فتختفـي مـن جانبيه
نـوافر وهـو مجتـازٌ رزيـن
كمـا طلع المليك عليه تاج
فـاطرقت الوجـوه لـه تدين
كـــأن كـــواكب الافلاك در
تبــدي بينهـا حجـر ثميـن
لـه مـن شمسـنا جـزء منير
وليـس لنـا بـه جـزء سخين
حبتـه مع الضيا حراً فاعطى
ضـياءَ نعـم ما ادى الخؤون
وقـاك اللَه كم تفني قروناً
ولا تفنــي محيـاك القـرون
فيـا شبه الحبيب حويت منه
بهـاه وفاتنـا منك الفتون
وكـم تحيي الظلام وانت ميت
وكم تعلو النجوم وانت دون
حـويت عجائبـاً فـدعاك قوم
الهـاً حبـه فـي الناس دين
تخـبرهم باعـداد الليـالي
ويلزمـك السـكوت فما تبين
وتصـدقهم وفيـك النقص طبع
وعهـدي كـل ذي نقـص يميـن
لنـا فـي كـل شـهر منك شك
ولكـن ليـس يمهلـه اليقين
لـو ان نظيـر شـكك كـل شك
لمـا طالت بصاحبها الظنون
كانـك فـي هلالـك نصـل سيف
اجـادت صـقل صفحته القيون
تقطيـع منك اعناق الليالي
وليـس سوى الانام لها وتين
ترى فيك البداءة كيف كانت
قـديماً والفنـاء متى يكون
وهـل يبقى الوجود بلا فناء
وهل تعفو عن الشهب المنون
كوائن ليس يدري السر منها
سـوى مـن امـره كـاف ونون
نجيب بن سليمان الحداد.صحفي أديب، له شعر، وهو ابن أخت الشيخ إبراهيم اليازجي.ولد في بيروت، وتعلم بها وبالإسكندرية، وكان في هذه من كتاب جريدة (الأهرام) ومجلة (أنيس الجليس)، وأصدر مع آخرين جريدة (لسان العرب) يومية، ثم أسبوعية بالقاهرة، وعاد إلى الإسكندرية فتوفى بها.له (تذكار الصبا -ط) وهو ديوان شعره.ولعادل الغضبان (الشيخ نجيب الحداد -ط) في سيرته وأدبه.له: قصص روائية منها (رواية صلاح الدين الأيوبي-ط)، و(شهداء الغرام - ط)، و(حمدان - ط) مسرحية، و(السيد - ط) ترجمها عن الفرنسية، و(غصن البان - ط) و(الفرسان الثلاثة - ط).