
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعيــذك أن تمنـى بتبريـح لوعـة
وأن تعــرف الوسـواس كيـف يكـون
ويحزننـي أن تسـند القلـب راحـةٌ
كأنــك بــالقلب الشــجي ضــنين
ويـؤلمني أن تقطـع الليـل ساهراً
تســـهدك الأشــجان وهــي جنــون
إذا هـزك الشـوق اضطربت ولم تفه
ونهنهـت قـرب الـدمع وهـو خـؤون
وليــلٍ سـهراناه سـميرين تشـتكي
هــواك وأصــغى والحــديث شـجون
تمـر بنـا الساعات تعدو كما عدا
علـى الصـخر سـيلٌ مـا حواه وجين
فيـا لـك مـن ليـلٍ قصـيرٍ وليتـه
تطــاول لــو أن الزمــان يعيـن
ويـالتني الشـاكي وليتـك سـامعي
ولكــن همــي فـي الفـؤاد دفيـن
أذعــت لنـا سـرّاً شـقينا بمثلـه
زمانـاً وفـي غصـن الشـبيبة ليـن
فيا ليتني لما ذوى الغود وانحنى
بـــرئت ولكــن الشــقاء فنــون
إذا شــئت رؤيـت السـامع بالـذي
لقيـــت ولكــن الفــؤاد ضــمين
وكنـت وقد بتنا سميرين في الدجى
أرقهمـــا لكـــن أخــاف أبيــن
ولـو شـئت أطربـت الصـحاب عيشيةً
ولكــن قلــبي يــا سـمير طعيـن
ومـن لـي بأن تشتاق ما أنا كاتم
ولكــن ســري فـي الضـلوع حصـين
ومــا كـل أيـام الشـباب حميـدة
ولا كــل أجــرح إن نــأت يهــون
إذا تحـدى للشـوق ومـا لمـا مضى
فــؤادي اسـتهلت بالـدموع شـؤون
أسـاكت هـذا البـاس والقول حاضر
ولــي فــن غليلـي زفـرة وأنيـن
أنــام علــى سـرى ووجـدي سـاهر
فمــا لشــجوني الثـائرات سـكون
كلانــا إذاً يـا خـل ضـامن لوعـة
وكــل علــى ســر الفـؤاد أميـن
كلانــا محــب ليـس يـدري حـبيبه
هــواه وكــلٌّ يــا ســمير غـبين
كلانــا لـه داء يـداويه بـالمنى
وهــل تنفــع الأمـال وهـي ظنـون
كلانـا احتسـى كـأس الغرام بكرهه
وكــل عــراه مــن هــواه جنـون
ولكننــي شــر الرفيقيــن قسـمةٌ
وأشــقاهما لــولا تقــول يميــن
شـــبابك ريــان وروضــك ضــاحك
وأنــت بتحقيــق الرجــاء قميـن
ولكننـي مـا ذا أرجـي ولـم يـدع
لــي الــدهر إلا مهجــة ســتحين
ثقلــت بأعبـاء الهمـوم وهضـنني
مســـالك عيـــش كلهـــن حــزون
ومــا نظمــي الأشــعار إلا علالـة
لــو انـه سـلوا بـالقريض يكـون
ومـــاهي إلّا برهــة ثــم يثنــي
يكــر مضــيضٌ فـي الحشـا وحنيـن
فصــبراً طــويلاً إنمـا هـي رقـدةٌ
وتـــذهلني عمــا لقيــت منــون
وصـبراً جميلاً يـا سـمير ففـي غـد
تســليك عـن سـحر الجفـون جفـون
تهيــم بهـذي ثـم تسـلو بغيرهـا
ويصـبيك مـن بعـد الجـبين جـبين
فـوطن علـى السـلوان نفسـك إنني
خــبير بــأدواء القلــوب طـبين
ســتعلم أن العيــش حلـم وأننـا
نيــام ولــو مـد الرقـاد سـنون
وأنـا كأهـل الكهف نصون وما نعى
قــتيلاً ولــو أن الرقــاد قـرون
كأن لم يمر السعد والنحس بالفتى
ولا كــر بيـضٌ فـي الزمـان وجـون
ويركـد صـرف الـدهر حـتى كأنمـا
لــه أجــلٌ تعــدو عليــه منـون
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).