
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أجل في حياتي الطرف تبصر رسومها
دواثـر عفتهـا الليـالي الدواثر
تـولت ليـالي السـعد وهـي حميدة
وجــاءت ليــالٍ بـالنحوس مـواقر
وأصــبحت والآمــال حـولي ذوابـلٌ
تســـاقط أوراق لهـــا وأزاهــر
يشــاهقها الـبرق المضـيء عشـيةً
وتهفـو بهـا الأرواح وهـي ثـوائر
وعريــت الأفنـان مـن ورق الصـبا
وعـافت ذواهـا الصادحات الطوائر
فمـا ينتحيهـا غيـر غربـان شقوةٍ
لهـــن نعيــقٌ فوقهــا متطــاير
فـأين زهـور الحـب يا طول حسرتي
وأيـن أزاهيـر الشـباب النواضـر
وأيــن أزاهيــر السـرور كأنهـا
تحيـي الفـتى والعمر قينان ناضر
وأيـن أزاهيـر القناعـة والرضـى
دهتهــا صــروف بالسـموم قـواطر
وأيـن زهـور الصبر والأمن والمنى
زوتهـا عن العين الهموم الزواخر
طواهـا زمـان ليـس ينشـر ما طوى
فلـن تجتليهـا يـا لهيف النواظر
وغـابت فغـاب الأمـن والخيـر كله
ودارت علـى روق الحيـاة الدوائر
ثــوت حيـث لا شـمسٌ تـرد حياتهـا
إليهــا ولا صـوب الغمـائم ناصـر
أفــي كــل يـومٍ زهـرةٍ لـي غضـة
تمــوت فأبكيهــا ودهــري سـاخر
تسـاقط أزاهـر الحيـاة علـى يدي
وقلــبي مقــروحٌ وصــدري واغــر
كـأن وبـاء عـاث فيهـا فلـم تكد
تنــور حــتى أعجلتهـا المقـادر
ولا خيـر فـي عيـش إذا كان مجدباً
يـــواطنه مصـــفرة والظـــواهر
إذا مــر بـي يـوم حميـد وربمـا
تبسـم فـي الليل النجوم الزواهر
تلفـت حـولي باحثـاً عـن شـبيبتي
وأزهارهـا والدمع في الجفن حائر
تقطـع أحشـائي إذا مـا افتقدتها
ويصـرم أنفاسـي الحنيـن المخامر
وبيضـاء مـن زهـر العفاف فقدتها
وبــالرغم منــي أن قلـبي ذاكـر
فغيبهــا قــبر الفـؤاد وجادهـا
بصــيبه جفـنٌ علـى الـدهر مـاطر
بكينــا عليهـا حقبـة ثـم ردنـا
إلـى الصـبر دهـرٌ بالملمات زاجر
ومــا عجـبٌ أن المنايـا علقنهـا
وكـر عليهـا الـدهر والدهر جائر
وكيـف أرجـي أن تـدوم وقـد مضـت
بأنـدادها عندي المنايا البواكر
وإن محـــالاً أن تـــدوم وحيــدةً
وإن ســفاها مـا تريـق المحـاجر
وإن ضــلالاً نـدب مـا ليـس راجعـا
وإن عنــاء مــا تحــن الضـمائر
سيمضـي وإن طال الزمان بي الردى
وتـذهلني عمـا افتقـدت المقـابر
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).