
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عبـاس إن ابنـي لـي مفـزعٌ
مـن وحشـة العيش ومن نكره
يؤنسـني فـي وحشـتي هـذره
فلا عـدمت الأنـس مـن هـذره
ووثبـــه بيـــن ألاعيبــه
وكلهــا أكــبر مـن قـدره
وضــربه هــذا وتقبيـل ذا
وكلهــم ســاعٍ إلــى بـره
وصـــده طــوراً وإقبــاله
وليـس مـا يـدعو إلى غدره
يركـب ظهـري غيـر مسـتغفر
حــب بــه طفلاً علـى كـبره
مســتهترٌ لا يتقــي قالــةً
ولا يبـالي النـاس من فجره
لكنــه فــاعلم فـتى طيـع
يــبرني حقــي مــن شـكره
يلثــم كفـى كـل يـومٍ ولا
يضــن بالقبلـة مـن ثغـره
أبلـغ إلـى عـزوز أطرابـه
وشـكره المـدفون فـي صدره
وقــل لــه إن فـتى مـازن
يــدعوك عـزوز إلـى مصـره
أيهمـا بـاللَه يـا صـاحبي
أجمـل إذ يخطـو إلـى عثره
ومـن تـرى يا صاحبي منهما
بالسـامري أشـبه فـي أمره
ربــاه جبريـل علـى دينـه
وشــب مطويــا علـى غيـره
ولــم يفـده طـول تسـبيحه
فـي سـره طـوراً وفـي جهره
ولـم يغيـر ذاك مـن نجـره
ولا أحـال الفـرع عـن جذره
لمـا غـدا موسـى إلـى ربه
أضــل إسـرائيل مـن فـوره
وجـاءهم بالعجـل مسـتحقراً
أحلامهــم يضــحك فـي سـره
ومن ترى موسى الكليم الذي
ربــاه فرعـون علـى كفـره
ريــاه فرعـون فمـا راعـه
إلّا نــبيٌّ فــي فــتى بـره
يـدعو إلـى اللَـه ورضوانه
وبوعـد الجبـار فـي قصـره
لا مـال أخشـى منـه إتلافـه
عبـاس ي المقبـل مـن عمره
ولا أبــاليه إذا مـا غـدا
يزهـد فـي العيش وفي وفره
يعـدو علـى الناس بسوءاته
ولا يصـيب النـاس مـن خيره
ولسـت أخشـى أن أراه فـتىً
قـد وسـع العـالم مـن شره
لكنمــا أشـفق يـا صـاحبي
من أن يجيش الشعر في صدره
مـن يشـتري شـعري على حيه
براحـة الغافـل عـن دهـره
مـن يشـتري تغريدتي موهناً
بغطــة الـذاهل عـن فجـره
مـن يشتري دمعاً يحس الفتى
جـولته لا الفيـض مـن قطره
مـن يشـتري نفسـاً وآلامهـا
بثقلـة المـأفوك فـي فكره
مـن يشـتري هـذا سوى مائق
يســعى برجليـه إلـى ضـره
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني.أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية.نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة.تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية.ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر.وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته.وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و(البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض.وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة.له (ديوان شعر - ط)، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و(إبراهيم الكاتب - ط) جزآن،قصة، و(قبض الريح - ط)، و(صندوق الدنيا - ط)، و( ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و(رحلة الحجاز - ط) و(بشار بن برد - ط)، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و(الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط).