
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـــن للــوداد فــانهُ يتظلــمُ
هـل فـي البريـة عـادلٌ لا يظلـمُ
مـن لـم يكن يرعى الوداد وعهدهُ
فوجــودهُ كوجــود مــالا يلــزمُ
الــدهر افصـح عـن غـوامض سـرهِ
فغـدوت اعلـم منـهُ مـا لا اعلـمُ
ابـدى القيـاس فجاءَنـا بنتيجـةٍ
كـبرى بهـا كنـه الحقـائق يرسمُ
كـم مـن جهولٍ في البرية قد غدا
مستســمناً بــالعين وهـوَ مـورّمُ
ان اظهـرت ايـدي الخطـوب عيوبهُ
يومـاً فيخفـي مـا يلـوحُ الدرهمُ
للــه مــن دهــر نقيــم بظلـهِ
خـرس الفصـيح بـهِ وقـال الابكُـم
وسطا اللئيم على الكريم بهِ وقد
عــزُّ الجبــان بـهِ وذل الضـيغمُ
ســيان قــربٌ وابتعــادٌ عنــدهُ
والمســـتغيب اخــو كــذابٍ ألأمُ
ولقـد خـبرتُ بنـي زمـاني طالباً
مـن يرتجـي فـاخترت زيـداً منهمُ
الصــادق الاقــوال غيـر مخـادعٍ
والكامــل الافعــال والمتكــرمُ
حسـد النسـيم طبـاعهُ فـاذا سرى
خجلاً بازهـــار الربــى يتلثــمُ
ان جــاد تهمـي السـحب راحـاتهِ
او قــال فالافعـال عنـهُ لـترجمُ
رضـع الـوداد وشـبَّ وهـوَ رضـيعهُ
ولـذاكَ عـن ضـرع الوفـا لا يفطمُ
فهـوَ الـذي يعـزى لا نجـب والـدٍ
نسـباً الـى القـوم الذين همُ هُم
فســماتهم تغنـي محـاول وصـفهم
وصــفاتهم تملــي عليـهِ فينظـمُ
لــي منهــمُ بــدرٌ اذا يممتــهُ
تلقـى الثنـا والفضـل حيث ليممُ
لـي بالثنـاءِ عليـهِ نطـق شـائقٌ
وبكـــل جارحــةٍ لمــدحتهِ فــمُ
يــا مـن لـهُ عمـا يشـين تـأَخرٌ
ولــهُ الــى حيــث العلاء تقـدمُ
قــلّ الــوفيُّ فلا نثــق بمـداهن
يخفـي الشـرور وباللقـا يثبسـمُ
تلقــاهُ ان يلقــاك ليـن جـانبٍ
هينـاً رقيـق القلـب وهـوَ الارقمُ
ومخــادع يبـدي الـوداد لبغيـةٍ
ويكلــم الاحشــاءَ حيــن يكلــمُ
ولقـد غـدا طـاهي الفسـاد وانهُ
مــن طبخــهِ لا شـكّ يومـاً يطعـمُ
ولقــد تـوهم انـهُ نقـض الـولا
جهلاً ولكــن ســاءَ مــا يتــوهمُ
بينــي وبينـك يـا صـديق مـودةٌ
عظمــى عراهــا لا تفــكُّ وتفصـمُ
انــي اعيــذك مـن سـماع كلامـهِ
او الاقتنـاع بمـا يقـول ويتهـمُ
لبيــك انــي خيــر وافٍ صــادقٍ
يرعـى الـوداد ولـو لحاهُ اللوّمُ
لبيــك ثانيــة ولســت مشـاركاً
بــك ثالثــاً اولا فــاني مجـرمُ
واليـك بكـراً نقـدها حسن الرضا
تثنـي عليـك بمـا يقـال وتعلـمُ
انــي لاختـم عـن سـواك قريحـتي
وعلــى ودادك فـي فـؤَادي اختـمُ
أَديب إسحاق الدمشقي.أديب، حسن الإنشاء، له نظم.من مسيحي دمشق، ولد فيها وتعلم في إحدى مدارسها، وانتقل إلى بيروت كاتباً في ديوان المكس (الجمرك) ثم اعتزل العمل، وتولى الإنشاء في جريدة (ثمرات الفنون) فجريدة (التقدم) البيروتيتين.وسافر إلى الإسكندرية فساعد سليماً النقاش في تمثيل الروايات العربية، وانتقل إلى القاهرة فأصدر جريدة أسبوعية أسماها (مصر) سنة 1877م، وعاد إلى الإسكندرية فأصدر مشتركاً مع سليم النقاش جريدة يومية سمياها (التجارة) وأقفلت الجريدتان، فرحل إلى باريس سنة 1880م فأصدر فيها جريدة عربية سماها (مصر القاهرة)، وأصيب بعلة الصدر فعاد إلى بيروت فمصر، وجعل ناظراً لديوان (الترجمة والإنشاء) بديوان المعارف في القاهرة، ثم كاتباً ثانياً لمجلس النواب، ولم يلبث أن قفل راجعاً إلى بيروت بعد نشوب الثورة العرابية، فتوفي في قرية الحدث (بلبنان).له: (نزهة الأحداق في مصارع العشاق - ط) رسالة، و(تراجم مصر في هذا العصر)، وروايات ترجمها عن الفرنسية، منها (رواية أندروماك)، و(رواية شارلمان)، و(الباريسية الحسناء)، وجمعت مقالاته ومنظوماته في كتاب سمى (الدرر-ط).