
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن زائرى في العيد من بالباب
وهــمّ فقـدتُ بـه رشـيد صـوابى
مــن ذا يطــالع سـحنة مغـبرة
فكأنّهــا لعنــت بكــل كتــاب
يـا غرفتي ما عشت أحبوك الرضا
فلقـد حجبـت عـن الورى أوصابي
فعلـى ثـراك عفـرت جسمي نائما
كــثري البقيــع لعابــد أوّاب
ووقيتنـي فـي مـدمعي وشـكايتي
أذن اللئيــم ونظـرة المرتـاب
جـن الظلام وقـد تـوارى عيـدهم
وذوى رواء البشــر والترحــاب
فخرجـت بعـد العيد أخفى شقوتي
متظــاهرا بــالزهو والإعجــاب
مــا آدنــى إلا بكـاء حليلـتي
حزنــا لبـؤس شـبابها وشـبابي
ترنـو إلـى جيراننـا في يسرهم
ونـو اليبـاب إلـي هميـل سحاب
وهـي الصـبور إذا عرتنـا محنة
لـم يـدر غيـري ما يخبىء بابي
وإذا انتصـرنا فـي حـروب مـرّة
فــي عيشــنا عفّـت عـن الأسـلاب
والنـاس مهما أسعدوا في عيدهم
صــرعى خــراف فـي سـعار ذئاب
حــرم الأناسـي اللحـوم وإنهـا
قـد أصـبحت فـي مصـر طعـم كلاب
ولو أنهم وصلوا الفقير بعيدهم
مـن رزقهـم لنجـوا مـن الأوصاب
أنـا جـالس فـي مـوكب حلقـاته
ضـــمت أعــزّو جاهــة وجنــاب
مـن كـل مزحـوم الطرائق للغنى
أو والـغ فـي الجـاه والألقـاب
أو مـــدّع أن النبــوة أصــله
متطـــاول بوجاهـــة الأنســاب
كشـفت رجـولتهم وجـوه خصاصـتي
فــرأت بهــا وردا لكـل سـراب
قــد زوروا هيبـاتهم وتفننـوا
فــي كرنفـال البـأس والإرهـاب
والبـؤس أعمـى أو أصـم فـأهله
نهــب لغــش الــداعر الكـذاب
غرقـى بـأمواد الحيـاة وربمـا
ينجـو الغريـق بـواهن الأحطـاب
قـد خلـت بالأصـحاب بعض هناءتي
واللـؤم كـل اللـؤم في الأصحاب
هـم قـادرون ومـا تشـاء خلالهم
أن يكشـفوا كربـى وسـوء عذابي
لكنهـم حذقوا الهروب من الندى
بملامــتي فــي شـقوتي وعتـابي
والحسم أصرح في الردى من خمرة
فيهـا الـردى مـن تالف الأعناب
ذبحـوا الخراف مخافتين وجددوا
فــي عيـدهم فـي فرحـة وثيـاب
أنــا لســت اسـتجديهم لكننـي
منهــم أقــر براءتـي ومتـابي
إن فـاتني عيـد الحياة ويسرها
سـأرى هنـاء العيـد يوم حسابي
عبد الحميد الديب.شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً.قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم.ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش.في شعره جودة وقوة.