
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــل شـيء أشـهد اللـه عليّـا
فـرّت الـدنيا جميعـا من يديّا
لا تقـل لـي كيـف تحيـا سادرا
أنـا ميـت بيـن قومي لست حيا
ســر هـذا البـؤس أنـي شـاعر
قـد أفـاد الـدهر منى عبقريّا
عنــدما كنــت بحـانى شـاربا
كنــت أصــغى للمصـلى يتهيّـا
رنّـة التكـبير فـي سـمعى محت
رنّــة الكـاس واودت بالحميّـا
والمصـــلّون لــدى تســبيحهم
صـيروا الندمان في عيني نسيّا
مظهـر التسـبيح والتقـوى بهم
قـد سقاني الكأس إيمانا سريّا
يــا صـبوحي يـا غبـوقي ضـلّةً
لكمــا منـى بكـورا أو عشـيّا
وهبطــت الـروض والليـل سـجا
قـد أجنّ الطير والورد النديّا
كـل مـا فـي الـروض حتى تربه
ســبّح الرحمـن تسـبيحاً خفيّـا
وهنــا أدركـت أنـى لـم أعـش
وأنــا المســلم إلا جاهليّــا
قـد تخـذت الشـعر توحيدي ولم
أتطهّــر فجنــى الشـعر عليـا
بينمـا أسـرف فـي وصـف الطلا
والهـوى لـم أدّخـر للـه شـيّا
أنـا أو إبليـس للـدنيا عمـى
هــو خـاف وأنـا أبـدو جليـا
قلــت ربــي وأنــا جـاث لـه
فحبــاني لطفــه قلبـا رضـيا
تبـت مـن ذنـبي ومـن ترجع به
نفســه للــه يبعثــه نقيــا
توبـةٌ مـن بعـد أن فـزت بهـا
كـل شـيء صـارفى عينـي هنيّـا
فــتراني فـي السـموات العلا
أصـحب الشـمس وتعنولي الثريّا
ولــدي ســدرتها فــي مــوكب
مـا حـوى إلا ملاكـا أو نبيـذا
وعلـــى الأرض شــهابا لامعــاً
من صفاء القلب أو نور المحيّا
فتحــت أبــواب أرزاقـي بهـا
فســقاني خيرهـا شـهدا وريّـا
ونــأت عنــى همــومى بعـدما
أصـبح القلـب من الدنيا خليّا
وســل الليـل فمـا أغفـو بـه
غيـر أرمـاقٍ ومـا تجـدى عليّا
هـــذه آيـــة عشــقى كلمــا
جـنّ ليلـى ظلـت سـهران مليـا
لا يــواتيني الكـرى حـتى أرى
طيــف حــبى فــأحيّى وأحيّــا
فـــإذا حـــدثتني ألفيتنــي
غــائب المهجــة للــه نجيّـا
أيــن شــيطاني وأينـت ربحـه
كان يهفو في الدجى روحا عتيا
أكلــه أو شــربه مـن هجرتـي
فــي ظلام الشـك أفاقـا شـقيّا
فقضـى يـوم الهـدى إذ لم يجد
أي شــرع ينتهــى منـه إليـا
جنــة المحــراب تشـوى جسـمه
وأنـا لـم أغـش بيتا أو نديّا
مــات شــيطاني وهـاكم جنـده
هينمـوا بالـدمع أشباحا بكيّا
عبد الحميد الديب.شاعر مصري، نشأ وعاش بائساً.قال أديب في وصفه: استحالت نفسه الشاعرة الثائرة إلى جحيم من الحقد على الناس جميعاً، ونعته بشاعر الجوع والألم.ولد بقرية كمشيش من أعمال المنوفية، وسكن القاهرة وتوفى بها، ودفن في كمشيش.في شعره جودة وقوة.