
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نفسـي الفِـداءُ لقتيـلٍ صَبرا
بكـى لـهُ السـبطُ بعَينٍ عَبرى
خيـرُ سـليلِ مـن بنـي عقيـلِ
مـن هاشـمٍ مـن أشرفِ القبيل
قضـى الـذي كـانَ عليه وقَضى
ففـازَ بالأجر الجليل والرضا
لو كان في الكوفةِ غيرُ مسلم
مـن مسـلم مـا ضرّجوهُ بالدم
قـد نقَضـوا مـا كان أبرَموهُ
وافتَرَقــوا عنــهُ وأسـلَموهُ
أمســى بغيـرِ ناصـرٍ ومُنجِـدِ
ولا امرىـءٍ به الطريقَ يهتَدي
فسـارَ حـتى جـاءَ بـابُ طوعَه
وقَــد عرَتــهُ حيـرةٌ ورَوعَـه
قـالَ لهـا هل أنت لي مجيرَه
فليسَ لي في المصرِ من عَشيرَه
قـالَت أأنـتَ مُسـلِمٌ قالَ أجَل
فقـالتِ ادخُل بيت داري فدَخَل
فلـم يَـذُق فـي بيتِها طعاما
وعينُــهُ مــا عرَفَـت منامـا
دل عليـه الفاسقُ ابن الأشعَث
قُبـحَ مـن عـات ظلـوم أخبَـث
ومُســلمٌ لمـا أحَـس بـالطَلَب
ثـم رأى عـدوُّهُ منـهُ اقتَـرَب
صــالَ عليهِـم صـولَةَ الآسـادِ
وهــوَ بـأعلى صـوتِه يُنـادي
أقســَمتُ لا أُقتَــلُ إلّا حُــرّاً
وإن رأيـتُ الموتَ شيئاً نُكرا
وبعــدَ أن سـَقاهمُ الحتوفـا
وفَــرّقَ الجمــوعَ والصـفوفا
تكـــاثَروا وأســَفاً عليــهِ
وبــادَروا بجمعِهِــم إليــهِ
ثـمّ غـدَوا يرمـونَهُ بالنـارِ
وبالحجـارِ مـن أعالي الدار
وبعــدَ أن أثخِــنَ بـالجراحِ
وكـادَ أن يهـوى على البِطاح
قـالوا لـكَ الأمانُ وهوَ منهُمُ
غَـدرٌ وفيـه كـانَ يدري مُسلِمُ
لكِن فما الحيلَةُ ما التدبيرُ
ومــا لَــهُ عــونٌ ولا نَصـيرُ
بَكــى ومـا كـانَ بُكـاهُ إلّا
علـى الحسـين وكفـاهُ فَضـلا
ورامَ منهُـم جُرعَـة مـن مـاء
يُطفـي بهـا حـرارةَ الأحشـاءِ
فقـالَ كلـبٌ لـم تَلِـدهُ حـرّه
واللَـهِ لا تـذوقَ منـهُ قَطـرَه
وقـد جرى من الكفورِ المُلحِدِ
نغـلِ زيـادٍ الظلوم المُعتدي
مـا قد جرى من فاحِشِ الخطابِ
ومـن قبيـحِ الـردِ والجـوابِ
وغيــرُ ضـائرٍ عـواءُ الكلـبِ
إذا عـوى على النجومِ الشُهبِ
وكيـفَ يُرجى من عدوِ اللَه في
وليــه شــيءٌ مــنَ التَعصـُّبِ
قـد صـعَدوا بـهِ لأعلى القَصرِ
يَلهَــجُ باسـتغفارِه والـذكرِ
ثــمّ رَمـوا بجسـمهِ المطهَـرِ
مـن بعـد قتله بسيف الأحمري
رُزءٌ بكى السبطُ لهُ واستعَبرا
اللَــهُ مـا أعظَمَـهُ وأكبَـرا
وأخرَجـوا ابن عروَةٍ من حَبسِهِ
فقـالَ وهـو آيـسٌ مـن نفسـهِ
وامـذ حجـاً وأيـنَ مني مَذحَجُ
هــل بَطَــلٌ مُســتَلئِمٌ مُدَجّـجُ
فلــم يجِــب نــداءهُ مُجيـبُ
ولـم يَغثـهُ الخـلُّ والقَريـبُ
جَــزاهُ ربُّ الخلـقِ عَـن ولائهِ
بمــا جَــزى خُلّـص أوليـائهِ
هادى بن عباس بن على ابن كاشف الغطاء.فاضل إمامى عراقى.ينتمي إلى أسرة آل كاشف الغطاء العريقة بالنجف.له: (أوجز الأنباء فى مقتل سيد الشهداء - ط) رسالة، و(المقبولة الحسينية - ط) مراث من نظمه، (ومجموعة - خ) أدب و تراجم، و(المستدرك على نهج البلاغة - ط) و(البرهان المبين فيمن يجب اتباعه من النبيين -خ).