
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ولَـم أخَـل مـن عـادةِ الليالي
أن تَحكُـمَ العبيـدُ في الموالي
قـد ضـيّقوا الدنيا بِمَن لولاهُمُ
لـم يخلُـقِ اللَـه لهـم دنياهُمُ
مِثــلُ الحســينِ خائفـاً يُشـَرّدُ
وابـن الطليقِ في النعيمِ يرقِدُ
حـتى انجلى عن مكةٍ وهو ابنُها
وســارَ خائفــاً وفيـه أمنُهـا
خـافَ بأن يغتالَ في ذاك الحَرَم
فتُسـتباحَ فيـه هاتيـكَ الحُـرَم
والحَـجُّ لمـا خـافَ مـن إتمامِهِ
بعُمــرةٍ أحَــلّ مــن إحرامِــهِ
أم العـــراقَ لَيتَــهُ لا أمّــهُ
وليــتَ أن اللَــه عفـى رَسـمَهُ
وقـالَ فيمـا قـالَ خُـطّ المـوتُ
علـى البرايـا ليـسَ منـه فَوتُ
كـأن أوصـاليَ ترمـى في الفَلا
بيـنَ النـواويسِ وبيـنَ كـربلا
إنّ رضــا اللَـه رضـانا نصـبِرُ
بمـا جـرى بـه القضـا والقَدَرُ
مَـن كـان فينـا بـاذِلاً مُهجَتَـهُ
ومُخلصــــاً لربّــــه نيّتَـــه
علـى لقـاء اللَـه قـد توطّنـا
فليَرحَلـــن مصـــبِحين معنــا
فســارَ فــي أصــحابهِ مجــدا
يقطــعُ حزنــاً ويجــوبُ وهـدا
وهــوَ عليــمٌ بمصــيرِ الأمــرِ
ومـا عليـه فـي العـراقِ يجري
وإن غَــدَت قلــوبُ أهلِـه معَـه
لكــن رمــاحُهُم إليـه مشـرَعَه
ولـــو أراد محــوَهُم محــاهُمُ
عـن صـفحة الكـون وما أبقاهُم
قـــد نَزَلـــت ملائِكُ الســماءِ
فــي عــدد جــلّ عـن الإحصـاءِ
والجِـنُّ مـن شـيعَتِه قـد جاؤوا
ليقتُلــوا أعــداهُ لـو يشـاءُ
لكنّــهُ اختــارَ لقــاءَ ربّــه
علـى اختيـارِ نصـرِه فـي حَربِهِ
وقــالَ مـا معنـاهُ إنّ مَصـرعي
هنــاكَ لا شــكَ وأصـحابي معـي
مـن ذا يكـونُ ساكناً في بُقعتي
وكيــف تغــدو معقِلاً لشــيعَتي
واللَــهُ قَـد شـاءَ بـأن يَـراهُ
مُخضــّباً بــالطف فــي دمــاهُ
وأن يَـــرى نســـاءَهُ ســبايا
فـي الأسـرِ فـوقَ هُـزّلِ المطايا
فأسـرعوا والمـوتُ فيهِـم يُسرعُ
إلـى جنـانٍ هـي نعـمَ المرجـعُ
قــالَ لـهُ الأزديُّ فـي الطريـقِ
يا ابن النبي المصطفى الصديقِ
مــاذا دعـاكَ اليـومَ للرحيـلِ
عــن حَــرَمِ الإلــهِ والرســولِ
قــال صــبَرتُ والإلــهُ الحَكَـمُ
إذ أخـذوا مـالي وعرضي شتَموا
وأنهـم سـَفكَ دمـي قـد طلَبـوا
وليــسَ مــن ذلــكَ إلا الهَـرَبُ
هادى بن عباس بن على ابن كاشف الغطاء.فاضل إمامى عراقى.ينتمي إلى أسرة آل كاشف الغطاء العريقة بالنجف.له: (أوجز الأنباء فى مقتل سيد الشهداء - ط) رسالة، و(المقبولة الحسينية - ط) مراث من نظمه، (ومجموعة - خ) أدب و تراجم، و(المستدرك على نهج البلاغة - ط) و(البرهان المبين فيمن يجب اتباعه من النبيين -خ).