
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
انظــر بعيــن الفكـرِ والبصـيره
مــا للإمــام مـن جميـل السـيرَه
مـا حـلّ أمـرق مـن جليـلِ الخطـبِ
إلّا تلقـــــاهُ بصــــدرٍ رحــــب
كــانَ مَــعَ الصــفوَةِ مـن شـيعتِهِ
وأهلـــهِ والغُـــرُ مــن أســرَتِه
فصـــادَف الحُـــرّ بيـــوٍ شــامس
يصـــحَبُه زهـــاءُ ألـــف فــارس
جـــاؤوا إليـــه وهُــمُ أعــداءُ
ولـــم يبـــن منهـــم لَــهُ ولاءُ
جــادَ لَهُــم علــى ظَمـاً بالمـاءِ
حــتى ارتــووا بأحســَنِ الـرواءِ
وغــادرَ العَطشــى مِــنَ الأفــراسِ
تَشــــرَب بالقصـــاع والطِســـاس
وقــد جــرى لــهُ مـع المحـاربي
مــن سـَعَة الخلـقِ وليـنِ الجـانب
قـــام بنفســـهِ إلــى الســقاءِ
حــتى ســقاهم مــن زُلال المــاءِ
يــا ســعدُ صــرح لــي بـالجوابِ
وأوضــــحِ الحــــقّ ولا تُحـــابي
أمثُلـه وهـو ابـن سـاقي الكَـوثَر
ومالــك الحــوض بيــوم المحشـَر
يَصـــدُرُ ظمــآن الفــؤاد صــادي
وقـــد أبيــح المــاءُ للــوراد
أمثلُـــــهُ يَحُـــــقُّ للفُجّــــار
أن يمنعـوا عنـهُ الفُـراتَ الجاري
ويُظمئوا عيــــــالهُ وأهلَـــــه
ويُعطشــــوا رضــــيعَهُ وطِفلَـــه
وهَــل مــنَ العــدلِ أو الإنصــافِ
مــــن عُصـــبةِ الضـــلال والخلاف
أن يقلبــوا لِمثلـه ظَهـرَ المِجَـن
ولا يُقــابلوا الحُســَينَ بالجســَن
مـن بَعـد مـا أن كتبوا ما كتبوا
وأوجَــزوا فــي قـولهم وأطنبـوا
قـــد طلَـــوا قُــدومَهُ أي طَلــي
وأظهــروا مــن الـولاء مـا أحَـب
فجــــاءَهُم مُلَبيــــاً مجيبــــا
يطـــوي الفلا ويَقطَــعُ الشــُعوبا
لأن يكــــونَ كــــالأبِ الشـــفيقِ
يَهــــديهم لواضــــح الطريـــق
يَــدفَعُ عنهُــم كــل جــورٍ وَعنـا
ويبلغوا في الدين والدنيا المُنى
حــتى إذا مــا حـلّ فـي ديـارهم
مُــــؤَمّلا للفـــوزِ بانتصـــارِهِم
وكــانَ فيمــا بينَهــم كالضــيفِ
كـــانَ قِـــراهُ منهــمُ بالســيفِ
ولَيــتَ أن القــومَ لمّــا كـانوا
علـــى خلاف مـــا لــهُ أبــانوا
لـم يمنَعـوه السـيرَ فـي الطريـق
ويأخــــذوا عليـــه بالمضـــيقِ
يعــودُ مــن حيـثُ أتـاهُم قـافِلا
لا يبتَغــي منهــم سـواها نـائلا
قــالوا أتــى الأمـرُ مـنَ الأميـرِ
بمنعِـــكَ اليــوم مــن المســيرِ
فـــأنزلوا الحُســـَينَ بــالعَراءِ
بغيـــــــرِ مـــــــاءٍ وبلا كلاء
فقـــامَ فـــي أصــحابهِ خطيبــا
ولــم يكــن فـي الأمـرِ مُسـتَريبا
قــال ألا تَــروُنّ مــا قـد نَـزَلا
ومــا عَــرا مـن الخطـوبِ والبَلا
ولا أرى الحيـــــاةَ إلا بَرَمــــا
والمـــوتَ إلّا راحـــةً ومَغنمـــا
أدبَــرتِ الــدنيا وقَــد تَنَكّــرت
وعـــن قـــديم حالِهــا تغيّــرت
لـم يبـقَ مـن نعيمهـا إلا الوشـَل
وغيـــرُ عيــشٍ مســتهان مبتَــذَل
لا يتنـــاهونَ بِهــا عــن باطــلِ
وكلُّهُـــم بـــالحقّ غيــرُ عامِــل
فقــامَ مـن أنصـارِهِ ابـنُ القَيـنِ
وقــالَ قــولاً مــا بـهِ مـن مَيـنِ
وآثـــرَ المـــوت مـــعَ الإمــامِ
علـــى الحيـــاة دائم الأيـــامِ
كــــذا هلالُ وبُرَيــــرُ قامــــا
وأبـــدَيا عَزمــاً أبــي قــداما
وقـد تسـاوى الصـحبُ فـي الحميّـه
وفـــي الــولاءِ وخُلــوصِ النيّــة
فســارَ بعـد أن جـرى الـذي جَـرى
لا يَنثَنــي بالعــذل عمــا أُمـرا
والقــــومُ تـــارَةً يُســـايرونَه
وتــــارَةً أُخــــرى يمـــانِعونَه
حــتى إذا مــا جـاءَ أرض كـربلا
وعــاذَ مــن كَـرب بهـا ومـن بَلا
وقــال انزلـوا فهـيَ مَحَـطَّ رحلـي
وهـــيَ محـــلُّ تربـــتي وقَتلــي
إنــي علــى عِلــمِ بــذا وخُــبر
حَـــدّثني جـــدّي بهـــذا الأمــرِ
هادى بن عباس بن على ابن كاشف الغطاء.فاضل إمامى عراقى.ينتمي إلى أسرة آل كاشف الغطاء العريقة بالنجف.له: (أوجز الأنباء فى مقتل سيد الشهداء - ط) رسالة، و(المقبولة الحسينية - ط) مراث من نظمه، (ومجموعة - خ) أدب و تراجم، و(المستدرك على نهج البلاغة - ط) و(البرهان المبين فيمن يجب اتباعه من النبيين -خ).