
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فقــال للعبــاس سـر للقـومِ
واصـرِفهُم بيـاضَ هـذا اليـوم
لعَلّنــــا لربِنـــا نُصـــلي
فـي هـذه الليلـةَ ذاتِ الفَضلِ
وقَــد تَوَقَّـفَ ابـنُ سـَعدٍ عُمَـرُ
والخيـرُ مـن أمثـالهِ لا يَظهَرُ
لكـنّ بعـضَ القـوم من أتباعهِ
أبـدى لـه الملام في امتناعه
قــالَ لـو أنّ غيرَهُـم إلينـا
جـاؤوا وراموا ذاكَ ما أبَينا
كيـف وَهُـم أجَـلُّ سادات العَرَب
وهُـم سـلالةُ النـبيّ المَنتَجَـب
فقـالَ ذلـكَ الظلـومُ المُعتدي
إنّــي قـد أجلتُهُـم إلـى غـد
والسـبطُ ليلاً قـد دَعا أصحابَهُ
مُوَجّهـــاً إليهِـــمُ خطـــابَهُ
فقـالَ بعـدَ الحمـد والثنـاءِ
والشـــكرِ للمنعــم ذي الآلاء
إنّــي لا أعلَــمُ فيمـا أعلَـمُ
أوفـى ولا أصـلَحَ صـحباً منكُـمُ
ولسـتُ أدري أهـلَ بيـت أفضَلا
مِـن أهـلِ بيـتي نَجدَةً وأوصلا
جزاكُــمُ اللَـهُ جميعـاً خيـرا
ولا رأيتُـم مـا حييتُـم ضـيرا
ألا وإنّــي قــد أذنــتُ لكُـمُ
فـانطلقوا ولا عهـد لي عليكُمُ
والليــلُ قـد أجنّكُـم وأقبَلا
فاتّخــــذوهُ للنجـــاة جَمَلا
والقـومُ لا يبغـونَ غيري أحدا
فـارتحلوا لتَسلَموا من الردى
فابتـدَأ العبّـاسُ فـي مقـالِهِ
وقـد جـرى الصحبُ على منوالِهِ
قـالوا جميعـاً ولمـاذا نَفعلُ
نَظَــلُّ أحيــاء وأنــتَ تَقتَـلُ
فلا أرانــا اللَـهُ ذاك أبـدا
وليـتَ أنـا لـكَ قد صِرنا فِدا
قــالَ مخاطبــاً بنــي عقيـل
حَســبُكُم مُســلِمُ مــن قتيــل
وعنــد ذا تكلّمــوا جميعــا
وقَـد أبـوا عـن عزمهم رجوعا
وأقســـموا أن لا يفـــارقوهُ
يومــاً وبــالأنفُسِ أن يقــوهُ
فـالعيشُ من بعد الحسين يَقبُحُ
وبعـدَه الحيـاةُ ليسـتَ تَصـلُحُ
ثـم تلاهُـم مُسـلِمُ بـنُ عوسـَجَه
قـالَ مقـالاً صـادِقاً ما أبهَجَه
نحــنُ نُخَلّيــكَ كــذا ونسـري
وقـد أحـاط فيـك أهـلُ الغدرِ
ما العذرُ عند اللَه في أداءش
حقِّــكَ وهــوَ أوجَــبُ الأشـياءِ
لأحفَظَـــن غيبـــةَ الرســـولِ
بــالنفسِ والكـثيرِ والقليـلِ
لـو لـم يكـن معـي سلاحٌ أبدا
قَـذَفتُهُم بالصـخرِ حـتى يَنفَدا
سـبعينَ مَـرّةً لـو أنـي أقتَـلُ
أُحــرَقُ مِثلَهــاب نـارِ تُشـعَلُ
ثــم أُذرّى بعـدُ فـي الهـواءِ
مـا مِلـتُ عـن نَصـري ولا ولائي
فكيــفَ وهــي قتلـةٌ وبعـدها
كرامـــةٌ خالِقُهـــا أعــدّها
وقــامَ بعــد مســلم زُهيــرُ
وكُلُّهُــم يُؤمَــلُ فيـه الخيـرُ
قــالَ وددتُ لـو قُتِلـتُ ألفـاً
ويـدفعُ اللَـهُ بـذاكَ الحَتفـا
عنــكَ وعـن فتيانِـكَ الأبـرارِ
ذوي الإبــا والعـزّ والفخـارِ
تكلّـمَ البـاقون مـن أصـحابهِ
والكُـلُّ قـد أجـاد فـي جوابِه
قـالوا لـه أنفُسُنا لك الفِدا
نقيـكَ بالأرواحِ من بأسِ العدى
فــإن قُتِلنــا فَلَقَـد وَفّينـا
وقـد قَضـينا لـكَ مـا عَلَينـا
هادى بن عباس بن على ابن كاشف الغطاء.فاضل إمامى عراقى.ينتمي إلى أسرة آل كاشف الغطاء العريقة بالنجف.له: (أوجز الأنباء فى مقتل سيد الشهداء - ط) رسالة، و(المقبولة الحسينية - ط) مراث من نظمه، (ومجموعة - خ) أدب و تراجم، و(المستدرك على نهج البلاغة - ط) و(البرهان المبين فيمن يجب اتباعه من النبيين -خ).