
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل ما نأى من حبيب النّفس مُقترِبُ
أم هـل يُسـَرُّ بجمـع الشـَّملِ مُكتئِبُ
صـبراً فكـم مُـدركٍ بالصـّبر بُغيَتُهُ
مـن حيـث لم يحتسب أو حيث يحتسبُ
مــا دام خيـرٌ ولا شـرٌّ علـى أحـدٍ
للــدّهر صــَرفٌ وللحــالات مُنقلَـبُ
أحبـابَ قلـبى وفـى قلبى لفُرقتِكم
نــارٌ علــى مـدى الأيـام تلتهـبُ
بَعُـــدتُمُ فســـرورى كلُّــه أســفٌ
وراحــتى كلُّهـا مـن بعـدكم تعـبُ
ولـو بكَيـتُ دمـاً مـن بعد فُرقتِكم
قضـيتُ قبـل قضـائى بعـضَ مـا يجبُ
وليـس مـوتى عجيبـاً بعـد فرقتِكم
وإنّمــا فـى حيـاتى بعـدكم عجـبُ
وقـائل كيـف طعـمُ العيـش بعـدهُمُ
أجبتُـــهُ وضــلوعى لوعــةٌ تجــبُ
يا سائلى عن لذِيدِ العيش منذ نأى
سـَل مَـن لـه فـى حياةٍ بعدهم أربُ
أعطـى الزّمـانُ نفيسـاً ثم عاد به
وهكــذا يَسـترِدُّ الـدهرُ مـا يهـبُ
يـا مالكـاً عمَّـت الـدنيا مواهبُهُ
كمــا تعـمًّ إذا مـا سـحّت السـُّحبُ
جُـونٌ وليسـت بغيـر المـاء سافِحةً
يومـاً وأدنـى عطايـا كفِّـهِ الذّهبُ
اجُـبر بصـُنعِك قلـبى فَهـوَ مُنكسـِرٌ
مثـل الزّجاجـةِ كسـراً ليـس يَنشَعِبُ
لا تتُركـنَّ صـُروفَ الـدهر تلعـبُ بى
فعنــد مثلــك لا يُستحسـَنُ الّلعـبُ
يـا مالـك الـرِّقِّ خُذها نَفثةً صَدَرت
عــن نـازحٍ قلبُـهُ بـالودِّ مُقـترِبُ
إذا رأى بُعــدَه عـن بـاب مـالِكِه
يَصـِيحُ واحرَّبَـا لـو ينفـعُ الحـرَبُ
وحــالتى لـو رأهـا حاسـدٌ لَرثـى
وكــان مـن رحمـةٍ يبكـى وينتحـبُ
كــلٌّ يفــوزُ بعــزٍّ منكــمُ أبـداً
ومــا نصــيبَى إلا الـذّلُّ والنَّصـَبُ
ومـا عجبـتُ لـدهرى كيـف يظلمنـى
وإنمّـا ظُلمُكـم أنتـم هُـو العجـبُ
يـا خيرَ مَن سمح الدَّهرُ الضّنينُ به
وخيـرَ مَـن يمَّمتـهُ العُجـمُ والعربُ
لَأنــت أكــرمُ مَـن لاذ الأنـامُ بـه
نفسـاً وأعظـمُ مَـن تسمو به الرُّتبُ
لــولاك مـا كـان لا مجـدٌ ولا كـرمٌ
ولا وفـــاءٌ ولا فضـــلٌ ولا حَســـَبُ
لـولاك مـا انتصـر الإسلامُ يوم وغى
ولا دَهــى الشـّركَ لا وَيـلٌ ولا حـرَبُ
يـا مَـن تَوقّـدَ مـن علـمٍ ومعرفـةٍ
كمـا توقّـدَ فـى ظَلمائهـا الشـُّهبُ
لأنــت كالشـمس تنـأى رفعـةً وعُلا
ونورُهــا فـى جميـع الأرضِ مُقـترِبُ
كــالبحر يقـذفُ للـدّانى جـواهَرهُ
جُـوداً وتبعـثُ للنّـائى بـه السُّحُبُ
لو لم يكن أيُّها المولى أبوك أبى
لقلـتُ إنّـك لـى فـى الحالتين أبُ
وفَــرطُ حُبِّــك فيمـا بيننـا نسـبٌ
ثـانٍ ولـو لـم يكن ما بيننا نسبُ
يـا أكـثرَ النّاسِ بى علماً ومعرفةً
مــتى تُعبّـرُ عـن أعرافـه الـذّهبُ
أحَـالَ رأيُـك عـن مـا كنتُ أعهدُهُ
حــتى بـدا لـك أنّ الـدُّرَّ مَخشـَلَبُ
يـا مَـن أمـورى وأحوالى بأجمعها
إليـه فـى سـائر الأحـوال تنتسـبُ
عطفـاً علـىَّ وإنعامـاً فقـد عَلِقـت
يــداى منــك بحبـلٍ ليـس ينقضـِبُ
إذا حُرِمــتُ مُــرادى فـى زمـانكمُ
فمـا الـذى بعـده أرجـو وأرتقـبُ
إن تظلمـوا فعليكـم أسـتغيثُ بكم
مُســتَعدِياً وإليكـم منكـمُ الهـربُ
رأيـتُ مـن فعلكـم مـا أستريبُ به
وكـان أولـى بكـم أن تذهبَ الرِّيبُ
حاشـاكُمُ أن تكونـوا عَـونَ حادثـةٍ
أو ترتمـى بـى على ايديكُمُ النُّوَبُ
أفـديك مـن مَلِـكٍ جَـمُّ الصـّفاتِ به
تُطـوَى الخُطـوبُ وفيـه تُنشَرُ الخُطَبُ
مــولاى لا خلَـتِ الـدّنيا وسـاكنها
مـن ظـلِّ دولتكـم مـا دارت الحِقبُ
فمــا بقيتُــم فأيّــامى بجـودِكمُ
كمــا أُحــبُّ وأحـوالى كمـا يجـبُ
بوري بن أيوب بن شاذي بن مروان، مجد الدين، أبو سعيد.أخو السلطان صلاحالدين، كان أصغر أولاد أبيه، وهو فاضل، له (ديوان شعر) وفي شعره رقة، وكان مع أخيه صلاح الدين لما حاصر حلب، فأصابته طعنة بركبته مات منها بقرب حلب.