
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أســفا لقــد طُفىـء السـراج
بليلـــة وخبـــا الشـــهاب
وانقـــضّ عقـــد الســامرين
فلا غنــــــاء ولا شـــــراب
والكــوخ أقفـر لا أنيـس بـه
وقــــد ذهــــب الصــــحاب
كـــــلّ لغــــايته مضــــى
يطــوي حشــاه علـى اكـتئاب
وتحطمـــت كـــأس المـــدام
ومـــات ترجيـــع الربـــاب
وعلـى إمـام الشعر في الأردن
قــــد ضــــربوا القبـــاب
فـالأردُنُ البـاكي يكـاد يميد
مـــــن هــــول المصــــاب
وحســـانُه انتحبـــت فلـــم
يشــفِ الأســى طــول انتحـاب
وظبـــاء عمـــان الكــواعب
أضــــمرت مــــرّ العتـــاب
والاربــــــديات اكتســـــت
ســـود الطيــالس والثيــاب
تبكيـك كـلّ كحيلـة العينيـن
ناضـــــــرة الشـــــــباب
غســلت مــن الكحــل لعيـون
وعـــن أناملهـــا الخضــاب
حزنــا عليــك علـى القريـض
العـــــف والأدب اللبــــاب
تبكــــــي فــــــتى الأردن
تبكـي النـابغ الحـر المهاب
تبكـــي حســاماً مــا نبــا
يومـــا ولا ملـــء الضــراب
نم في النعيم وفي ظلال الخلد
فـــــي أســـــمى رحــــاب
قــد عشــت موفـور الكرامـة
ســــامياً فـــوق الســـحاب
وحملــــت ثقــــل القيـــد
لــم تخــش الأذيـة والصـعاب
وشـفعت للضـعفاء في البلواء
لا ترجـــــــو الثــــــواب
لمـا رأيـت النـاس للطغيـان
يحنـــــــون الرقـــــــاب
عنــــد القــــوي أرانـــب
وعلــى الضــعيف أسـود غـاب
أنكرتَهــم وزهـدتَ فـي دنيـا
هــــمُ دنيــــا الكــــذاب
حـــتى إذا حـــمَّ القضـــاء
وأبــت مــن دنيــا السـراب
وغـــدوت بيـــن الخالــدين
مـــبرأ مـــن كـــل عـــاب
قــل لــي بربــك مــا وراء
المــوت مــا تحــت الـتراب
هــل خلــف هاتيــك الرمـوس
رأيـــت نـــوراً أم ضـــباب
حــدّث فقــد رفــع الحجــاب
بـــه وقــد كشــف النقــاب
مضــت العصــور ولــم يجــد
عقـــل الأنــام لــه جــواب
هـــذي نهايـــة كـــل حــيّ
فــي الــدنى وهنـا المثـاب
فـــي حفـــرة تلقــى بهــا
أغلــى المطــامع والرغــاب
لا فــرق بيــن متــوّج فيهـا
وعبــــد فــــي الركــــاب
الكــــلّ يطـــويه الـــردى
بعـــد الحيــاة والاضــطراب
الا ضـــــياءُ العبقريـــــة
مـــا لـــه أبـــداً ذهــاب
ســيظل مــا بقــي الزمــان
لكــــل مقتبــــس شــــهاب
رفعت بن سعيد الصليبيولد في مدينة السلط من عائلة معروفة، فوالده كان أول نائب لأول مجلس تشريعي في الأردن ورئيساً لبلدية مدينة السلط.كان شاعراً مطبوعاً هادئ الشعر، لطيف العبارة، ناعم الغزل، ويشتمل شعره على الوطنية والحب، وقصائد النكبة الفلسطينية.كان رئيساً للندوة الأدبية في الأردن والتي كانت تضم نخبة الأدباء الأردنيين.قتل بطريق الخطأ بعيار ناري أصابه عندما كان يمارس الصيد، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره، ودفن في مقبرة الجادور.