
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تضـني بالـدمع يا عين ما الدمعُ
إذا جـــلّ حــادثُ الــدهر غــالي
إذرفـي الـدمع وانضـحى من دم الق
لــــب وروّي مصــــارع الأبطـــال
فهــم اكســبوا الحيــاة فخــاراً
وكســـوها مطارفـــا مــن جمــال
هـم نجـوم الهدى أناروا لنا الكو
ن وخطّــوا لنــا ســبيل المعـالي
فأعيـدوا ذكـرى البطولـة والمجـد
وأحيــــوا عــــزائم الأشــــبال
واحفظــي يــا دهــور ذكـرى أبـي
المنــذر فخــر الشــباب للأجيـال
رجــل كـان فـي الشـجاعة والحـزم
وحســــن البلاء خيــــر مثــــال
غـاله الـدهر في ضحى العمر نديماً
باســـلا همّـــه بلـــوغُ الكمــال
يــا وزيــر الشــباب أيـن شـبابٌ
كربيــع الزمــان بــالنور حـالي
قــد طــوته يــد الــردى فبكتـه
أمــةٌ كــان ذخرهــا فـي النضـال
مـوكب للـوزير يقصـر عنـه الطـرف
غمــــر الأســــى رهيــــبُ الجلال
شــيعوا فيــه بارقــات الأمــاني
ومضــــوا بالمســـوّد الرئبـــال
كيـف يقضـي الشباب في ميعَةِ العمر
ويمســي الصــبا رهيــن الرمــال
قــد بكــى الأردنّ الحزيــن ابنـه
البكــر منــاط الرجــاء والآمـال
كـــم عيــون بكــت بــدمع ســخي
لــو يمُــدّ البكــاء فــي الآجـال
نـم أبـا المنـذر استرحت من الهمّ
ومـــــــن دار شــــــقوةٍ وزوال
ويعـاف البقـاء مـن يعـرف الدنيا
ويبلــــو أيامهـــا والليـــالي
والشـقي الشـقيُ مَـن خـبرَ العـالَم
أو فَـــضَّ عنـــه حجـــبَ الخيــال
طبعَــت هـذه الحيـاة علـى الكيـد
فكـــانت شـــؤما علــى الأجيــال
وبنوهــا شــرّ البنيـن علـى الأرض
فمــــن مــــاكرٍ ومـــن ختّـــال
ربمــا تحســِنُ الصــنيع فيجزونَـك
شــــرا عـــن صـــالح الأعمـــال
كل ما في الدنا احترابٌ على العيش
وضـــغنٌ يشـــوّي قلــوب الرجــال
كــم فــتى يظهـر الوفـاء ويُبـدي
لــك مــا شــئت مـن كريـم الخلال
يعلــن الحــب يـدعي خـالصَ الـودّ
ويطـــوي الحشــا علــى الأهــوال
أمــم كالــذئاب تفــترس الضـعفى
شـــــدادٌ وكلّهـــــم للــــزوال
يـا شـباب الأردن قـد عظـمَ الخطـبُ
فصـــبراً علــى صــروف الليــالي
كلّنـــا واردٌ حيـــاض المنايـــا
ذائقٌ ضــــاع جهـــدُه بالمحـــال
مَـن أراد الخلـود فـي هذه الدنيا
فقـــد ضـــاع جهـــده بالمحــال
إنمـا يخلُـد الكريـم علـى الـدهر
ويحيـــــى يطيّـــــب الأفعــــال
رفعت بن سعيد الصليبيولد في مدينة السلط من عائلة معروفة، فوالده كان أول نائب لأول مجلس تشريعي في الأردن ورئيساً لبلدية مدينة السلط.كان شاعراً مطبوعاً هادئ الشعر، لطيف العبارة، ناعم الغزل، ويشتمل شعره على الوطنية والحب، وقصائد النكبة الفلسطينية.كان رئيساً للندوة الأدبية في الأردن والتي كانت تضم نخبة الأدباء الأردنيين.قتل بطريق الخطأ بعيار ناري أصابه عندما كان يمارس الصيد، ولم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره، ودفن في مقبرة الجادور.