
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَكُـــلُّ مَدِيـــحٍ بِـــالتَّغَزُّلِ يُبْـــدَأُ
أَلاَ إِنَّ مِثْلِـــي إِنْ تَغَـــزَّلَ مُخْطِىـــءُ
كَــأَنَّ الْهَــوَى فَـرْضٌ عَلَـى كُـلِّ مَـادِحٍ
فَتَـــارِكُهُ عَمْـــداً يُـــذَمُّ وَيُشـــْنَأُ
وَعُـــذْرِيَ مِنْهَـــا ســـُنَّةٌ شـــَاعِرِيَةٌ
بِهَـا الهَـزْلُ يَـا لِلَّـهِ بِالجِـدِّ يَهْـزَأُ
وَلَيْــسَ الْمَدِيـحُ الْحَـقُّ إِلاَّ الَّـذِي لَـهُ
بِغَيْـــرِ أَضـــَالِيلِ التَّغَــزُّلِ مَبْــدَأُ
وَمَــا كَــانَ لِلرَّاجِـي النَّـوَالَ تَهَجُّـمٌ
عَلَيْـــهِ وَلِلْقَصـــْدِ الْمُــرَادِ تَهَيُــؤُ
وَكَـمْ مِـنْ مَدِيْـحٍ عَـادَ بِالسُّؤْلِ وَالْمُنَى
فَأَضــْحَتْ بِــهِ نَــارُ الصـَّبَابَةِ تُطْفَـأُ
كَمِثْــلِ مَدِيــحِ ابْـنِ الْخِلِيفَـةِ يُوسـُفٍ
إِذَا مَـا غَـدَا يَقْـرِي الضـُّيُوفَ وَيَقْـرَأُ
إِمَامُ الْهُدَى الْمُسْدِي عَلَى الْخَلْقِ أَنْعُماً
عَلَــى وِرْدِهَــا ظِــلُّ الْمُنَــى مُتَفيَّـأُ
مُحَمَّــدٌ الْمَحْمُــودُ ذُو الشــَّرَفِ الَّـذِي
بِــــــأُفْقِ الْعُلاَ أَنْـــــوَارُهُ تَتَلأْلأُ
ســُلاَلَةُ أَنْصــَارِ النَّبِــيِّ الَّــذِي لَـهُ
مَـــدَائِحُ عَنْهَــا أُعْجِــزَ الْمُتَنَبِّىــء
أَجَــلُّ مُلُــوكِ الأَرْضِ ذَاتــاً وَمَنْصــِباً
وَأَكْــرَمُ مَــأْمُولٍ لَــهُ الخَلْـقُ تَلْجَـأُ
وَخَيْــرُ الســَّلاَطِينِ الَّــذِينَ هُــمُ هُـمُ
إذا الطَّعْـنُ عَـنْ وِرْدِ الحَيَـاةِ مُحَلِّيـءُ
أَقَاصـــِدَهُ بُشــْرَاكَ وَانْــزِلْ بِســَرْحِهِ
بِــهِ السـَّعْدُ يَرْقَـى وَالْمَـدَامِعُ تُرْقَـأُ
وَأَلْـقِ عَصـَا التَّسـْيَارِ فِـي خَيْـرِ مَرْبَعٍ
بِأَرْجَـــائِهِ كَـــأْسُ الْمَبَاهِـــجِ تُمْلأُ
وَلُـذ مِنْـهُ فِـي النَّـادِي بِـأَرْوَعَ وَصْفُهُ
تُقَصـــِّرُ عَنْــهُ عَبْــدُ قَيْــسٍ وَطَيِّىــءُ
وَدُوْنَــكَ فَاســْبَحْ فِــي نَـدَاهُ بِـأَبْحُرٍ
مَـــدِيحِيَ يَـــاقُوتٌ بِهِـــنَّ وَلُؤْلُـــؤُ
وَإِنْ جِئْتَـــهُ فِــي العَــالَمِينَ مُهَنِّئاً
فَكُـــلُّ مُلُـــوكِ العَــالَمِينَ تُهَنِّىــءُ
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).