
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَطَــــالِبُ إِلاَّ أَنَّهُــــنَّ مَـــوَاهِبُ
قَضـَى الَّلهُ أَنْ تُقْضَى فَنِعْمَ الْمَطَالِبُ
شــِفَاءُ أَمِيــرِ الْمُــؤْمِنِينَ وَإِنَّـهُ
لأكْـرَمُ مَـنْ تُحْـدَى إلَيْـهِ الرَّكَـائِبُ
وَكَـمْ قُلْـتُ غَابَ الْبَدْرُ وَالشَّمْسُ ضَلَّةٌ
وَرَانَـتْ عَلَى قَلْبِي الْهُمُومُ النَّوَاصِبُ
وَلَـمْ يَغِبَـا لَكِـنْ شـَكَا الضُّرَّ فَارِسٌ
وَأَوْحَـشَ مِنْـهُ مَجْلِـسُ الْمُلْـكِ غَـائِبُ
لَـكَ الَّلهُ يَا خَيْرَ الْمُلُوكِ وَخَيْرَ مَنْ
تَحِـنُّ لَـهُ حَتَّـى العِتَـاقُ الشـَّوَازِبُ
وَقَـلَّ لِمَـنْ وَافَـى بَشـِيراً نُفُوسـُنَا
فَمَـا هِـيَ إِلاَّ بَعْـضُ مَـا أَنْـتَ وَاهِبُ
أَقُـولُ لِجُـرْدِ الْخَيْـلِ قُبَّـا بُطُونُهَا
مُعَقَّـــدَةٌ مِنْهِــا لِحَــرْبٍ سَبَاســِبُ
طَوَالِـع مِـنْ تَحْـتِ العَجـاجِ كَأَنَّهَـا
نَعَــامٌ بِكُثْبَــانِ الصـَّرِيمِ خَوَاضـِبُ
مُحَجَّلَـــةً غُـــراً كَــأَنَّ رِعَالَهَــا
بِحـارٌ جَـرَتْ فِيهَا الصَّبَا وَالْجَنائِبُ
مِــنَ الأَعْوَجِيَّـاتِ الصـَّوَافِن تَرْتَمِـي
إِذَا رَجَفَــتْ يَـوْمَ الْقِـرَاعِ مَقَـانِبُ
هَنِيئاً فَقَـدْ صـَحَّ الإمَـامُ الَّـذِي بِهِ
تُفَـلُّ السـُّيُوفُ الْمُرْهَفَـاتُ الْقَوَاضِبُ
وَمُسْتأْصــِلُ الْفَــل الْمُغِـدُّ جِيَـادهُ
لِضـَرْبٍ كَمَـا تَرْغُو الفُحُولُ الضَّوَارِبُ
وَمَـنْ حَطَّـمَ السـُّمْرَ الطِّوَالُ كُعُوبُهَا
بِطَعْـنٍ كَمَـا امْتـاحَ الرّكيَّـةَ شَارِبُ
وَكَــرَّ عَلَــى أَرْضِ العِـدَى بِفَـوَارِسٍ
كَــأَنَّهُمُ فِـي الْحَـرْبِ أُسـْدٌ غَـوَالِبُ
كَـأَنَّ ظُبَـاهُمْ فِـي الهِيَـاجِ أَكُفُّهُـمْ
تَجُــودُ وَأَرْوَاحُ العُــدَاةِ مَــوَاهِبُ
كَـأَنَّ رِمَـاحَ الْخَـطِّ أَحْسـَابُهُمْ وَمَـا
حَـوَتْ مِـنْ نُفُـوسِ الْمُعْتَـدِينَ مَنَاقِبُ
هُـمُ مَـا هُمُ حَدِّثْ عَنِ الْبَحْرِ أَوْ بَنِي
مَرِيــنٍ فَنَهْـجُ الْقَـوْلِ أَبْلَـجُ لاَحِـبُ
مِـنَ الْبَيْـتِ شـَادَتْ قَيْسُ عَيْلانَ فَخْرَهُ
فَطَــالَتْ مَعَــالِيهِ وَطَـابَتْ مَنَاسـِبُ
وَأَحْيَـا لَـهُ مُلْـكُ الْخَلِيفَـةِ فَـارِسٍ
مَـآثَرَ غَالَتْهَـا الَّليَـالِي الذَّوَاهِبُ
كَرِيـمٌ فَلاَ الحَـادِي النَّجَـائِبَ مُخْفِقٌ
لَـدَيْهِ وَلاَ الْمُنْضـِي الرَّكَـائِبَ خَائِبُ
أَرَى بَـذْلَهُ النُّعْمَـى فَفُضـَّتْ مَكَاسـِبٌ
أَرَى بَأْســَهُ الأَنْضـَى فَفُضـِّتْ كَتَـائِبُ
أَنَـامِلُهُ يَـرْوِي الْـوَرَى صَوْبُ جُودِهَا
فَلَـوْلاَ دَوَامُ الـرَّيِّ قُلْـتُ السـَّحَائِبُ
وَكَمْ خِلْتُ بَرْقاً فِي الدُّجَى نُور بِشْرِهِ
تَشـِيمُ سـَنَاهُ النَّاجِيَـاتُ النَّجَـائِبُ
فَـأَخْجَلْنِي أَنِّـي أَرَى الْبَـرْقَ خُلَّبـاً
فَلاَ الصـَّوْبُ هَـامٍ لاَ وَلاَ الْجُودُ سَاكِبُ
أَعِرْنِــي أَمِيــرَ الْمُـؤْمِنِينَ بَلاَغَـةً
فَــإِنِّيَ عَــنْ عَجْــزٍ لِمَـدْحِكَ هـائِبُ
وَأَنْطِــقْ لِسـَانِي بِالْبَيَـانِ مُعَلِّمـاً
فَـإِنِّيَ فِـي التَّعْلِيـمِ لِلْجُـودِ رَاغِبُ
وَكَيْـفَ تَرَى لِي بَعْدُ فِي الْجُودِ رَغْبَةً
وَجُـودُكَ لِـي فَـوْقَ الَّـذي أَنَا طَالِبُ
وَقَـدْ شـَبَّتِ الآمَـالُ إِذْ شـِبْتُ ثُمَّ إِذْ
تَفَقَّـدْتُهَا لَـمْ يَـدْرِ مَـا شـَبَّ شَائِبُ
بَلَغْــتُ بِــكَ الآمَـالَ حَتَّـى كَأَنَّهَـا
وَقَـدْ صـَدَقَتْ مَـا شـِئْتَ صِدْقاً كَوَاذِبُ
عَجِبْـتَ وَمَـا تُـولِي وَأَوْلَيْـتَ مُعْجباً
فَلاَ بَرِحَــتْ تَنْمُـو لَـدَيْكَ الْعَجَـائِبُ
وَحَســْبي دُعَــاءً لَـوْ سـَكَتُّ كُفيتُـهُ
كَمَـا قِيـلَ لَكِـنْ فِي الدُّعَاءِ مَذَاهِبُ
وَمَـا أَنَـا إِلاَّ عَبْـدُكَ الْمُخْلِصُ الَّذِي
يُرَاقِــبُ فِــي إِخْلاَصـِهِ مَـا يُرَاقِـبُ
فَخُـذْهَا تَبُـثُّ الْعُـذْرَ لاَ الْمَدْحَ إِنَّهُ
هُوَ الْبَحْرُ قلْ هَلْ يَجْمَعُ الْبَحْرَ حَاسِبُ
بَقِيـتَ بَقَـاءَ الـدَّهْرِ مُلْكُـكَ قَـاهِرٌ
وَســـَيْبُكَ فَيَّــاضٌ وَســَيْفُكَ غَــالِبُ
وَعُــوفِيتَ مِـنْ ضـُرٍّ وَأُعْطِيـتَ أَجْـرَهُ
وَلاَ رَوَّعَـــتْ إِلاَّ عِــدَاكَ النَّــوائِبُ
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).