
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذَا المَـدْحُ يَـأْتِي مِنْ أَرِيجِ ثَنَائِهِ
بِصــــَحَائِفٍ مَســـْطُورَةٍ مَقْـــرُوَّةِ
وَكَــأَنَّ مَــنْ وَافَتْـهُ مِنْـهُ كسـْوَةٌ
مَلِــكٌ دِمَشــْقُ أَتَـتْ بِـهِ لِلْكُسـْوَةِ
وَالْمَـادِحُونَ لَـهُ وَإِنْ أَغْبَـوا كَمَنْ
قَـدْ قَابَـلَ الْبَحْـرَ الْخِضـَمَّ بِحُسْوَةِ
نَـــدْبٌ حَلِيـــمٌ مُشــْفِقٌ مُتَعطِّــفٌ
وَرَدَى الْـوَرَى مِـنْ عَفْـوِهِ فِي غَفْوةِ
وَأَتَــى بِمِثْـلِ حِجَـارَةٍ مِـنْ بَأْسـِهِ
فَرَمَــتْ أَعَــادِيَهُ الكِلاَبُ وَأَشــْوَتِ
مُفْنِـي جُيُـوشَ الـرُّومِ وَهْـيَ نَوَاهِدٌ
فِيهَـا مِـنَ الْكُفَّـارِ أَخْبَـثُ حُشـْوَةِ
نَــوْبٌ تَجَمَّــعَ بِالْعَشــِيِّ ضــُيُوفُهُ
وَيُفَــرِّقُ الْغَـارَاتِ عِنْـدَ الضـَّحْوَةِ
يَثْنِـى العِـدَى صـَرْعَى كَشَرْبٍ أَخْلَدَتْ
بِهِـمُ إِلَـى الأرْضِ ارْتِضـَاعَةُ قَهْـوَةِ
ذُو الْفَضـْلِ بَـادٍ عَفْـوُهُ عَـنْ زَلَّـةٍ
ذُو الحِلْـم مُغْـضٍ مَجْـدُهُ عَـنْ هَفْوَةِ
الصــَّادِعُ الآتِــي لِغُــرِّ مَنَــاقِبٍ
بِأَجَـــلِّ أَســـْمَاءِ الْعُلاَ مَــدْعُوَّةِ
وَالْمَجْــدُ يَخْطُــبُ كُـلَّ نَفْـسٍ حُـرَّةٍ
بِمَتَــاعِبٍ يَــوْمَ الْــوَغَى مَمْنُـوَّةِ
وَالْفَــرْعُ لِلأَصــْلِ الْمُشـَرِّفِ تَـابِعٌ
طِيـبُ الْحَرِيـرِ بِطِيـبِ أَصْلِ التُّوْتَةِ
لَـمْ تُلْهِـهِ الـدُّنْيَا وَلاَ شـَهَوَاتُهَا
أَرَأَيْــتَ ذَا عَقْــلٍ يَلَــذُّ بِشـَهْوَةِ
قَـدْ حِيلَ بَيْنَ العِيرِ وَالنَزَوَانِ عَنْ
قَهْــرٍ فَلاَ طَمَــعٌ لَــهُ فِـي نَـزْوَةِ
تَزْهُـو بِـهِ الـدُّنْيَا وَيَزْهَى مِثْلُهَا
مَرْقَـى العُلاَ وَالْمَجْـدِ أَعْظَـمَ زَهْوَةِ
ذُو الْمَـالِ مَـا إِنْ زَالَ وَهْوَ مُفَوَّتٌ
وَثَنَــاؤُهُ وَالْمَــدْحُ غَيْــرُ مُفَـوَّتِ
ذُو الرُّمْـحِ يَغْـدُو وَالِجاً فِي ثَغْرِهِ
كَشــُعَاعِ شــَمْسٍ وَالِــجٍ فِـي كُـوَّةِ
وَلَسـَوْفَ يَمْلِـكُ رُومَـةً وَجَمِيـعَ مَـا
مَلَـكَ الْعِـدَى مِـنْ بُرْتُغَـالَ لِجِنْوَةِ
ذُو هِمَّــةٍ أَعْــزِزْ بِهَـا مِـنْ هِمَّـةٍ
لِكَمَالِهَـــا وَجَلاَلِهَـــا مَعْـــزُوَّةِ
وَالصـَّبْرُ مُـرٌّ فِـي الْمَذَاقَـةِ أَوَّلاً
لَكِــنْ يَـؤولُ إِلَـى عَـوَاقِبَ حُلْـوَةِ
وَالْبُخْـلُ شـَيْنٌ لِلْفَتَـى كَالْوَجْهِ إِنْ
شــَانَتْهُ أَعْــرَاضٌ لَــهُ بِـاللَّقْوَةِ
أَســْيَافُهُ ســُلَّتْ فَأَسـْقَطَتِ الطُّلَـى
وَســِهَامُهُ رَمَــتِ العُـدَاةَ فَأَشـْوَتِ
بَادِي الْجَلاَلَةِ وَالْوَقَارِ إِذَا احْتَبَى
أَبْصــَرْتَ هَضــْباً عَاقِـداً لِلْحَبْـوَةِ
وَكَـمِ امْرِىـءٍ لَـمْ يَفْتَكِرْ لَمَّا يَغِي
وَالْغَــيُّ يُوقِــعُ أَهْلَـهُ فِـي هُـوَّةِ
تَزْهـى بِـهِ أَبْنَـاءُ نَصـْرٍ مِثْـلَ مَا
يَزْهَــى شـُرَيْحٌ فِـي بَنِيـهِ بَحَيْـوَةِ
يُبْـدِي غَـدَاةَ الْجُـودِ مُعْجِـبَ لِينِهِ
وَلَـهُ غَـدَاةَ الْحَـرْبِ أَعْظَـمُ قَسـْوَةِ
كَـمْ يَهْـوِي رَأْسُ عَـدُوِّهِ عَـنْ رُمْحِـهِ
فَكَـــأَنَّهُ حَــرْبٌ بِمِخْلَــبِ لَقْــوَةِ
مِـنْ بَـاذِلٍ يُعْطِـي الْجَزِيـلَ وَبَأْسُهُ
كَــمْ مِــنْ عَــدُوٍّ خَــافَهُ وَعَـدُوَّةِ
مِــنْ أُســْرَةٍ أَعْرَاضــُهُمْ مَمْدُوحَـةٌ
أَبَــداً فَمَــا يُوصـَفْنَ بِـالْمَهْجُوَّةِ
حَلّـوا بِأَنْدِيَـةِ الْمَكَـارِمِ وَالْعُلاَ
كَقُرَيْـشٍ إِذْ حَلُـوا بِـدَارِ النَّـدْوَةِ
النَّاهِـدُونَ إِلَـى الْعِـدَى بِكَتَـائِبٍ
كَالسـَّيْلِ فَـاضَ عُبَـابُهُ فِـي فَجْـوَةِ
وَالْحَـرْبُ تَكْشـِفُ عَـنْ مُحَيَّـا نَصْرِهِمْ
كَــالْبَحْرِ يَكْشــِفُ شـَطُّهُ عَـنْ فُـوَّةِ
مِـنْ آلِ يَعْـرُبَ فِـي الصَّمِيمِ جَحَاجِحٌ
بِهِـمُ الْمَعَـالِي أصـَبَحَتْ فِـي نَخْوَةِ
الضـَّارِبُونَ الْهَـامَ هَـامَ عُـدَاتِهِمْ
بِصــوَارِمٍ لاَ تَخْتَشــِي مِــنْ نَبْـوَةِ
وَالطَّـاعِنونَ بِسـُمْرِهِمْ ثَغْـرَ الْعِدَى
وَالنَّقْـعُ يَكْشِفُ في الوَغَى عَنْ هَبْوَة
وَالطَّـاعِنُونَ مِـنَ الثَّنَايَا بِالرَّدَى
كَالأُسـْدِ أَمَّنَهـا الشـَّرَى مِـنْ كَبْوَةِ
مَــوْلاَيَ قَـدْ خَلَّـدْتُ فِيـكَ مَـدَائِحاً
فَـامْنُنْ وَخُـذْهَا كَيْـفَ شـِئْتَ بِقُـوَّةِ
وَاقْبَـلْ عَرُوسـاً مِـنْ بِنَاتِ قَصَائِدِي
تُجْلَـى عَلَيْـكَ الـدَّهْرَ أَحْسـَنَ جُلْوَةِ
وَإِذَا رَأَيْـــتَ بُنُـــوَّةً مَشــْكُورَةً
مِنْهَــا فَـأَوْجِبْ قَبْـلُ شـُكْرَ أُبُـوَّةِ
لاَ زِلْـتَ فِي السَّعْدِ الْمُجَدَّدِ مَا سَعَا
وَفْـدُ الْهُـدَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النميري، أبو القاسم، المعروف بابن الحاج.أديب أندلسي، من كبار الكتاب، ولد بغرناطة، وارتسم في كتاب الإنشاء سنة 734 ثم رحل إلى المشرق فحج وعاد إلى إفريقية فخدم بعض ملوكها ببجاية وخدم سلطان المغرب الأقصى، وانتهى بالقفول إلى الأندلس فاستعمل في السفارة إلى الملوك، وولي القضاء بالقليم بقرب الحضرة، وركب البحر من المرية سنة 768 رسولاً عن السلطان إلى صاحب تلمسان السلطان أحمد بن موسى، فاستولى الفرنج على المركب وأسروه، ففداه السلطان بمال كثير.له شعر جيد وتصانيف منها (المساهلة والمسامحة في تبيين طرق المداعبة والممازحة)، و(تنعيم الأشباح في محادثة الأرواح)، ورحلة سماها (فيض العباب، وإجالة قداح الآداب، في الحركة إلى قسنطينة والزاب).