
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبـدت لنـا الأيام زهرة طيبها
وتســربلَت بنضـيرها وقشـيبها
واهـتز عطـف الأرض بعد خشوعها
وبدت بها النعماء بعد شحوبها
وتطلعـت فـي عنفـوان شـبابها
مـن بعـدما بلغَت عتيي مشيبها
وقفـت عليها السحب وقفة راحمٍ
فبكـت لهـا بعيونهـا وقلوبها
فعجبـت للأزهـار كيـف تضـاحكت
ببكائهــا وتباشـرت بقطوبهـا
وتســرلت حللا تجــر ذيولهــا
مـن لـدمها فيهـا وشق جيوبها
فلقـد أجاد المزن في إنجادها
وأجـاد حـر الشمس في تربيبها
مـا أنصـف الخيـريّ يمنع طيبه
لحضــورها ويــبيحه لمغيبهـا
وهـيَ الـتي قامت عليه بدفئها
وتعاهــدته بــدرها وحليبهـا
فكــأنه فــرض عليــه مــوقّتٌ
ووجـــوبه متعلــق بوجوبهــا
وعلـى سـماء الياسـمين كواكب
أبـدت ذكاء العجز عن تغييبها
زهــر تـوقّت ليلهـا ونهارهـا
وتفـوت شـأوَ خسـوفها وغروبها
فضـلَت على سير النجوم بأسرها
وسـروّها فـي الخلفَتين وطيبها
فتــأرّجت أرجاؤهــا بهبوبهـا
وتعــانفَت أزهارُهـا بنكوبهـا
وتصــوبت فيهـا فـروع جـداول
تتصـاعد الأبصـار فـي تصويبها
تطفـو وترسـب في أصول ثمارها
والحسـنُ بيـن طفوّهـا ورسوبها
فكأنمــا هـي موجسـات أسـاودٍ
تنسـاب مـن أنقابهـا للصوبها
فـأدر كـؤوس الأنس في حافاتها
واجعل سديد القول من مشروبها
فحـديث إخـوان الصـفاء لذاذة
تجنـى ويـومن من جناية حوبها
واركض إلى اللذات في ميدانها
واسـبق لسـد ثغورهـا ودروبها
أعريـت خيلـك صـيفها وخريفها
وشــتاءها هـذا أوان ركوبهـا
أو ما ترى الأزهار ما من زهرة
إلا وقـد ركبـت فقـار قضـيبها
والطيـرُ قد خفقت على أفنانها
تلقـي فنون الشدو في أسلوبها
تشـدو وتهـتز الغصـون كأنمـا
حركاتهـا رقـص علـى تطريبهـا
أبو الحسن بن زنباع الصنهاجي.أديب طبيب، فقيه تولى القضاء، من أهل طنجة نسبه إليها القلقشندي في صبح الأعشى.عاش في أواخر القرن الخامس وأوائل السادس، وكان من صدور الرجال في عصره، جمع من صفات الفضل وأدوات الكمال ما قل أن اجتمع في غيره، وتولى رفيع المناصب، وبلغ أعلى المراتب، ويكفي أن يكون من رجال القلائد لمعرفة مكانته الأدبية.