
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى بارقـا بـالأبلق الفـرد يومض
يــذهّبُ جلبــاب الــدجى ويفضــض
كـأن سـليمى مـن أعـاليه أشـرقت
تمــد لنــا كفـا خضـيبا وتقبـض
إذا مـا تـوالى ومضـه نقض الدجى
لـه صـبغة المسـود أو كـاد ينفضُ
أرقــت لـه والقلـب يهفـو هفـوه
علــى أنــه منــه أحــد وأومـض
وبـت أداري الشـوق والشـوق مقبل
علـيّ وأدعـو الصـبر والصبر معرض
وأسـتنجد الـدمع الأبـيّ على الأسى
فتنجـــدني منــه جــداول فيّــضُ
وأعــذل قلبــا لا يــزال يروعُـه
سنا النار يستشري أو البرق ينبِضُ
تظنّهمــا ثغــر الحــبيب وخــده
فــذا ضــاحك منــه وذا متعــرّض
إذا بلغـت منـك الخيـالات ما أرى
فــأنت لمــاذا بالشــخوص معـرض
إلـى أن تفرّت عن سنا الصبح سدفَة
كمـا انشق عن صفح من الماء عرمض
ونـدّت إلـى الغـرب النجوم مروعة
كمـا نفـرت عـبر مـن السـيل ركّضُ
وأدركهـا مـن فجـأة الصـبح بهتة
فتحســبها فيــه عيونــا تمــرّض
كــأن الثريــا والغـروب يحثهـا
لجـام علـى رأس الـدجى وهو يركض
وما تمتري في الهقعة العين أنها
علـى عـاتق الجـوزاء قـرط مفضـض
سـل الحـرب عنـه والسـيوفُ جداول
تــدفق والأرمــاحُ رقــط تنضــنض
وبـالأرض مـن وقـع الجيـاد تمـدّد
ولكنـــه فيمـــا تــروم تقيّــض
وبــالأفق للنقـع المثـار سـحائب
مــواخضُ لكــن بالصــواعق تمخـض
وقـد سـهكت تحت الحديد من الصدا
جسـوم بمـا علّـت مـن المسك ترحض
ومـدت إلـى ورد الصـدور عيونهـا
صــدور العـوالي والعيـون تغمـضُ
وأشـرفت البيض الرقاق إلى الطلى
لتكــرعَ فيهــا والــرؤوس تخفـض
فلســت تــرى إلا دمــاء مراقــةً
تخــاض إلـى أكبـاد قـوم تخضـخِضُ
أبو الحسن بن زنباع الصنهاجي.أديب طبيب، فقيه تولى القضاء، من أهل طنجة نسبه إليها القلقشندي في صبح الأعشى.عاش في أواخر القرن الخامس وأوائل السادس، وكان من صدور الرجال في عصره، جمع من صفات الفضل وأدوات الكمال ما قل أن اجتمع في غيره، وتولى رفيع المناصب، وبلغ أعلى المراتب، ويكفي أن يكون من رجال القلائد لمعرفة مكانته الأدبية.