
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـوى منجـد يلقى به الليل متهم
يصـرح عنـه الـدمع وهـو يجمجـم
يـبيتُ يـداري أو يـدارىءُ ما به
ويغلبــه أمــر الهــوى فيسـلّم
لأجفــانه مــن كــل شـيء مـؤرق
ومـن أيـن للمشـتاق شـيء ينـوّم
وليس الهوى ما الرأي عنه مزحزح
ولكنــه مـا الـرأي فيـه مفخّـم
وأعــذر أهــل الحـب كـل مدلـة
يـرى أن من يهدي له النصح ألوم
وأجلــد أبنــاء الزمـان مـرزأ
يقاسـي خطـوب الـدهر وهـو مقيّم
ويصـعب حمـل الهـم والهـم مفرد
فكيـف تـرى فـي حملـه وهو توأم
ولــولا أبـو نصـر ولـذات أنسـه
تقضـّت حيـاتي كلهـا وهـي علقـم
فـتى فتـح اللّـه المعارف باسمه
ومـن دونهـا بـاب الجهـل مبهـم
تــأخر فـي لفـظ الزمـان وإنـه
بمعنــاه فــي أعيــانه متقـدم
أتـوا بالمعـاني وهـيَ درّ منظّـم
وجـاء بهـا مـن أفقها وهي أنجم
ومـا يستوي في الحكم راق وغائص
لقـد نـال أسنى الرتبة المتسنّم
إليــك أبـا نصـر بديهـة خـاطرٍ
تـوالى عليـه الشـغل وهـو مقسّم
أهبـت بـه للقـول وهـو لمـا به
فلبّـى ولـم يسـعده نطـق ولا فـم
وكـم مصـقع لا يرهـب القول فعله
ثنتـه خطـوب ما انثنت وهو مفحم
ولـو لـم يكـن إلا وداعـك وحـده
لأشـــفق منــه يــذبل ويلملــم
فمـا يصـنع الانسـان وهـو بفهمه
يحــس بأشــنات الأمــور ويفهـم
وقـد كنت تشكيني من لادهر دائباً
فقـد صرت أشكو منك ما أنت تعلم
عليـك سـلام تسـحب الريـح ذيلَـه
فيعقــب منــه كــل مـا ينتسـّم
وإن لــم يكــن إلا وداع وفرقـة
فــإن فــؤادي قبلــك المتقـدّم
أبو الحسن بن زنباع الصنهاجي.أديب طبيب، فقيه تولى القضاء، من أهل طنجة نسبه إليها القلقشندي في صبح الأعشى.عاش في أواخر القرن الخامس وأوائل السادس، وكان من صدور الرجال في عصره، جمع من صفات الفضل وأدوات الكمال ما قل أن اجتمع في غيره، وتولى رفيع المناصب، وبلغ أعلى المراتب، ويكفي أن يكون من رجال القلائد لمعرفة مكانته الأدبية.