
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــاح عــرّج علــى قبــاب قبـاء
وارتقــب خلــوه عــن الرقبــاء
لا تكــن لاهيــا بســعدي وســلمي
لا ولا معجبــــا بجــــرّ قبـــاء
وتـــذلل لســـادة فــي فــؤادي
لهمـــو مســكن حصــين البنــاء
وتلطـــف واروى حــديثا قــديما
عــن غــرام نــام حشـا أحشـائي
وتعطــف وانشــر لهـم طـيّ وجـدي
وهيـــامي بهــم وطــول بكــائي
قـل تركتـم صـبا صـبا فـي هواكم
وتباريــح الهجــر فــي برحـائي
قــد وهــى فــي الهــوى تجلـده
والنـوم كالصـبر عنـه قاص ونائي
بيــــن واش وشــــى بـــافتراء
وعـــذول يعــزى الــى العــوّاء
وجنـــان عـــن التســلى جبــان
ودمــــوع ممزوجــــة بــــدماء
وزفيــر لــولا المــدامع تهمــى
لشــواه قــد صــار حلــف عنـاء
شــاقه نشــق طيــب طيبـة مـأوى
الفخـر والمجـد والعلـى والهناء
مهبـط الـوحي منـزل العـز مثـوى
الفضـل دار الثنـا محـل البهـاء
تربـة تربهـا علـى التـبر يسـمو
وضـــياها يفـــوق ضــوء ذكــاء
بقعـة فضـلت علـى العـرش والكـر
ســي فضــلا عــن سـائر البطحـاء
مـــوطن حــل فيــه خيــر نــبيّ
متحـــــل بأشــــرف الأســــماء
أحمــد الحامــدين محمــود فعـل
خــص بــالحوض واللــوا والـولاء
حســـــن محســــن رؤف رحيــــم
خــاتم الرســل صــفوة الأصـفياء
أعبـــد العابــدين بــرّ كريــم
منــه كــانت مكــارم الكرمــاء
رحمــــة اللـــه للخلائق طـــرّا
فبـــه منـــه رحمــة الرحمــاء
أعـذب الخلـق منطقـا اصـدق النا
س مقــالا مــا فــاه بالفحشــاء
أعـرف العـارفين أخـوف خلق الله
منـــه فـــي جهـــره والخفــاء
كـل مـا فـي الوجـود من أجله أو
جــد لا تفتقــر الــى اســتثناء
أكمـــل الكــاملين كــل كمــال
منــه فضــلا ســرى الـى الفضـلاء
فيـــــه آدم تعلــــم مــــالم
يـــدره غيـــره مـــن الأســماء
وبــه فــي الســفين نجــى نـوح
ونجـــى يـــونس مـــن الغمــاء
حـرُّ نـار الخليـل قـد صـار بردا
اذ بـــه كــان حالــة الألقــاء
أي حـرّ يقـوى بمـن كـانت السـحب
لــه فــي الهجيــر اقـوى وفـاء
كشــف الضـر منـه عـن جسـم ايـو
ب وأوتـــي ضـــعفا مـــن الاذلاء
وبـــه قـــد علا لأدريـــس شــأن
والـــذبيحان أنقــذا بالغــداء
منــه ســرّ ســرى لعيسـى فأحيـا
دارســا مــذ دعــاه بعـد البلاء
وكـــذا أكمهــا وأبــرص أبــرا
فشـــفا ذاك وذاك أوفــى شــفاء
هــو مــن قبــل كــل خلـق نـبي
لا تقــف عنــد حــد طيــن ومـاء
كــان نــور الألاء اذ ذاك فاسـتو
دع ضــــمنا بمبــــدا الآبـــاء
فتلقـــاه مـــن شـــريف شــريف
مـــن لـــدن آدم ومـــن حــواء
مــودع فــي كــرائم مــن كـرام
عـــن ســـفاح تنزهــوا وخنــاء
فــأتى الفخــر منــه آمنــة اذ
كــان منهــا لــه أجــل وعــاء
حملتــه فلــم تجــد منــه ثقلا
حــال حمــل كمـا يـرى بالنسـاء
فهنيئا بـــه لهـــا اذ بخيـــر
الخلــق جــائت وســيد الأنبيـاء
وضــعته مكــان فـي الوضـع رفـع
وارتفــــاع للحـــق والأهـــواء
أبرزتـه شمسـا محـا غيهـب الشـر
ك ومنهــا استضــاء كــل ضــياء
وبميلاده بــــــدت معجــــــزات
فــرأى المشـركون هـول المـرائي
أطفــاتهم نـارهم ليعلـم ان قـد
جـاء مـن كفرهـم بـه فـي انطفاء
أي نــار تــرى وبــالنور لاحــت
دور بصـــرى لمـــن بمكــة رائي
وبكســر الايــوان قــد آن جــبر
وانكســـار للـــدين والأعـــداء
واكبــــت اوثـــانهم فأحســـوا
بمبـــادئ الوبـــال والاوبـــاء
وعيـــون ســيئت بســاوة ســاوت
حيـــث غيضــت مقعــر الغــبراء
يالهــا ليلــة لنـا اسـفرت عـن
بــدر تــمّ محــا دجـا الظلمـاء
ليلــة شــرّفت علــى كــل يــوم
اذ حبتنـــا مشـــرّف الشـــرفاء
فـــأتته حليمـــة مـــذ أبتــه
مرضــعات جهلــن كنــز الغنــاء
قبلتــه فاقبــل الأمــن واليمـن
لــــديها بـــه وكـــل هنـــاء
ونحـــت نحــو حبهــا وهــي ملأى
بمزيــــد الأفـــراح والســـراء
لــو رأيـت الأتـان لمـا بـه سـا
رت لأبصــــرت اعجـــب الأشـــياء
سـبقت سـبق النجـائب فـي السـير
وقــد كــان بأســها فــي عفـاء
وانطــوت تحتهــا البطـاح ولاغـر
واذا مــاله عــدت فــي انطـواء
كيــف لا تنطــوي لمخـترق السـبع
الســــماوات ســـاعة الأســـراء
فســعى الســعد مقبلا حيــث حلـت
واســـتقرّت بمســـعد الســـعداء
قـــد كفتـــه مؤنـــة فكفاهــا
وجزاهــا بــالجنس خيــر جــزاء
ضـاعف الضـعف فـي المجازاة أضعا
فالهــا وهــي شــيمة الأســخياء
فغـــدا عيشـــها خصـــيبا ودرت
لبنيهــا فــورا عجــاف الشــاء
أصـبحت وهـي بـالثرى اشـبه النا
س وأمسـت اثـرى الـورى بـالثراء
فأتتهـا عيـون حلتهـا تبصـر مـا
منـــه قـــد غــدت فــي ازدراء
عجبــوا أن رأوا حليمــة صــارت
بعــد فقــر مـن أكـبر الأغنيـاء
فاسـتبانوا حقيقـة الحـال منهـا
علـــه ينجلــي بكشــف الغطــاء
فلهــم افصـحت عـن النبـأ الحـق
وأومــــت لســــيد الرضــــعاء
مــادرى القـوم انهـا كفلـت مـن
وكـــف كفيـــه مخجــل الأنــواء
فتـــوالت بــآل ســعد المــبرا
ت وحفـــوا بـــوافر النعمـــاء
وســـما حيهـــم علىكـــل حـــيّ
وتســاموا فخــرا علــى الأحيـاء
والحــبيب الخليــل فــي كـل آن
وزمـــان ينمـــوا أتــمّ نمــاء
ولعــــامين ســــالما فصـــلته
بعــد أن صــار أنجــب النجبـاء
فــأتت أمــه بــه وهـي مـن خـو
ف التنــائي لحبــه فــي عنــاء
وبــدا شـوقها اليـه وهـل يخفـى
اشــــتياق المحـــب بالإخفـــاء
ان حــب المحــب يــبرزه الوجـد
ولــو كــان كامنـا فـي الحشـاء
فاســتعادته كـي تعـود السـعادا
ت لــــديها بمـــذهب الضـــراء
فأعـــادته اذ عليـــه اخيفـــت
مــن وبــاء قــد حـل بالبطحـاء
ثـم عـادت بـه الـى حيهـا الحـيّ
بخيــــر الأمــــوات والأحيـــاء
فـــأتته مـــن بعــد أرع الاملا
ك لمــا اســتقرّ بيــن الرعــاء
وبـــه دونهــم غــدوا فــأريعت
ظئره منـــه خيفـــة القرنـــاء
مـادرت مـا يـراد منـه ولـو تـد
ريـــه لاستبشـــرت بكــل هنــاء
أضــجعوه ولــم يــرع ثـم شـقوا
منـــه للصــدر أشــرف الأعضــاء
وبمـــاء مـــن زمـــزم غســلوه
بعـــد القـــاء مضــغة ســوداء
وملاه جبريـــل علمـــا وحلمـــا
وحبـــــاه بعفـــــة وحيــــاء
وبيمنــى الأميــن عـاد كمـا كـا
ن ســليما مــا مــس بالبأســاء
ان مــن عــادة الملـوك اذا مـا
أحــرزوا محرزاتهــم فــي خبـاء
ختمــــوه بختمهــــم ليصـــونو
ه عـــن الســـارقين والســفهاء
ولعمـــري مـــا محــرز كالــذي
أحــرز فــي حـرز سـيد الشـفعاء
فلــذا أخـص بالختـام وذا الخـا
تــم مــن دون ســائر الأنبيــاء
اذ هـو الكنـز والـذخيرة والمطل
ب الأعلـــى وخـــالص الكيمـــاء
ووقتـــه وقــت الهجيــر ســحاب
بعـــد خمـــس بــأنفع الافيــاء
ومضـــى عمــه بــه بعــد ســبع
وهـــو يشـــكو بمقلــة رمــداء
واتــى كــي يطبهــا دار ديــرا
ن فنـــاداه قاصـــد استشـــفاء
فــأبى ان يجــئ فــاهتزت الجـد
ر ومــالت بــه عــروش البنــاء
فســـعى مســـرعا واخــبر عنــه
انــه المصــطفى مــن الأصــفياء
ولثنــتين بعـد عشـر نحـا الشـا
م أبــو طــالب بكنــز الغنــاء
وبحيــرا رأى الغمامــة تحميــه
اذا ســـار مـــن أذى الرمضــاء
فـــدعا عمــه ومــن معــه مــن
بعــد اعــداده جزيــل القــراء
ماســـوى المصــطفى أراد ولكــن
ذاك مــن حكــم حكمــة الحكمـاء
يــدرك الابلــه البليــد منــاه
بالتـــأني فكيـــف بالأذكيـــاء
فتقفـــى وصـــف النبــوّة فيــه
فرآهــا كالشــمس وقــت الضـحاء
وانثنــى راجعــا فغــادره ثمـم
غــدير قــد ســدّ رحــب الفضـاء
فأتـــاه وقــد شــكا مــن أذاه
عمـــه مثـــل ســائر الرفقــاء
فغـــدا ذلــك الغــدير طريقــا
يبســا مــابه يــرى مــن مــاء
جبلــت نفســه علـى خلـة الخيـر
فيــــا طالمــــا خلا بحــــراء
ودعــوه الأميــن اذ بحلـى الصـد
ق تحلــى وشــأن أهــل الوفــاء
لـم يـزل فـي مـدراج المجد يرقى
مــن ســناء ســام لأســمى سـناء
والامــــارات للـــدلالات تقـــوى
كـــل آن بـــه لاهـــل الــذكاء
فـــأراد الإلـــه ابـــراز ســرّ
كــامن كــان قبـل خلـق السـماء
فأتـــاه الأميــن جبريــل لمــا
بلــــغ الأربعيــــن للايحــــاء
فــدعا النـاس للهدايـة والكفـر
بـــأهليه فــي مزيــد النمــاء
فـــأبوه وهـــل يفيـــد دعــاء
بقلـــوب قـــد كــوّنت مــن داء
أو يفيـــد الجلا الحديــد انجلاء
اذ علاه مســـــتحكم الأصـــــداء
وأبـى اللـه غيـر نصـرة دين الح
ق فــورا وخــزى حــزب التنـائي
مــن يكــن حسـبه وناصـره اللـه
أيخشــــى ســــفاهة الســـفهاء
كـم أراهـم مـن معجـزات وهـم في
غمـــرة مـــن ضـــلالهم وعمــاء
مـــابحق لــولا الشــقاوة حقــت
بهمــو حيــن عانـدوا مـن خفـاء
بيـد أن النفـوس ان غلـب الجهـل
عليهــــا فمالهـــا مـــن دواء
واذا مـا القلـوب قـد شـحنت مـن
حســد لــم تفــد سـوى الشـحناء
عجــــب دونـــه أجـــل عجيـــب
مــن جفــاة جفــوه كـل الجفـاء
عرفــــوه وعرّفــــوه أمينــــا
ودروه الصـــدوق فـــي الأنبــاء
ورمـــــوه بســــاحر وبكــــذا
ب عنـــادا بــاؤا بشــر وبــاء
ثــم صــدّوه عــن ربــاه ومربـا
ه فويـــل للعصـــبة الأشـــقياء
مـا لنقـص حاشـاه فـي قـدره مـا
كــان منهــم لــه مــن الايـذاء
بــل لابــراز حكمــة ســبقت مـن
حكـــم اللــه أحكــم الحكمــاء
هـــــي أعلامنــــا بــــأن علاه
لــم يكــن بالمكــان والأقربـاء
انمـا الفخـر بـالتقى ليس بالما
ل ولا بالجــــــدود والآبـــــاء
فــاذا كــان فــي مكــان مكيـن
صــار صــدرا وقبلــة الجلســاء
فلـــذا طيبـــة بأحمــد طــابت
وعلا قــــدرها علـــى الأرجـــاء
فصـــلاة بهـــا كـــألف ســواها
غيــر ام القــرى محــط الرجـاء
وبمــا ثــار مــن ثــراء شـفاء
مـــن جميـــع الأســقام والأدواء
بيــن قــبر ومنــبر فـي رباهـا
روضــة مــن ريــاض دار الرضـاء
وبهــا اليمــن ضــعف مكـة ثـاو
فهـــي للوافــدين خيــر ثــواء
شــرفت اذ بهــا أجــل البرايـا
حـــل فهـــي الذكيــة الأنحــاء
صــاح جــدّد عزمــا وجـرد ثيـاب
اللهـو مااسـتطعت عنـك والاهـواء
وانتشـق عـرف نشـر طيـب معـانيه
اذا لـــم تكـــن لمـــرآه رائي
واصــرف الفكـر عـن سـواها الـى
وصــــــف علاه ملازم الاصـــــغاء
جمعــت شــمل كــل وصــف جميــل
مــــاله مــــن شــــمائل وحلاء
حسـن الخلـق احسـن الخلـق خلقـا
حـــائز كـــل ســـودد وســـناء
أبلــج ظــاهر الوضــاءة يخفــي
نـــوره النيريـــن حــال انجلاء
وجهـه المسـتدير أشـرب بـالجمرة
منــه البيــاض بــادى البهــاء
حاجبــاه كنــونى الخــط زينــا
بجـــبين رحـــب بهــىّ الضــياء
فيــه عــرق يــدرّ ان هــو للـه
يـــرى ســـاخطا علــى الأعــداء
منــه يبــدو رشــح اذا الحمــى
حيـــاه بـــوحي كــاللؤلؤ الألاء
أدعــج العيــن أشـكل أوطـف لـم
يرفـى الحسن من يدانيه الاسترخاء
أنفـه بالجمـال أقنـى يـرى النا
ظــر عرنينــه الســنا بالسـناء
يخجـل الـدر والعقيـق اذا افـتر
ربثغـــر عـــن منبــع الاضــواء
ذو ابتســام ومبســم عـذب أشـنب
يمحــو الغنــاء عنــد اللقــاء
بيـن ضـوء الصـباح والفـرق فـرق
اذ بـــه للأنـــام كـــل هــداء
عارضـــاه زينــا بــأطهر نبــت
فــاق مسـكا فـي لـونه والـذكاء
بهمــــا قــــد تلألأت شــــعرات
بســناها قـد لاح اسـنى المـرائي
جيــده الجيــد النقــي كمصــقو
ل لجيــن حكــاه جيــد الظبــاء
صــدره الرحــب أيّ بحـر يـدانيه
ومنـــه مـــدّت قــوى العلمــاء
قطــرة مــن علــومه عمـت الكـو
ن فغاضــت بهــا بحــار المــاء
ســار كـالخط منـه مسـربة تمتـد
للســــرة امتــــداد اســـتواء
بطنـه فـي الجمـال والصـدر سـيا
ن فعـــن ســـجلهة خلا والتــواء
أشـعر المنكـبين ضـخم الكراديـس
طويــل الزنــدين بحــر العطـاء
كـان شـئن الكفيـن يحكـى ذراعيه
قضــــيب مـــن فضـــة بيضـــاء
واســع الراحــتين كـم راحـة را
حــت لنــا مــن نـداهما وغنـاء
طابتـــا ملمســا ولينــا كمــا
بــالطول قــد طالتـا وبالأسـداء
سـاقه السـائق العلـى فـاق حسنا
وبهـــــاء جمــــارتىّ شــــماء
قــدماه مســيحتان ومـن وطئهمـا
لان جلمــــــــد الصـــــــفواء
واذا مــا ســعى تكفــأ كالسـيل
اذا انحـــط ســافلا مــن ســماء
ليــس بالشـاهق الطـوال وان مـا
شــى طــوالا كانــا بطـول سـواء
قمــر الشــمس نــوره فـإذا لـم
ترعيـــن ظلا لــه فــي الضــحاء
يقـظ القلـب دائمـا مـا لعينيـه
اذا نامتــــا ســـوى الاغفـــاء
دائم الخـوف باسـم حالـة الضـحك
كــثير الرجــا شــديد الحيــاء
واذا مامشـــى ســعى بالهوينــا
لالعجــــب حاشـــا ولا كبريـــاء
حــاز كـل الجمـال معنـى ومبنـى
وحــوى أكمــل النهــى والبهـاء
حســـنه ألبــس الملابــس حســنا
فهــى منــه فـي نضـرة وازدهـاء
لبـــس الابيــض النقــيّ فأضــحى
أصـــبح اللـــون مشـــرق اللألأء
وحكــاه فــي أســود لــون بـدر
للــورى لاح فــي دجــا الظلمـاء
وغـــدا أخضـــر الملابـــس اذلا
بســــه شـــبه روضـــة غنـــاء
مــا ذكـاء عنـد الشـروق اذا لا
ح لـــراء فـــي حلـــة حمــراء
أو ســناها وقــد دنــت لغــروب
مـــذ بـــدا فــي ملاءة صــفراء
عرفــه فــائق غــوالي الغـوالي
فبـــه ســـل مجـــرب الخــبراء
مثــل ام العــروس حيــن اتتــه
تبتغــي منــه مصــلها للنســاء
فحباهـــا قـــارورة ملئت مـــن
رشــح زنــديه يــاله مـن حبـاء
فلا عرفهـــا المدينـــة طيبـــا
وكســـاها بـــه ثيـــاب كســاء
ليـس بـالفظ والغليـظ ولا السـخا
ب والمرتــــدي ردا الكبريـــاء
خصــف النعــل رقــع الثـوب قـمّ
الـبيت والـى الفتاة عند الرحاء
حلــب الشــاة خلفـه اردف الـرا
كــب قـال المـزاح غيـر الفـراء
ركـب العيـر عاريـا موكفـا بالل
يــف مامــال قــط نحـو الريـاء
وبرحـــل رث علـــى جمـــل حــج
بــريئا فــي الكــل عـن ازدراء
بــل كســى كـل خلـة حلـة الفـخ
ر فحلـــت بــأوج اســمى ســماء
ونهــى الصـحب عـن قيـام لـه ان
جـــائهم قاصــدا وعــن اطــراء
لــم يقــل لا لســائل بـل جـواد
منعــم فــي الأقتــار والأثــراء
حيــث مـا ينتهـي بـه مجلـس حـلّ
مــــوفى الحظــــوظ للجلســـاء
وبلبيــــك للــــدعاء مجيــــب
مــن فــتى أو فتيــة أو نســاء
يبتــــدي بالســـلام طفلا و كهلا
ورقيقـــا وكــل أهــل اهتــداء
خلقــه الــذكر عـادل بالقضـايا
ومواســـى المســـيء بالأعضـــاء
كـم عليـه ذوو الجهالـة بالجهـل
أســـاؤا وبـــالغوا فــي الاذاء
وهـــو يــأبى الاصــفاء وصــفحا
عنهمــو وهــي شــيمة الحلمــاء
لــو يشـأ هلكهـم أجـاب الـى ذا
ملــــك الأخشــــبين بالاكفـــاء
ان نفــس الحليـم تـزداد بالقـد
رة حلمــا علــى مــديم الجفـاء
فخرطــه فـي الفضـل ليـس يضـاهى
وثنــاه قــد فــاق كــل ثنــاء
جــاء بالملــة الحنيفيـة السـم
حـــة رفقــا بالامــة الضــعفاء
فـــدعينا بـــه لأقـــوم ديـــن
وهــــدينا للســـنة البيضـــاء
وكفينـــا بشـــرعه حرجــا كــا
ن بمـــن قبــل خشــية الاعيــاء
أيــن قتـل المسـئ مـن توبـة أو
أيــن قـرض مـن طهـر رجـس بمـاء
هــدم الشــرك مهـد الـدين بـأس
منــه مــازال مــذهب البأســاء
وأتانــا بــأعظم الكتــب قـدرا
منــه مــا زال مــذهب البأسـاء
بــاء منــه أهــل الكتـب قـدرا
وحبانــــا بأصــــدق الانبـــاء
قــد كســا لبسـه المحقيـن عـزا
وكســا المبطليــن ثــوب عــزاء
خــص بــالرعب مــن مسـيرة شـهر
وبنصــر مــع قلــة فـي اللقـاء
فرمـى فـي القلـوب فـي يـوم بدر
شـبه مـا فـي القليـب مـن القاء
بعــض آيــاته الكتــاب وناهيـك
بـــذكر مـــن معجــز البلغــاء
أعجــز الخلــق أن يجيئوا بــآى
مثـــل آيــاته بمحــض افــتراء
كلمـــا مــرّ بالمســامع ألفــا
ه ذووه أحلـــى مـــن الحلــواء
صــانه اللــه عـن تطـرق تبـديل
اليــــه أو لغـــو او الغـــاء
كـــل آن نــراه غصــنا جديــدا
رائقـــا للمصـــغين والقـــرّاء
ان اعجــــازه لأعجــــب ماجـــا
بـــه المصـــطفى بغيــر مــراء
ليــس الامــن فيــض افضــال طـه
مــا مــن المعجــزات للأنبيــاء
ملــك كســرى بــه تمــزق لمــا
أن دعــاة فلــم يجــب للــدعاء
اشـجع الناسـف ي الحـروب لمن يذ
كــر عــذراً أحيـا مـن العـذراء
كــف كــف الكفــار كفــا بكــف
فـــاه فيـــه مســبح الحصــباء
منــه روّى ألفــا بصــاع وغــذى
منــه ألفــا بــه أتــم غــذاء
ضــرع شــاة عجفــا أدرّ كمـا رد
دبـــه ضـــوء مقلـــة عميـــاء
ورمـــى رميـــة بـــه فــترامت
منـه رعبـا جيـوش حـزب التنـائى
وغـراس النخيـل أثمـر فـي العـا
م وأهــدى بــه رطيــب الجنــاء
وبــه الجـزل صـار سـيفا صـقيلا
لامعـــا فــي معــامع الهيجــاء
وبتمـر ملـء اليـدين كفـى الغـا
زينــب بالخنـدق الخـاص الحشـاء
ولــه الجــذع حيــن فـارقه حـنّ
بصـــــوت كحنــــة العشــــراء
ثـــم لـــولاه ضـــمه لتمـــادى
فـــي حنيـــن كــواله للفنــاء
وبنــزر النضــار أعتــق ســلما
ن فــوفى الكــثير خيــر وفــاء
وأتتــه الأشـجار تسـعى علـى سـا
ق وحيـــاه الصـــخر كالأحيـــاء
شــق طوعــا لاجلــه البـدر لمـا
أن دعــــاه لـــذاك بالإيمـــاء
وشــكا المحــل بالمدينــة شـاك
فــدعا فاســتهل غيــث الســماء
وتمــادى ســبعا فجــاؤه يشــكو
ن لــه منــه خـوف هـدم البنـاء
فـانجلى عـن ديـار يـثرب واحتـا
ط بمــا حولهــا بعيــد الـدعاء
وذراع بالســـم أنبـــأه الحــق
شــــفاها كصــــائح النصـــحاء
بأعــالى الــثرى بعــدّ الثريـا
كأمــام يــرى الــورى مـن وراء
حفـه اللـه بالصيانة والعصمة من
خلفــــــه بخيـــــر وفـــــاء
وحمـاه عـن أن ينـال حماه السوء
مــــن قاصــــديه باســــتهزاء
فحمــى الخمســة الــذين تحــرّو
الأذى بالوبـــــال والاوبـــــاء
لــدعاه الجــدار أمّــن والثلـب
اليـــه أبــدى صــريح اشــتكاء
ولـه الضـب بالرسـالة قـد أعلـن
نطقــــا كأفصــــح الشــــهداء
وبــه الظبيــة اسـتغاثت وحيتـه
بتســــليمها وحســـن الثنـــاء
تفلــه أبــرأ العيــون وأجــرا
هـــاومنه الاجــاج أعــذب مــاء
أعجــزت معجــزات خيـر البرايـا
مـــن نحــا نحوهــا للاستقصــاء
قســـما بالـــذى حبــاه وحيــا
ه بحلــــم وســــودد وحيــــاء
لـو بحـار الوجـود صـارت مـدادا
وأمــــدّت بالمــــدّ للانتهـــاء
وجميـــع النبـــات أقلام نســـخ
والاراضــي طــرس وجــرم السـماء
والبرايـا جـازوا على عدد النمل
وحــــازوا بلاغــــة الشـــعراء
وأعيــد الماضـي اليهـم وزيـدوا
ضـــعف أضــعافهم مــن الانشــاء
وتصـــدوا لحصـــر بعــض صــفات
المصــطفى خيـر واطىـء الغـبراء
ثـم ضـاقت طروسـهم عند ذا الحصر
وآلـــــت آلاتهــــم للفنــــاء
مــا أفـادوا الاكمـا أودع اليـمّ
خياطــا ألقــى بــه مــن مــاء
كيــف يـدرى الضـعاف مـن تعظيـم
وصـــف اللــه أعظــم العظمــاء
فبــه لــذ بذلــة تلـق مـا لـذ
ذ وقـــل مــع تــذلل واســتحاء
يــا ملاذ الـورى اذا هجـم الكـر
ب فحــارت منــه قــوى الأقويـاء
وغيــاث الانــام ان دهـم الخطـب
فحــــــارت مــــــدارك العقلاء
ومغيــث اللهفـا اذ الوجـل ازدا
دفســــاخت قـــوائم الاصـــفياء
وفصــيح المقــال ان عظـم الامـر
فصــــاخت فصــــاحة الفصـــحاء
وخطيـب الثنـاء اذا القـول قدها
ل فســــاخت بلاغـــة الخطبـــاء
ومجلـى الغمـا اذا الأزمـة اشـتد
دت فضـــاقت مســـالك الحنفــاء
ومفيـــد الوفــود ان عــمّ غــم
خيــر خيـران حـان فصـل القضـاء
بكتـــاب عليــك أنزلــه اللــه
بــه جــاء عنــك أذكــى ثنــاء
وبمســــراك بـــالبراق بليـــل
لمصــلى الاقصــى مــن البطحــاء
وبمعراجــك الــذي فيــه قــدّمت
أمــــــام الاملاك والأنبيـــــاء
وبقـــرب قرّبـــت ثــم الــى أن
كنـت أدنـى مـن قـاب قرب اصطفاء
وبترجيعــــك الصــــلاة لخمـــس
بعــد خمسـين مـع بقـاء الجـزاء
وبصــدّيقك الصــدوق الــذي حــا
ز بســبق التصـديق فضـل ابتـداء
الرقيـق الرفيـق بالغـار والـوا
قيــك فيــه مــن حيــة رقطــاء
المواســيك بالـذي ملكـت يمنـاه
صـــــدر الأئمــــة الخلفــــاء
الامـام الـذي حمـى بيضـة الـدين
باحيــــاء الســـنة البيضـــاء
قـام بالرفق في الخليقة من بعدك
رفـــــق الآبــــاء بالأبنــــاء
وبفاروقـــك المفـــرّق بالبـــأ
س جمــــوع الاضـــلال والاغـــواء
السـديد الشـديد بالمسـخط اللـه
الرحيـــم الشـــفوق بالاتقيــاء
عمــر فاتـح الفتـوح الـذي مهـد
طــــرق الهــــدى بحســــن ولاء
سـالب الفـرس ملكهـم وكـذا الرو
م ومبــدى الصــلاة بعـد الخفـاء
الاميـــر الـــذي برحمتــه مــا
ر عفـــاة الأرامـــل الضـــعفاء
فرقـا فـرّ مـن مهـابته الشـيطان
عــــن فجــــه فـــرار فـــراء
وبتاليهمـا ابـن عفـان مـن جهـز
للــــه الجيــــش فـــي اللأواء
المـوفى عـن يـوم بـدر وقـد خلف
بــــالأذن أوفــــر الانصــــباء
مصــفى الحــرب ســلمه المتلقـى
حســن تســليمه القضـا بالرضـاء
جـامع الذكر في المصاحف ذى النو
ريـن شـيخ الاحسـان كهـف الحيـاء
فاسـح المسـجد المؤسـس بـالتقوى
وملقـــــى الاملاك باســــتحياء
وبـــاب العلــوم صــنوك مــردى
فــي الـردى كـل مبطـل بـالرداء
أســد اللـه فـي الحرنـوب مجلـى
أزمــــات الكـــروب والغمـــاء
جعـل البـاب المعجـز القوم نقلا
ترســـه يـــوم خبيــبر بنجــاء
لـم يملـه عـن التقى زخرف اللهو
ولا مـــــال قـــــط للاهــــواء
بــت زهــدا طلاق دنيـاه مـا غـرّ
بــــأمّ الغــــرور بــــالاغراء
الحســـــيب النســـــيب أوّل لاق
مـــن ثنيــات نســبة الاقربــاء
الـوزير المشـير بالصوب في الحر
ب الــذى قــد علا علـى الجـوزاء
وكفــاه حــديث مــن كنـت مـولا
ه فخــارا نـاهيكب ذا مـن ثنـاء
وبســاقى العــدا كــؤوس الـردى
أوّل مـــن ســـل ســيفه للقــاء
الزبيــر الــذى بســيماه جـاءت
يــــوم بـــدر أملاك للهيجـــاء
وبـذى الجـود طلحـة الخير واقيك
أذى المعتـــــدين والأعـــــداء
ثــابت العـزم والصـناديد فـرّوا
فـي الـوغى والصـبور فـي الضراء
يـــده فـــي ولاك شــلت فــأعطى
وهـــو حـــىّ مراتــب الشــهداء
وبمــن لقــب الاميــن ومــن كـا
ن لــه بــاليمين خيــر اصـطفاء
المكهنــى أبــا عبيــدة حــاوى
شـــرف الهجرتيـــن أعلـــى علاء
عـامر بـن الجـراح من جميع الله
لــه الحســنيين فــي الســعداء
وبعبــد الرحمــن ممتلىـء الجـو
ف مــن الخــوف خشــية الابطــاء
رزق البسـطة السـنية فـي الدنيا
فلـــــم تســــتمله للســــراء
ابن عوف المصيب في الرأى اذ قدّم
عثمــــان ثــــالث الخلفــــاء
وبمــن شــاهد المشـاهد والمعـب
كســــرى كســــرا وطــــول بلاء
خالــد المجتــبى المســدّد سـعد
ألمــوفى الطعــان فـي الظلمـاء
دعــوة منـك صـادفته فمـا أخطـأ
ســـــهم رمـــــاه للاشــــقياء
وبـذى الهجـرة القديمـة والفضـل
ســعيد المعــدود فــي الاصـفياء
خـــاتم العشــرة المبشــر كــلّ
منــك يــوم الجــزاء بالنعمـاء
الموالــــوك زعزعـــا ورخـــاء
المواســــوك فـــي غلا ورخـــاء
الموفـوك حـق عهـدك فـي البيعـة
موفـــــوك منــــك عهــــد ولاء
هـــم نجــوم بــأيهم أبــدا أن
نقتــدى نهتــدي بخيــر اهتـداء
وهــم الأوّلــون بالجــدّ للمجــد
هــــم الســــابقون للعليـــاء
وبخيـر الاعمـام حمـزة ذي البطـش
مــــذل الطغــــاة والعظمـــاء
دامــغ غيــرة عليــك أبـا جهـل
فلـــم يـــرع جــانب الاقربــاء
بهـــداه عـــزّ الهــدى وتعــزت
فـــرق خـــالفوا بـــذلّ عــزاء
ضــارب والصــفوف صــفت بسـيفين
محلـــــى بســــيد الشــــهداء
وبتــاليه فـي القرابـة والفضـل
أخيـــه العبـــاس رب الســـقاء
مــن لــه اذ دعـوت أمّنـت الجـد
ران والبــاب اثــر ذاك الـدعاء
واســـتمرّت بــه الخلافــة حقــا
فـــى بنيــه الأئمــة النجبــاء
وبســبطيك مجمـع الفخـر والمجـد
أجــــل الفــــروع والابنــــاء
الصــفيين طالمــا لهمــا منــك
حنـــوّا وطـــأت خيـــر وطـــاء
رقيــا منـك مرتقـى حـط عـن قـد
رعلاه فــــي الفضـــل كـــل علاء
لهــف قلـبى عليهمـا حيـث صـارا
عرضــــــة للاراذل الغوغـــــاء
فيهمـــا خــان عهــد ودّك قــوم
بــالغوا فـي العقـوق والبغضـاء
ألمـن سـم السـيد الحسنب المحسن
حـــظ مـــذ ســـمه مــن وفــاء
أم لقـوم بسـبى آلـك مـع قتلهمو
ذمّـــــة وأدنـــــى اهتــــداء
أم لمــن صـدّهم عـن المـاء قسـم
حيــث تـروى منـه كبـود الظمـاء
أدرى المخبـــث الخــبيث يزيــد
أي رأس صـــارت بـــه كاللقــاء
أم دري ذا الغـــبى أي ثنايـــا
كــان اذ ذاك قارعــا بالعصــاء
طالمــا أتحفــت بلثمــك لطفــا
وحنانــــا ورحمـــة الرحمـــاء
أتراهــم جــازوك عمــا بـه جئت
بمـــا قـــابلوك مـــن ايــذاء
أم همــو عــن وداد آلــك كـافو
ك بشــــنّ الاغـــارة الشـــعواء
منعــوهم مــاء الفــرات ولـولا
ك بهــم ماســقوا فــرات المـاء
يــا لهــا ثلمــة بهـا عيرتنـا
كالنصـارى اليهـود أهـل القسـاء
ان يومــــا بكـــربلاء دهانـــا
بمصـــــاب بــــدا بكّــــر بلاء
ان دمعــــى عليهمـــو لهتـــون
وقليــل فيهــم كــثير البكــاء
وبـــزوج الكــرّار أمّهمــا مــن
لقبـــت بـــالبتول والزهـــراء
وبمـن منـك حـزن مـن قسـم الفخر
أجــــل الســــهام والانصـــباء
هــنّ أزواجــك اللــواتي لناصـر
ن بــك الامهــات خيــر النســاء
مســنى مـن ذنـوبى الضـرّ فاكشـف
يــا مـآبى مـا بـى مـن الضـراء
حملتنــي نفســى مـن الـوزر مـا
تعجــز عــن حمـل بعضـه أعضـائى
ان دعتنــى الــى الأثـام رأتنـى
للخطـــا مقبلا ســـريع الخطــاء
أو للهـــو تريـــدنى وجـــدتنى
لوحاهــــا مبـــادرا بوحـــائى
وإذا ســـمتها الخيـــر تـــولت
وتلــــوّت كالحيـــة الرقشـــاء
قـد ثـوت فـي حجـا الملاهى وأوهت
فــى هواهـا بأسـى وبـدّت حجـائى
ان تجــدنى غلبــت جــانب خـوفى
غلبتنـــى وغلبــت لــى رجــائى
أو أردت المتــاب فــاه لســانى
بالــذى لــم تجــد لــه بوفـاء
ليــت شــعرى أيـن المفـرّ وأنـى
لــي مفــرّ مــن ســاكن أحشـائى
أورثتنــي هلكــا وهـل كـان الا
هـــى لا غيرهــا مــن الهلكــاء
مــا احتيـالى اذا أتـانى كـآبى
بمســــاو كعــــدّة الحصــــباء
فعلتهــــا مــــآثم فعلتهــــا
لمصــــابى جوانـــح الخصـــماء
وأحــاطت بــى الخصــوم أمــامى
ويمينـــــى ويســـــرتى وورائى
ووردت بمــــا أقلتـــه أعضـــا
ئى فكــانت مــن أفصـح الشـهداء
مــا اعتــذارى وأىّ عــذر لعـاص
قـــد أتتــه نصــائح النصــحاء
فعصــاها وضــلّ بعــد علـى علـم
بأحكـــام مــا جنــى بــاجتراء
لــي قلــب مــن المعاصـى كصـخر
فرثــــائى لـــديه كالخنســـاء
أنــا أشــكوه وهــو منـى يشـكو
فكلانــا يبــدى مزيــد اشــتكاء
فأغثنـا منـا وأصـلح لهنـا الشأ
ن فــأنت الشــفاء مــن كـل داء
ضــقت ذرعــا وكــدت أيئس لـولا
ك رجــــائى لشـــدّتي ورخـــائى
فـــإلى ركنـــك الحريـــز ملاذى
والــى حصــنك الحصـين التجـائى
يــا رفيــع الجنـاب نفحـة قـرب
تقلــب القلــب عـن شـقا لشـفاء
رب عيـن عميـا بتفلـك فـي الحين
لهـــا ردّ منـــه خيـــر ضــياء
وأجـاج ملـح بـه صـار فـى الحـا
ل فراتــا عــذبا مـروّى الظمـاء
وضــروع درّت بمســك فــي الـوقت
مــع المحــل مــن عجـاف الشـاء
فعســى نفحــة بهـا يقلـب الـدا
ء دوائ تزيـــل عنـــى عنـــائى
يـا طـبيب القلـوب بـى أنت أدرى
مـــن فـــؤادى بعلـــتى ودوائى
لــك أهــديت مدحــة لسـت فيهـا
بمــــراء ولا مريــــد مــــراء
فـاجبر الكسـر وارفـع الاصـر عنى
أنــت كنــزى ومطلــبي وغنــائى
وأجزنــــى شــــفاعة وأجرنـــى
حيــث تنبــو شــفاعة الشــفعاء
ورد المـــادحون مــوردك العــذ
ب ففــازوا منـه بـأروى ارتـواء
وغــدوا للقــرى لــديك خماصــا
وبطانــا راحــوا بــوفر قــراء
فبحـــر أدلــوا دلاهــم بــه أد
ليـــت لــدوى مزاحمــا للــدلاء
وزحمــت الوفـود أطمـع أن يضـرب
لـــي معهمـــو بســـهم عطـــاء
بــك عبــدالرحمن نجـل الحميـدى
صـار يرجـو النجـاة يـوم الجزاء
فــاذا مــا الممـات حـل أعـذنى
مـــن عـــدوّ يريــدنى للشــقاء
وبلحــــدى اذا وضـــعت فســـدّد
بجــوابى نطفــى ووســع فضــائى
وأغثنـى اذا المطـا بالخطا أثقل
فـــازورّ عـــن خطـــاى مطــائى
وعســى فـى الشـفا أرى لـى حظـا
مــن متــاب يكــون منـه شـفائى
واكـس مـدحى ثـوب القبول وهب لى
وأصــولى لحظــا كــذا أبنــائى
ولصـــحبى والمنشـــدين مــديحى
ولمصـــــغ لهـــــم للقــــرّاء
وصـــلاة تتلـــى عليــك ويتلــو
هــا ســلام مــن ربنــا بـالولاء
وعلــى الآل والصـحابة مـا اشـتا
ق مشــــوق لطيبــــة وقبــــاء
عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي المصري. فاضل، كان شيخ أهل الوراقة بمصر.له (منح السميع، شرح تمليح البديع، بمدح الشفيع- خ) كلاهما له.