
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حييــت معهــد جُلــق مــن معهـدِ
بحيـا يـروح علـى ربـاك ويغتـدي
وتعهـدت عهـد الصـبا فيـك الصبا
جـرورة الاذيـال فـي الروض الندي
كـم مـن لبانـات بلبنـان أنقضـت
محمــــودة لـــو لـــم تنفـــذ
ومــآرب بــالنيرب اسـتمتعت مـن
فــوزي بهــن بــانعم لـم تعـدد
ايــام ابــراد الشــباب قشـيبة
والعيـش غـض العـود عـذب الـورد
والســعد مقتبــل وبــدر الجــد
مكتمـل وعقـد الشـمل لـم يتبـدد
يـا صاح يا صاح انتهز فرص الصبا
لا تـتركن يـوم السـرور الـى غـدِ
بــادر مفاجـأة الزمـان ولا تكـن
فــي غفلـة عـن خطبـه فكـان قـد
والـراح مفتـاح السـرور فهاتهـا
جهــراً ولا تحفــل بقــول مفنــد
أو مـا تـرى زهر الربيع وقد بدا
مــا بيــن منثــور وبيـن منضـد
فــي ابيــض يقــق واصـفر فـاقع
مــع أحمــرٍ قــان يشـاب باسـود
والريــح بيــن تشــامل وتجـانب
والمـــاء بيــن تســرح وتجعــد
بنيبــا تــراه ســارحاً كمهنــدٍ
حــتى يغــادره الصـبا كـالمبرد
والـــدوح بيــن مقــوم ومــأود
والطيـــر بيــن مصــفق ومغــرد
مــن كــل ســاجعةٍ بعـود اراكـةٍ
تغنــي بحسـن غنائهـا عـن معبـد
والعشــب بيــن مســندس ومصـندل
والزهــر بيــن مفضــفضٍ ومعســج
وكانمـــــا الازهــــار در قلائد
قـــد شــذرت بعقــائق وزبرجــد
وتركبــت تلــك الجــواهر قـدها
وقوامهــا مــن فـوق قضـب زمـرد
وكانمـــا نشــرت ملاحــف ســندس
خضــرٍ لصــون الجــوهر المتبـدد
وكانمــا نــور الاقــاحي باسـماً
ثغــر تبســم ضــاحكاً فـي موعـد
وكانمــا زهـر البنفسـج إذ بـدى
اثــار قــرص فــي خـدود الخـرّد
وكــان منثــور الريــاض كتيبـة
روميـــة صــلبانها مــن عســجد
وكانمــا نبــت الشـقايق وجنتـه
حمــراء فيهــا نقطـة مـن اثمـد
وكانهــا والطــلّ فيهــا حــائرٌ
دمــعٌ تحيــر فــي محـاجر أرمـدِ
وكانمـــا ورد الغصــون مضــرجا
وجنــات مصــقول الـترائب أغيـد
وكــأن لؤلــؤ طلــه مــن فـوقه
واتــت ذكــاء بنورهـا المتوقـد
قـم فاسقني واشرب فقد ولى الدجى
عــرق تكلــل فــوق وجنـة أمـرد
ودعا الصباح الى الصبوح فكن فتئ
يلقـى الـى داعيـه فضـل المرفـد
مــن بيــت خمــار تـرى ابريقـه
ملآن ان يركـــع لكـــاس يســـجد
ممـا اصـطفوه بحمـص ومـا عتقـوه
بصــيدنا يــا او جنــوه بصـرخد
واسـتجلها مـن كف اغيد ما انثنى
الا وأزرى بالقضــــيب الاملــــد
ورديــة فـي الكـأس تحسـب انهـا
معصـــورة مــن خــده المتــورد
عبد المحسن بن حمود بن عبد المحسن التنوخي الحلبي، أبو الفضل، أمين الدين.أديب، من الشعراء، مولده في حلب، كان كاتباً ووزيراً لعز الدين أيبك صاحب صرخد، وتوفي بدمشق.له: (مفتاح الأفراح في امتداح الراح- خ)، وكتاب في (الأخبار والنوادر) كبير، و(ديوان شعر)، و(ديوان ترسل)، و(رسالة الأنوار، المقتبسة من أوار النار- ط).