
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تقـول وقـد اضـمرت ما بي أترتضى
هوى لم يزل في مضمر القلب مضمرا
فقلــت لهـا أضـحى وأصـبح أمـره
من الشمس أو من فتح وادان أظهرا
أقـرّ بـذاك الفتـح من كان منكرا
لـه وغـدا مـن كـان يخفيه مظهرا
وأدلــج إدلاجــاً بــه كـل راكـب
علـى رغـم أنـف الحاسـدين وهجرا
فصــير فــي الآفـاق أمـر وقـائع
تطيـل إذا فكـرت فيهـا التفكـرا
دعـا عاجـل الاجـال للحيـن معشرا
بوادان لن يدعى مدى الدهر معشرا
فشــنجيط ظنــوا هــدمه متيسـرا
فـألفوه مـن إحيـاء كبّـاد أعسرا
كــأنهم لـم يعرفـوا بـأس أهلـه
ولـو سالوا بان أم والمسك أخبرا
لئن وردت شــنجيط يومـا ظمـاؤهم
لقـد شربوا زعقاً من الموت أكدرا
وكـان لهـم شـر المـوارد مـؤرداً
وكـان لهـم شـرّ المصـادر مصـدرا
هـم حـزب الأحـزاب مـن كـل جـانب
كمـا حزبـت أحزابهـا أهـل خيبرا
أتـوا بالرعايـا ينشـرون وعيدهم
فصـاروا على البطحاء لحما منشرا
وفــاض أتــيٌّ مـن نجيـع دمـائهم
بـه شـجر البطحـاء أصـبح مثمـرا
غـدت كنـت تقضي دونهم ما ينوبهم
مـن الأمـر كـانوا غـائبين وحضرا
أتـوا بخميـس لـم نكـن خمس خمسه
فقـل فيه لو ساواه أو كان أكثرا
وأقبــل مـن آكـان جنـد لنصـرهم
وقـد فـر عنه النصر غذ فر مذعرا
فمـن كـرّ منهـم قـد تكسـر عمـره
ومـن فـرّ منهـم صـبره قـد تكسرا
نجـا مـذعرا ممـا رأت عينـه وما
نجا من نجا من مأزق الحرب مذعرا
إذا هـو فـي المـرآة أبصـر وجهه
تـوهم وجـه القـرن ما كان أبصرا
وإن نـام لـو حفتـه منـه عسـاكرٌ
رأى مشـرفيا فـوق فـوديه أحمـرا
بـدا إذ رأى مـا قـد رآه تواضـعٌ
لمـن كـان منهـم طاغيـا متكـبرا
فقـال زعيـم القـوم أصبحت راضياً
بمـا كـان فـي أمر القدير مقدرا
فنـالوا إذا عبـدا ببعـض دمائهم
ونيمـا وتنـورين والبعـض أهـدرا
دم أهــــدرته ســـادة علويـــة
ومـا كـان فيهـم مثـل ذلك منكرا
وما استنصروا غير الصوارم ناصرا
وأغنتهــم عمــن أتــى متنصــرا
يخوضـون يوم الروع في لجج الردى
لأن منــال العــز فيهــن أبحـرا
يســابق عزرائيــل وقـع سـيوفهم
إذا مـا محيـا الحرب أصبح مسفرا
فكـم مشـهد في الحرب يثنى عليهم
وكـم معشـر مـن بأسهم كان أزورا
تراهـم وليـس الـدهر إلا نوائبـا
إذا كـبرت تلـك النـوائب أكـبرا
ســما للمعـالي مـن تقـدّم منهـم
ويســمو علـى آثـاره مـن تـأخرا
مــآثرهم حلـي الزمـان لـو انـه
علـى صـورة الانسـان كـان مصـورا
فكـم مـن فـتى منهـم يروقك علمه
ويهـزم مـن أنجـاد وادان عسـكرا
ويجعــل فـي إحـدى يـديه مهنـدا
طريـرا وفـي الأخـرى كتابا مطرّرا
يحـب الـردى يـوم الـوغى فكـأنه
إذا مــات فيــه لا يـزال معمّـرا
بطرفـك فـانظر كي ترى بعض مجدهم
إذا أنـت عـن إدراكـه كنت مقصرا
حرم بن عبد الجليل العلوي، ويقال له حرمة الله وحرمة الرحمن بن الحاج بن سيدي الحسن بن القاضي.فقيه لغوي شاعر، أقام بمدينة شنقيط وآطار لطلب العلم، ويحكى عنه من الاجتهاد في طلب العلم، وتحمل المشاق والصبر شيء عجيب، ومن أشهر مشايخه المختار بن بون، وكان عليه اعتماده من كل طلبته، ولم يحمل عنه أحد من علمه ما حمل، وكان يساعده في نظم التسهيل حتى إنه قال: لو أخذت ما يخصني لم يبق منه ما يسمى به.وكان من عجائب الدهر، ولما تضلع من ابن بون، جلس لإفادة الناس، وضربت إليه أكباد الإبل، وانتفع به خلق كثير، وكانت له اليد الطولى في جميع العلوم، أما النحو فاشتهر به بعد ابن بون، وكان المرجع في الفقه.