
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرثَّ صـــرف الزمــان حــالي
فمــا لـدهري تـرى ومـا لـي
حـــتى كـــأني لـــه عــدوٌّ
يرشـــقني منـــه بالنبــال
وطالمــا كنــت وهــو عنّــي
وعـــن أخلاي فـــي اشــتغال
ولــو أتــاني لصــلت فيــه
أمـــراً ونهيــاً ولا أبــالي
أيــن زمــاني الــذي تقضـّى
وأيــن جــاهي وأيــن مـالي
وأيـــن خفّـــي وطيلســـاني
وأيــن قيلــي وأيــن قـالي
وأيــن عيشــي وأيــن طيشـي
وأيــن حســني وحســن حـالي
ونحـــن فــي فتيــةٍ كــرامٍ
نجــارهم فــي الفخـار عـال
قـد جعلـوا اللهـو رأس مـالٍ
فــدته نفســي مـن رأس مـال
قـد درسـوا الفسـق مـن قديمٍ
فكــم لهــم فيـه مـن جـدال
من أرغب الناس في الفقاح ال
لذيـــذة المنيــك الثّقــال
مخنّــــث عنــــدهم لنيـــكٍ
أحســـن مــن زينــةٍ ومــال
فمــا لهــم قــطّ مـن حـديث
فيــه سـوى النّيـك والبـدال
فقــــــائل نـــــاكني فلان
ونكتــــه لا لـــه ولا لـــي
وقــائل حيــن طــاح ســكراً
وراح يحبــو إلــى الــبزال
شـــواربي فقحـــتي ســبالي
مقعـــدتي قمّـــتي تعـــالي
ونحـــن فــي مجلــسٍ بــديعٍ
جــلّ عــن الوصــف والمثـال
جمَّــع فيــه مــن كــلّ شـيءٍ
فتــمَّ فــي غايــة الكمــال
فـالرَّاحُ فـي الـراح والملاهي
فـي اللهو والنُّقل في النّقال
وللملاهــــي بــــه ضـــجيجٌ
وللرّواويــــق والمقــــالي
فالــــدّفُّ دف دف ددف ددف دف
والزّمــر تلّــى تلــل تلالـي
والجنـــك دن دن ددن ددن دن
تصــــلحه ربّـــة الحجـــال
خريـــــــــــدة رودة رداح
ســـبحلةٌ عذبـــة المقـــال
تفتـــن بالّـــدلّ والتجنّــي
والحســن والتّيــه والــدّلال
عنّــت فهــام الفــؤاد منّـي
وجــداّ إلــى ســحرها الحلال
وبيننــــا قهـــوة كتـــبرٍ
رصـــّعها المـــزج بــاللآلي
حديـــدة الطّعـــم عتّقتهــا
ألفــاً فألفـا يـد الليـالي
صــفراء كالنـار بـل تراهـا
مـذ شـابها الماء ذا اشتعال
يســعى بهــا شــادن رشــيق
مهفهــف القــدَّ ذو اعتــدال
مـــورَّد الوجنـــتين حلـــو
سـواه فـي النـاس مـا حلا لي
قلــت لــه إذ أطــال وعـدي
ولــجَّ فــي العـذل والمطـال
دع التّجنّـــي فلســت أســلو
أخ أخ أخٍ يـــــا محــــالي
لمــا بــدا وهـي فـي يـديه
كالشــمس فــي راحــة الهلال
فطـــبَّ طرطــبَّ فــوق رأســي
وطــاق طرطــاق فــي قـذالي
وتـــفّ تـــخ وســـط وجهــي
وقــاع قـع قـاع فـي سـبالي
وبظــر أمّــي ورحــم أخــتي
ولحيــتي فــي خَــرا عيـالي
ونـــع عمّـــي بلا امـــتراءٍ
مــدحرج فــي قــذال خــالي
إن كنــت عــاينت قـطّ غصـناً
مــرّت بــه نســمة الشــّمال
أحســـن منـــه إذا تثنّـــى
تميلــــه نشـــوة الـــدَّلال
أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن الخطاب الربعي الموصلي، أبو الطيّب شرف الدين ابن الحلاوي. شاعر، من أهل الموصل، فيه ظرف ولطف، وفي شعره رقة وجزالة، رحل في البلاد ومدح الخلفاء والملوك، ودخل في خدمة الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ولبس زيّ الجند، وتوجه معه إلى بلاد العجم للاجتماع بهولاكو، فمرض ومات في الطريق.وترجم له البهاء الإربلي في التذكرة الفخرية قال: (شرف الدين بن أحمد بن الحلاوي الشاعر الموصلي الشاب الحسن، شاعر برز في حلبة الآداب، ورمى أغراض البيان فأصاب، ودعا حسن المعاني فأجاب، له شعر أحسن من نظم العقود وأرق من حلب العنقود، بخاطر أمضى من السيف الصقيل، وذهن أجرى من السيل في صبب المسيل، وبديهة حاضرة تكاد تسبق لمع البرق، وتصوب صوب الودق، رأيته، رحمه الله، وهو شاب حسن حلو الحديث عذب الكلام دمث الأخلاق كثير النادرة توفي سنة ست وخمسين وستمائة بتبريز)