
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تبــدي لـه فـي الخـد مـن نبـط خـط
واخجـل منـه القـد مـا ينبـت الخـط
ولــم نــدر لمــا هــز عامـل قـده
وصـــارم جفنيـــه بأيهمــا يســطو
هـو البـدر وافى في الدجى ليل شعره
يرينـا الثريـا منـه مـا حمل القرط
رحيقـــيّ ثغـــر بـــابلي لـــواحظ
لــه ســالف كـالورد بالمسـك مختـط
مــن الــترك لا وادي إلا ذاك محلــه
ولا داره رمــل المصــلى ولا الســقط
رشــيق إلــى خاقــان يعـزى نجـاره
فمـا مضـر الحمـراء يومـاً لـه رهـط
كليـث الشـرى فـي الحـرب بساوسـطوة
وفـي السلم كالظبي الغرير إذا يعطو
تحــف بــه ليــن المعــاطف مائسـاً
فيمنعــه ثقــل الــروادف أن يخطـو
حمــى ثغـره مـن مشـرف القـد عامـل
لـه نـاظر مـا العـدل فـي شرعه شرط
لــه حـاجب كـالنون خـط ابـن مقلـة
يزينهــا كالخــال فــي خــده نقـط
فللبــدر مــا يثنــى عليـه لثـامه
وللغصــن منـه مـا حـوى ذاك المـرط
يقولـون يحكـي البدر في الحسن وجهه
وبـدر الـدجى عـن ذلـك الحسـن منحط
كمــا شــبهوا غصـن النقـا بقـوامه
لقد بالغوا في المدح للغصن واشتطوا
وليــل كجلبــاب الغــراب أدرعتــه
إلـى أن بـدا للصـبح فـي فـوده وخط
علـى محلـم الأرسـاغ مستخضـد القـرى
غــدا لشــواه فـي ظلام الـدجى خبـط
كمثــل عقــاب الجــو لمــا تسـرعت
إلـى الصـيد من أعلى التباريح تنحط
ســريت بــه والليــل فـي عنفـوانه
فمـــا صــدني إلا ذوائبــه الشــمط
لكـــل رزيــن فــي الأمــور مجــرب
خفيــف علـى ظهـر المطيـة إذ ينطـو
أقـــول لصـــحب مــدلجين تــدرعوا
جلابيـب ليـل عـن سـنا الفجـر ينعطو
إذا جئتــم أرض العواصــم أو بــدت
لكـم غـرة الشـهباء مـن حلـب حطـوا
ففـي سـاحة الملـك العزيـز فعرسـّوا
فمـا نـافع فـي غيـر أبـوابه الحـط
مليــك ينيـل الـدر بـالجود باسـماً
فمــن يــديه سـمط ومـن لفظـه شـمط
فراحتـه قبـض علـى السـيف في الوغى
ولكــن لهــا فـي يـوم نـائله بسـط
مليــك ســما عـن كـل شـكل وأغربـت
مــواهبه عــن نــائل مــاله ضــبط
إذا أنشــد الحرمــان أمـوال غيـره
لمـن خيـره يسـمو النوال فلم ينطوا
فــأمواله مــا زال ينشـدها النـدى
لأيــة حــال حكمــوا فيـك فاشـتطوا
أحمد بن محمد بن أبي الوفاء بن الخطاب الربعي الموصلي، أبو الطيّب شرف الدين ابن الحلاوي. شاعر، من أهل الموصل، فيه ظرف ولطف، وفي شعره رقة وجزالة، رحل في البلاد ومدح الخلفاء والملوك، ودخل في خدمة الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، ولبس زيّ الجند، وتوجه معه إلى بلاد العجم للاجتماع بهولاكو، فمرض ومات في الطريق.وترجم له البهاء الإربلي في التذكرة الفخرية قال: (شرف الدين بن أحمد بن الحلاوي الشاعر الموصلي الشاب الحسن، شاعر برز في حلبة الآداب، ورمى أغراض البيان فأصاب، ودعا حسن المعاني فأجاب، له شعر أحسن من نظم العقود وأرق من حلب العنقود، بخاطر أمضى من السيف الصقيل، وذهن أجرى من السيل في صبب المسيل، وبديهة حاضرة تكاد تسبق لمع البرق، وتصوب صوب الودق، رأيته، رحمه الله، وهو شاب حسن حلو الحديث عذب الكلام دمث الأخلاق كثير النادرة توفي سنة ست وخمسين وستمائة بتبريز)