
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـديعُ الشـيخ جنـةُ مـن يريـد
فريــدٌ والبــديع لــه فريـدُ
براهيــنُ البراعـة والمزايـا
علــى مـا يـدّعى لهمـا شـهود
فريـدين احتمـى بهمـا نفوسـا
وأديانـا مـن العطـب الوجـود
وجيــزا مـا تصـوف مـن وجيـز
أفـاد مـن النفـائس مـا يفيد
أبــاح حمــى غــوامضَ معضـلات
تحــرّمُ ان يحــلّ بهــا شـهود
فزحــزح عــن وجــوه مخـدّراتٍ
مــراود كشــف برقُعِهـا وحيـد
وعودهـا السـهولة فاسـتوى في
فكاهَتهــا المــدرّبُ والبليـد
اجــادةَ كلّــه لفظــا ومعنـى
ونفعــاً مــا يطاولهـا مجيـد
فجــوهر لفظــه زُفَــرٌ صــغير
وعيــن معينــه زُفَــرٌ مديــدُ
وكــل فــؤاد ذي لــب صــحيح
لاســهم وعــظ واضــعه مصــيدُ
بـه جـذب العنـان جـوادُ فهـمٍ
زجـاه الفيـض والنظـر السديد
وفيــه سـر حسـو فـي ارتغـاء
ليقنــع مــن يريـد ويسـتفيد
ويزهــقُ حجـة الغـاوي ودعـوى
مضـَلّلِ مـا نحـا الخلق الرشيد
لجيــد بحــوثه عقــد نحلــى
بـه مـن عاطـل الطرقـات جيـد
وفــي تحجيلهــنَ علــى بهـاء
بخاتمــة ســعادة مــن يريـد
فـإن مـن اعتمى السعداء قطعا
بإشــمام الخصــوص لـه سـعيد
وبــدرا عـم طـالعهُ البرايـا
ولاح لهــم بطلعتــه الســعود
فمـن نظـروا إليـه بعيـن خير
ولــم تطمـس عقـولهم الحقـود
وبــاحوا بالــذي هـو مسـتحقٌ
ولـم يصـم اعتقـادهُم الجحـود
وأدوا مــا يحــقّ لـه عليهـم
فجــدّهُم الكرامــة والمزيــد
وإن صـعدوا بـه فـي طـود عـز
تخِــرُّ لـه الشـوامخُ والريـود
لهـم خيـر الزمـان بـه مقـود
وعنهــم شــر حــادثه مــذود
ومن عكسوا القضايا في انعكاس
فربحهــم الخســارة والكسـود
بهـم عبثـت يـد الحدثان قهراً
وامسـوا فـي الـورى وهم قرود
كـذاك البطـل يخمـد عـن قريب
ونــور الحـق ليـس لـه خمـود
هـل الرعديـد مـن خفقـان قلب
يقــر إذا تقاصــفت الرعــود
وهـل تعـدوا الذئاب على حريم
حمتـه الـبيض والبهـم الأسـود
يعلمهـــم جلاد الحـــق فــردٌ
كتــاب اللّـه سـاعده الشـديد
وناصــرهُ العنايـة والتـوالي
وسـيف النصـر مخـذمه الحصـود
همــام همّـهُ الهمـم العـوالي
وتحــت مـداس اخمصـه السـعود
حمــاه لكــل ذي فــزع إضـاضٌ
إذا صــدمت بكلكلهــا النئود
يحـوط الملـك والملكـوت عينا
وأجنــادُ الجميــع لـه جنـود
وليـس يـرى التَعَزُّزَ من سوى من
يُعِـــزُّ ولا ينهنهــه الوعيــد
لــه مــن هنــد همّتـه حسـامٌ
وءاخــر طــوعَ مقــوله حديـد
فمــن لــم ينهـه هـذا فهـدا
ســيرهقه صــعود ومــا صـعودُ
أمــامٌ أمّ يــمّ يمينــه مــن
أئمّـــة كـــلّ ناحيـــةٍ ورودُ
بمشــهد شخصـه زمـر النـوادي
يكــون لكــل فــائدة شــهود
وان فقــدوه لا فقــدوه بعـدا
فقـد فقـدت يتيمَتَهـا العقـود
لــه شــرفٌ مـن الصـلين تلـدٌ
وءاخــر منــه مكتســبٌ جديـد
كلا شـــرفيه خـــوّلَهُ شــموخاً
يــد الـدهر المؤبّـد لا يبيـد
مجـدد مـا عفتـه مـن المـآتي
يـد البـدع الحـوادث والمحيد
فأصــبحت الديانــة غـبّ محـوٍ
ومعلَمُهــا بــه أطُــمٌ مشــيد
فـإن يكـن الوحيـد لواحـد ما
تقــاومه الجحافــل والحشـود
وان يقـد الانـام إلـى هـداهُم
فــوارث مـن يـدُلُّ ومـن يقـود
وان يسـد الجحاجـح فـي إبـاء
فنسـخةُ مـن يسـوس ومـن يسـود
وان تفـد الوفـود إليـه دفعا
فحـائز شـرط أن تفـد الوفـود
وإن يـك للعـدا اسـدا حريـداً
فمــن هــو شـبله أسـدٌ حريـدُ
وإن يـك للضـعاف أبـا عطوفـا
فشنشــنَةٌ توارثَهــا الجــدودُ
جـواد جـاد بالمهـج الغـوالي
وجـود المـزن ضـنّ بمـا يجـود
لـو اقتسـمت سـماحتَهُ البرايا
لعــز لبخلهــا ابــدا وجـود
ولوحــلّ الســجود لـوجه خلـق
لحَـقّ لـه علـى البشـر السجود
ومــا منــح الالـه لـه تعـدّى
وجـاوزَ أن تحيـط بـه الحـدود
ومــن بركــاته ان لـم تكَلّـف
بــأن تحصـي منـاقبه العبيـد
فلـو هـز الفـتى الهمزيّ عضبي
فصـــاحته وســاعده القصــيد
وثــار الهمــديّ إليـه يفـري
بمــا يفــري وأيــده لبيــد
وحـاول جمعهـم بـالبحث نشـرا
لمـا يطـويه ذا الصدق الحميد
لأعجــز نشــرهم مــن كـل فـن
مـن الفنـع الطـرائف والتليد
وســفه حلمهـم هـرمُ المعـالي
والأمــرد والمكَهّــل والوليـد
فــإن كمــاله مـتروك مـن لا
يحيـــط بكنهــه إلا المجيــد
عليــه مـن السـلام إلـى سـلام
صـــلاة لا يفارقهــا الخلــود
وءال ثــم صــحب مــا تــوقى
شــبا العــادي بجُنّتـه مريـد
ومـا اجتمـع الوفود بباب غوث
فتــم بــه لكلهــم القصــود
الشيخ سيديّ بن المختار بن الهيب الأبييري، الانتشائي.عالم متبحر وشيخ تصوف جليل، وشاعر مكثر محسن، من معالم تاريخ شنقيط، وهو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره. اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها، وكان ملازماً لحرم بن عبد الجليل العلوي، ولما تضلع من علمه، شد الرحل إلى الشيخ مختار الكنتي، ولازمه ستة أشهر ثم مات الشيخ المختار فبقي عند ابنه سيدي محمد المعروف بالخليفة، لقيامه مقام أبيه، فلازمه عشرين سنة يخدمه فيها، حتى برع في معرفة الطريق، وعلم الأسرار، ثم رجع إلى قبيلته أولاد أبيير، فتلقوه بما هو أهله وأكرموه، واعترفوا بفضله، فلم تزل فضائله تبدو، حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل الملك بينهم فلا يعقب أمره، وكان أهلاً لذلك كرماً وحلماً وعلماً، وقدم مراكش أيام المولى عبد الرحمن، ونال حظوة عظيمة من السلطان.له شرح على (لامية الأفعال) لابن مالك، وشرح (مقصورة ابن دريد).