
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا واســع الرحمـات يـا فتـاح
يــا مــن دعــاه لبـابه مفتـاح
يــا بــر يـا رزاق رزقُـك شـامل
تغـــذى بـــه الأرواح والأشــباح
يـا فـارج الهـم المـرِبّ وكاشـفا
كـرب العبيـد إذا دعـوه وبـاحوا
فــرّج كــروب المسـلمين جميعهـم
وأغــث بمــا لهــمُ بــه إصــلاح
أنت المغيث وأنت ذو الرحمى التي
بنزولهــا شــددُ الــورى تنـزاح
فافتـح ووسـع مـا بـه خفَقوا معا
وترادفـــت بوجـــوده الأتـــراح
الــوى اللأي بمعاشــهم وبريشـهم
وبمــا لهــم بوجــوده اسـترواح
فــذه الأراضــي وهـدها ونجادهـا
جـــرُزٌ بهـــا تتخــافق الا رواح
وذه البهـــائم صــائمات كظّمــاً
شـــرعٌ لـــديها مســرحٌ ومــراح
كـادت مـن العجف المخيف تحول عن
حــال الحيـاة فيمـا لهـن بـراح
وذه البغــاة طائفــاً سـدّت بهـا
طـــرق الرفـــاق غــدُوّهم ورواح
مـــا رفقــة تلقــاهمُ الا غــدت
نهبـــا وفيهــا مقتــل وجــراح
وذه الســفائنُ عــوّقت لمـا بـدا
مـــن حزبهـــن تصـــَعّب وجمــاح
يــا ربّ يــا اللّــه صــمدٌ لمـن
صــمدوا إليــه كرامــةٌ ونجــاح
يـا سـامع النجـوى ومشكي من شكا
ومجيـــب مضـــطر دعــاه صــراح
خلــص مــن الـبرحين أمّـة أحمـد
صـــلوات مرســلِه عليــه تفــاح
واجعـل لهـا فرجـاً ومخـرج فسـحة
بهمـا عـن أقـذار الشـرور تـزاح
وأغـــث عبــادك والبلاد برحمــة
تجنــى بهــا الخيـرات والأفـراح
بركــام مــزن ودقــه طبــقٌ روى
متحلـــــبٌ متـــــدفقٌ ســــحّاح
فلرعـــده لجَــبٌ علــى حافــاته
ولـــبرقه فـــي جــوزه تلمــاح
تسـقي الصـواديَ مـن خلاصـة صـفوه
والسـيلُ منـه علـى الـبرا منساح
ينحــط كلكلــه علـى مثـوى أبـي
تلميــت ثــمّ علـى الميـامن راح
يكسـو العـواري مـن ملابـس حـوكه
روضـــا نضـــيرا زهــره فــوّاح
وتعـــم أقطـــار الملا بركــامه
ودعـــاته وبتـــاته المنفـــاح
فـترى الريـاض ذبابهـا هزجاً بها
وعلــى الغصــون لطيرهــن صـداح
وتـرى المـزارع غبطـة يرجـى لمن
قــاموا بخــدمتها غنــى وريـاح
وتجــود أشـجار الثمـار ونجمُهـا
بــأتَمّ مــا يجنــى بهـا ويتـاح
ويعـاض مـن سـغب الـورى شبعُ ومن
حـــال الكآبــة مطــرب ومــزاح
ومـن الجحـود لنعمـة الرب العلى
شــكرٌ لهــا ومــن الفسـوق صـلاح
ومــن البلايــا والمكـاره كلّهـا
شــــكر وعافيــــة وفـــت وفلاح
يـا أرحـم الرحمـا عيالك قد حجا
مــا يقتنيــه القـاحط المجتـاح
فصــغت إليــك قلـوبهم وعيـونهم
واكفّهـــم والســـؤل والالحـــاح
بســـحائب دلـــح ثقـــال حفّــل
مترادفــــات ثقلهــــن قـــراح
فهـم وان كـانوا جفـاة لـم يروا
ربــا ســواك لهــم لــه إلحـاح
يــدع المهـاد برخصـها وبخصـبها
رغــد النعيــم وعيشــهُ زحــزاح
فيهـا الوخامة في المواطن تنتفي
وبهــا يهُـدّ حمـى الحـرام مبـاح
وبهـا الديانـة تنجلـي أنوارهـا
ويصـــونها الامســـاء والاصــباح
وبهـا يمـن علـى العصـاة بتوبـة
يرجـــى لهـــم بوجودهـــا افلاح
وبهـا يمـن علـى المريـد بنفحـة
مـــن نورهــا لفــؤاده مصــباح
وبهــا يلــذ الخلـق طاعـة ربـه
وتُحَـــطّ عنـــه جــرائم وجنــاح
وبهــا لمــن حصـّت قـوادم سـيره
عــن وصــل حــاجته يصــح جنـاح
وبهــا لاربــاب التعلــم ينجلـي
ويهـــون مــا تَتَضــَمّنُ الالــواح
يـا حـي يـا قيـوم يـا أحـدٌ غنى
كــل الخلائق مــن عطــاه متــاح
نحــن العيــال وان جنينـا غـرّة
بشــمول نائلــك الــذي يمتــاحُ
فـاجبر كسـور الحـال منا واستجب
دعواتنـــا ان المجـــاب مــراح
واغفـر وتـب وارحـم وعـاف وردنا
بـــرداء أمــن منــك لا ينصــاح
وامنـن علينـا يـا كريم بخير ما
قــد نــاله مــن فضــلك الصـلاح
واحفـظ بحفظـك يـا حفيـظ معينـا
ولنــا بمــا وليــت بـه الصـلاح
هــذا الــدعاء فمنـك رب إجابـةٌ
أنــت المجيــب الواحـد الفتّـاح
ثــم الصـلاة علـى النـبي وءالـه
وصــحابه مــا تــم عنــه صــلاح
الشيخ سيديّ بن المختار بن الهيب الأبييري، الانتشائي.عالم متبحر وشيخ تصوف جليل، وشاعر مكثر محسن، من معالم تاريخ شنقيط، وهو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره. اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها، وكان ملازماً لحرم بن عبد الجليل العلوي، ولما تضلع من علمه، شد الرحل إلى الشيخ مختار الكنتي، ولازمه ستة أشهر ثم مات الشيخ المختار فبقي عند ابنه سيدي محمد المعروف بالخليفة، لقيامه مقام أبيه، فلازمه عشرين سنة يخدمه فيها، حتى برع في معرفة الطريق، وعلم الأسرار، ثم رجع إلى قبيلته أولاد أبيير، فتلقوه بما هو أهله وأكرموه، واعترفوا بفضله، فلم تزل فضائله تبدو، حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل الملك بينهم فلا يعقب أمره، وكان أهلاً لذلك كرماً وحلماً وعلماً، وقدم مراكش أيام المولى عبد الرحمن، ونال حظوة عظيمة من السلطان.له شرح على (لامية الأفعال) لابن مالك، وشرح (مقصورة ابن دريد).