
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رويـدك بحـر الماء من فيك يعبُرُ
غطَمطَـمُ فيـضٍ منـك أطمـى وأزخـرُ
إذا أنت لم تمسك من السيل جريه
ولــم تتـأدب وازدهـاك التجَبّـر
فشـُدّ علـى غيـظ بنانـك واعلمـن
بأنــك غريــق أيهــا المتكـبر
فلا تغـترر جهلا بمـا منه قد بدا
فليـس لبـابُ الأمـر ما أنت مبصر
فلـو كان في شخص الحقيقة بادياً
مـــذانبُه مــن فيضــه تتَحــدّرُ
وقــدّرت نونـاً ثـمّ رمـت سـباحةً
بطـاميه لـم تعبُر كما كان يعبُر
وكـون كـبير فـي الحقيقـة عـدّه
صـغيراً صـغيرٌ ذو عمـىً ليس ينكَرُ
ألـم تـر أن الشـمسَ تبدو صغيرةً
لمقلـة مـن يرنـو إليهـا وينظُر
وليسـت كمـا تبـدو فـإن بساطها
تضـيقُ بـه السـبع الطباق وتصغُرُ
أتحسـب يـا حلـف الغبا كلّ عابرٍ
كمثـل ابـن ويـس تزدريـه فتغمُرُ
عُـرى العجب من نيطت لسحر فؤاده
ولـم يـتئد لا بـد يلقـى ويقهـر
فشـتان مـا بيـن الخضـمين جريةً
ومــا بيـن سـيل منهمـا يتثَـوّر
فهـذا بسـخي المـاء يجري تدفقا
وذاك بـدر العلـم يطمـو ويزخـر
وهـل يسـتوي نهـر تسـني بحـوته
ومنهمـــرٌ لا يعــتريه التغيــر
وهــل يسـتوى غـورٌ يطـمُّ بغيـره
وغـوث بـه طـم القفـار والأبحـر
بيمنـاه مفتـاح الخـزائن كلهـا
يعلّــلُ منهـا كيـف شـاء ويصـدرُ
ويرعـى حـدود اللّـه في كل نسمة
ويحمـى عـن العـادي حماه وينصر
بـذا شـهدت حـال الزمـان واهله
ومقـولُ حـال الشيء بالصدق أجدر
فشــق أخــي شـأوٍ قصـير غبـارَه
وقســطل مــن ربــاه لا يتصــوّر
مصــاعيد ود لا يحــوم جبالهــا
ويصــعدها الا الشــجاعُ المشـمّرُ
تـراث جـدود حـاول الجـد جـدّهم
فـأدرك منـه ما الحجا عنه يقصُر
توارثهــا عـن كـابر كـلّ كـابر
مصـابيحها فـي سدفة الجهل تزهرُ
ومـن لـم يشـمر ثـم رام صعودها
فقـد حـاول المغـرور مـا يتعذر
ومن يعتقد غير الذي قلت أو يقل
ســواه فمطمــوس البصــيرة أوَرُ
ألا إنـــه عبــد كريــمٌ مكــرّم
بــارث مقـام هـو أعلـى واكـبر
منـاقبه تعيـي الحسـاب وقول من
يحــاول حصــرا فريَــةٌ وتهَــوّرُ
لــه نكتَــةٌ تقضـى بـأن ميّمَمـا
نحـاه علـى شـط المسـاوف يظفـر
وإن رداء اليمــن يضـفو بيمنـه
وكـــل عســـير عســرهُ يتيســر
وانــي فــي عطــف العلا مترفـل
اجــرر اذيــال المنــى متصـدر
تــؤمنني عيــن العنايـة مبـدأ
ومختَتَمـاً مـن كـل مـا كنت أحذر
وبعـد فصـل ثـم سـلم علـى الذي
لــدنه ينــابيع الهـدى تتفَجّـر
وءال وصــحب ثــم نــال سـبيله
إلـى موقـف فيـه الصـحائف تنشَر
الشيخ سيديّ بن المختار بن الهيب الأبييري، الانتشائي.عالم متبحر وشيخ تصوف جليل، وشاعر مكثر محسن، من معالم تاريخ شنقيط، وهو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره. اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها، وكان ملازماً لحرم بن عبد الجليل العلوي، ولما تضلع من علمه، شد الرحل إلى الشيخ مختار الكنتي، ولازمه ستة أشهر ثم مات الشيخ المختار فبقي عند ابنه سيدي محمد المعروف بالخليفة، لقيامه مقام أبيه، فلازمه عشرين سنة يخدمه فيها، حتى برع في معرفة الطريق، وعلم الأسرار، ثم رجع إلى قبيلته أولاد أبيير، فتلقوه بما هو أهله وأكرموه، واعترفوا بفضله، فلم تزل فضائله تبدو، حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل الملك بينهم فلا يعقب أمره، وكان أهلاً لذلك كرماً وحلماً وعلماً، وقدم مراكش أيام المولى عبد الرحمن، ونال حظوة عظيمة من السلطان.له شرح على (لامية الأفعال) لابن مالك، وشرح (مقصورة ابن دريد).