
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رفعــت إلــى مـولايَ جـل شـكيتي
وأمّلـت نشـلي عنـده مـن بليـتي
بليـتُ وهـل يبلـى مريد لمثل ما
بليـت بـه مـن خبـث نفـس غويّـة
إذا رمـت قربـى أبطـأت وتلـدّنت
ومـا هـي فيمـا تشـتهي بالبطية
شــمائل مـن لهـو ونـوم وغفلـة
وجــرم وتأميــل وســوء طويــة
رأت منقضـات الظهـر منها خفيفةً
وعـدّت مواطـاة الهـوى كالمزيـة
حجـاب عماهـا عـن شـهود صفاتها
بــه حجبــت عـن مشـهد الأحديـة
لــذلك افنـت جـدها واجتهادهـا
ومرغبهـا فـي الفانيـات الدنية
يكـاد رضـاها حكـم جـائر نفسها
يمحّـي رضـاها حكـم عـدل القضية
صـحت مـن سحاب الواردات سماؤُها
بعصـف ريـاح الهاجسـات الرديّـة
دعتهـا دواعيها الكواذبُ أن قضت
بإحرازهـا نعـت النفـوس الرضية
رزيتهــا فيمــا تــراه مقرّبـا
ومـا فيـه غير البعد أدهى رزية
يُـرى عينها العميا غوايتها هدى
ومــن يـدعها للغـي لبـت وحيـت
وعـدت الهـي بالاجابـة مـن دعـا
ونــاداك مضــطرا بــاخلاص نيـة
يُقِــرّ بــأن لا ربّ غيـرك جالبـاً
لمـا يرتجـى أو مانعـا من تقية
سألتك يا أللّه ذو الجود والغنى
بـوارث خيـر الخلق مشكى الشكية
ربيـع أجـاديب القلـوب وغيبُهـا
ومنبـت أزهـار المعـاني البهية
لتشـرح لـي صـدري وتكشـف كربتي
بتيسـير أمـري وانقيـاد مطيّـتي
يبلُغُهــا المجهـود سـوق عنايـة
لهــا ســبقت مـن ربهـا أزليـة
إلـى مـا به يغدو البعدي مقرّباً
ويبـدل قبـح الطبـع حسـن سـجية
مـددت إليـك الكـفّ يا خير واهب
فلا تحـرم الخيـر المفـاض يديّتي
رجــائي فـي جـدواك غيـر مصـفّر
وإن صــغُرَت نفــس وجلّـت خطيّـتي
يقينــي وعلمـي إنّ جـودك واسـعٌ
ووعــدك صــدق موثقــان بطيّـتي
أطلـت عكـوفي عنـد بابـك سـيدي
وقرعـي لـه مفتـاح بـاب العطيّة
أجرنـي من الإخفاق واسمح بمطلبي
ولا تخزنـي يـا ربّ بيـن البريـة
مـران العلـى ذلّل لموطىء اخمصي
وزيــن بأسـرار الـولا والمعيـة
يعــز ذليــل يســتعز بعـز مـن
لـه العـز فـي ديمومـة الصمدية
بعـزّ بـه يقـوى الضـعيف ويغتني
أخـو الفقـر عن أجناسه البشريّة
وأزكـى الورى طه الشفيع وسيلتي
إليــك وركنــي دون كــل بليـة
عليــه مـع الآل الكـرام وصـحبه
أتــمّ صــلاة ثــم أوفــى تحيـة
دوام مدى الدنيا وما اختتمت به
فــرائد عقـد الصـفوة النبويـة
الشيخ سيديّ بن المختار بن الهيب الأبييري، الانتشائي.عالم متبحر وشيخ تصوف جليل، وشاعر مكثر محسن، من معالم تاريخ شنقيط، وهو العلم الذي رفع على أهل قطره، واستظل به أهل دهره. اشتغل في شبابه بالعلوم وبرع فيها، وكان ملازماً لحرم بن عبد الجليل العلوي، ولما تضلع من علمه، شد الرحل إلى الشيخ مختار الكنتي، ولازمه ستة أشهر ثم مات الشيخ المختار فبقي عند ابنه سيدي محمد المعروف بالخليفة، لقيامه مقام أبيه، فلازمه عشرين سنة يخدمه فيها، حتى برع في معرفة الطريق، وعلم الأسرار، ثم رجع إلى قبيلته أولاد أبيير، فتلقوه بما هو أهله وأكرموه، واعترفوا بفضله، فلم تزل فضائله تبدو، حتى أذعنت له الزوايا وحسان، وصار مثل الملك بينهم فلا يعقب أمره، وكان أهلاً لذلك كرماً وحلماً وعلماً، وقدم مراكش أيام المولى عبد الرحمن، ونال حظوة عظيمة من السلطان.له شرح على (لامية الأفعال) لابن مالك، وشرح (مقصورة ابن دريد).