
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
والنّــاسُ أقســامٌ ثلاثــةٌ هنـا
فغافِـــلُ مُنهَمــكٌ فــى شــرّنا
وذاك إن كــانَ إعتقــاداً شـركٌ
هــو الجلــىُّ ليــس فيــه شـَكُّ
أو اسـتِناداً فعلى الشِّركِ الخفىّ
قــد انطــوَى بِجَهلِــه المعَنَّـفِ
ثانيهمـــا أصــبَحَ ذا حقيقــةٍ
قـد غـابَ فـى الإحسانِ عن خَلِيقةٍ
لأنّـــهُ يشـــهدُ ربَّــهُ المَلــكُ
عـن كـلِّ أسـبابِ فَنَى من غيرِ شَكّ
وانفَقَــدَ الخلـقُ عـن التصـريفِ
فــى عَينِـهِ عـن رؤيـةِ اللطيـفِ
ذاك عبــــدٌ ظــــاهرٌ عليـــه
حقيقــةُ الكــونِ ســَنا لَــدَيهِ
واجَهـــهُ مُســـتَغرقاً ســـَناها
مُســتَولِياً علــى ضــيا مَـداها
وهـو الـذى قـد سـَلَكَ الطريقـةَ
مؤيّــــدٌ بِنســـبةِ الحَقيقَـــةِ
لكنَّــهُ الغَريــقُ فــى الأنـوار
وقلبُــــهُ مُنطمِــــسُ للآثـــارِ
مسـتوحذُ السـكر علـى مـا صَحوِهِ
وَجَمعِـــهِ لِفَرقِــه فــى مَحــوِهِ
وغــالبُ الفَنــا علــى بَقـائِهِ
مشــاهدُ الحــقِّ لــدى فنــائِهِ
مستَشــرقُ النُّــور وفـى حُضـُوره
بــوَبّه ذُو غَيبَــةٍ فــى نُــورهِ
والصــَّحوُ حــالٌ تَقتَضـِى تصـرّفاً
مـع اختيـارٍ منـه سـابغُ الوَفا
والجمــعُ أن تَشــهدَ مَـولاكَ بـهِ
لا بِســـواهُ فـــائِزاً بِقُربِـــهِ
والفــرقُ بـالحقِّ شـُهُود الخلـقِ
والحـــقِّ ذا حقيقـــةٌ لِفَـــرقِ
شــُهودٍ حَــقَّ لا بِخَلــقٍ الفَنــا
ورؤيــةُ الخَلــقِ بحــقٍّ البَقـا
بـالخلقِ عـدمُ الشـهُودِ الغيبـةُ
ثــمّ الحضــورُ وَصــفُه لا رِيبـةُ
هــو الشــُّعورِ بوجــودِ الخلـقِ
مــع رؤيـةِ الحـقِّ بعيـنِ الحـقِّ
ومنـــه أكمــلَ لعبــدٍ شــُرباً
فــزاد صــَحواً وثــراهُ غائِبـا
فــإزدادَ نــوراً وحضــوراً لـه
ســـبحانَهُ بـــالنور إذ دَلَّــهُ
فجَمعُــــه لفَرقِـــه لا يَحجِـــبُ
وفَرقُــــه لجمعـــهِ مُستَصـــحِبُ
لا يصــدُّه الفنــا عــن البِقـا
كمــا البقـا لا يصـدُّ عـن فنـا
يَفعَـــلُ بالقِســـطِ لِمســـتحِقِّهِ
وإنَّــه المعطــى لـه مِـن حقِّـه
فــأوَّلُ الحـالينِ كـانت عائشـةُ
فيـه بيـومِ الإفـك وهـى طائشـةٌ
أحالهـــا والـــدُها الصــدّيقُ
عنــه لمــا فضــَّلهُ التحقيــقُ
فقــال هلاّ تشــكرين المصــطفى
قـالت لغيـرِ اللـه لـن اختِلـفَ
بالشــكرِ حيــن دَلَّهـا الصـدّيقُ
علـــى مقــامٍ بــالعُلا حَقيــق
مكمّلاً وذا مقـــــامٌ أكمـــــلُ
إثبــاتُهُ الآثــارُ حــالُ أفضـلُ
فصــلُ الخطــابِ للبقـاءِ مثبـتُ
مواقــفُ القــرآنِ حيــنَ يَنعَـتُ
لِــى ولوالِــديكَ أن تشـكرَ قـد
أثبــتَ آثـاراً عليـه المسـتند
وقــال صــلى اللــه مـع سـلامِ
عليــه فـى تحقيـقِ ذا المقلـمِ
لا يشــكرُ اللـهَ امـرؤ لا يشـكرُ
عبـــادَهُ إذ شـــكرهم مُضـــَرَّرُ
أصـــبحت الصــدِّيقةُ المــبرأةُ
فــى ذلـك المقـامِ ذات مَطـرأةَ
عـن شـاهدِ الحـالِ غـدت مصطلمة
لــم تــكُ بالآثـارِ ذاتَ مَعلمـة
غائبـــةٌ لــم تَشــهد الآثــارَ
إلاّ إلهـــاً واحـــداً فهَّـــارا
إنّ اصـــطلاماً غَيبَــةُ الفــؤادِ
عـن كـل مشـهودِ سـوى المَعبُـودِ
لمـا يُـواجِهُ الفـؤادُ مِـن عِظـمِ
جَلالَـةِ المعبُـودِ حـتى صـارَ لَـم
بـــق بـــه مُتَّســـعٌ لِغيـــرِه
للــــهِ مُستســــلِمةً لقهـــرِه
عَظِّـــم لأمٍّ المـــؤمنين شــأناً
فـى ذاك لـم تَّشـهد سـواهُ كَونا
قـد سـُئل الشـيخُ عـن القُرّةِ عن
قــولِ النـبىِّ فأجـاب عـن فطـن
إذ قيــل هــل لغيــرِه هييــبُ
فيهــا لـدى الصـلاة أم مَوهـوبُ
للمصــطفى فقــط فعارفـاً أتـى
مـن الجـوابِ بالذى أحيا الفتى
فقـــال قُــرَّةُ العيــونِ جُــودُ
ومِنحَـــةٌ يمنحهـــا المشــهُودُ
ســبحانه مِــن الشــهودِ فعلـى
زيـادةِ العِرفـانش منـه مُنجَلَـى
قُــــرَّةُ عيـــنٍ ههنـــا زائدةٌ
قاعــــدةٌ تَعقُبُهـــا فـــائدةٌ
وقــد عَلِمــتَ للنــبىِّ شــُهوداً
فـوقَ شـُهودِ الخلـقِ طُـراً جُـوداً
معرفـــةُ النـــبىَّ المشـــهُودِ
أعظــمُ فالعِرفــانُ مــع شـُهودِ
قـد يقتضـِى فـى قـرَّةِ العين لأن
يكــونَ فــى قرَّتِــه أعظـمُ مَـن
يَحُوزُهــا وإنمــا قلنــا هنـا
قُرَّتُـــه مبانــةٌ فــى قولِنــا
كــذاك فــى الصــلاةِ بالشـُّهودِ
ورُؤيــــةُ جِلالـــةِ المشـــهود
إذ هـــو فـــى كلامِــه أشــارَ
لــذاكَ فــى الصــلاةِ إشـتِهاراً
وبالصـــلاة لـــم يَقُــل لأنَّــه
ليــس بهــا تَقَــرُّ قَــطُّ عينُـه
قُـــرَّةَ عينـــهِ غـــدت بربِّــه
لا بشــــــهوده ولا بقُربِـــــهِ
وكيــفَ لا وهــو الــذى يَـدلُّنا
بـــذلك المقــامِ إذ يأمرُنــا
بقــوله أعبُــدهُ كــأن تــراهُ
ومــن محــال أن تــرى ســِواه
حيــن تــراهُ فالمعيَّـةُ إنتَفَـت
وقُــرَّةُ العيــن لـه قـد عُرِفـت
وقـــال قـــائلٌ فقــد تكــونُ
قُرَّتُهـــا بهـــا فشــىءُ هَــونُ
ذاك الجـــوَابُ والــذى مشــبّه
لأنّـــــه بـــــارَزَه منّـــــت
مــن فضـلِ ربّنـا فكيـفَ لا بِهـا
يَفــرَحُ والفــرَحُ بهــا بربِّهـا
بهـــا وكيــفَ لا تكــونُ قُــرَّةً
وكيــفَ عيــنُ لــم تكـن مُقَـرَّةً
فـاعلم بـأنَّ الآيـةَ قـد أومـأت
إلـى الجـوابِ للـذى قـد مَنَحَـت
مســـامعُ الحطـــابِ للجـــوابِ
مســــَمعةُ منــــه بالصـــواب
يقــولُ ربّنــا بـذا فليفرحـوا
ولم يبَقُل من ذا ليكُن ذا الفرحُ
فقُـل لهـم يـا أحمـد ليَفرَحـوا
بالفضـلِ والغحسـانِ مـا يَنفتِـحُ
فَرحُــكَ بــى وفرَحُهــم بفضــلِى
جـاءَ علـى حُكـمِ الصـواب قـولى
وذَر فـــى الخـــوضِ يَلعبـــونَ
ثــمّ قــل اللــهُ تكُـن حَصـُونا
عــن غَيرِنــا ذا مشــربٌ مَنِيـفُ
مَنصــــِبَةُ شــــاهَدَها شـــَريف
نور الدين بن عبد الجبار بن نوري البريفكاني.علامة ملهم، ومدافع عن حقوق الكادحين، وحامي مصالح الفقراء والمساكين، ولد في قرية بريفكان، درس في قريته ثم رحل إلى الموصل طالباً العلم على علمائها الأفاضل،