
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيـن الحجـاز وأيـن لـى كثبـانه
رتعــت بهـا بيـن الربـا غزلانـه
يــا حـادى الاظغـان لاتعجـل بهـا
يـاليت يـوم اليبـن ضـاع أوانـه
بـالله لاتعجـل بهـا نحـو الغضـى
فالصــب تحــرق قلبــه نيرانــه
ان جـزت سلعاسـل عـن المضنى فقد
وجبـــت حشاشــته بــه وجنــانه
وقــف المطــى بلعلــع وبينبــع
فلعــل يســكن للحشــا خفقــانه
لا تســـقها الا اليســير بزمــزم
فالـدمع فـاض علـى الـثرى هتانه
وارحمتــا لمــتيم قلــق الحشـا
يـزداد مـن طـول الجفـا قلقـانه
ان هـب ريـح ربـا الحجاز تصاعدت
زفراتـــه وتزايـــدت أشـــجانه
تحييـه ذكـرى سـاكنى وادى التقا
فتميــل نحــو حــديثهم آذانــه
وتميتــه الزفــرات حـتى ينـبرى
ويســـيل مــن قصــانه جســمانه
يصـبو اذا هبـت صـبا مـن نحـوهم
ولـو ان فـي تلـك الصـبا نيرانه
مــن أيـن ينجـو قلـب صـب عاشـق
أردى حشاشــته الهــوى وهــوانه
مـن أيـن يصـحو فـي المحبة قلبه
مــن ســكره حقبــا وهـذا شـانه
ياويـــح صـــب قلبـــه مترحــل
عـن جسـمه لـم يـدر أيـن مكـانه
مــن دالــه يرثـى وعنـه تنكـرت
أصـــحابه وتجـــاهلت أخـــدانه
يشــتاق غــزلان الحجــاز وطرفـه
فــي حبهـا جفـت الكـرى أجفـانه
ويحــن نحوطــو ويلــع بصــبابة
والبــان مــزق قلبــه هجرانــه
مــاحن نحـو مقـام لهيبـة قلبـه
لمابـــدا بــرق ســرى لمعــانه
وتــذكر الــورد اللذيـذ بزمـزم
الا وهــــانت عنـــده أوطـــانه
يشــتاق ليلــى باللسـان وقلبـه
أسـرته مـن وادى النقـا أغصـانه
بمنـى ألـم لكـى ينال بها المنى
فـارفض مـن عقـد الـدموع جمـانه
ماخــاف بـالخيف الحمـام وانمـا
قصــد الاراك فبــان عنــه بـانه
ماحيلـة المشـتاق ان أخفى الهوى
فـــدموعه فـــي خــده عنــوانه
واذا أشــاع أشـاعت العـذال قـو
لا منكــــر أو يضـــره اعلانـــه
أورام يســلو لــم يجـد لسـلوهم
قلبـا ويـأبى فـي الهـوى سلوانه
يـا أهـل مكـة بالحشـا جـاورتكم
والجــار تكــرم نزلــه جيرانـه
لــى بينكــم قمــر شـغفت بحبـه
وصــحيح وحــدى مــدمعى برهـانه
خيـر الانـام محمـد أعلـى الـورى
شــرفا يفيــض عليكــم احســانه
يــا أهــل مكــة ســدتم بحمــد
فالســكون طــرف أنتــم انسـانه
يــا أهــل مكـة فزتـم يـاليتنى
مـــن اهــل واد انتــم ســكانه
أكــرم بــه بلـدا بسـاكنه سـما
فــوق الســما وترفعــت وديـانه
يســمو علــى كــل البلاد بـأهله
بلـــد حصـــاه لأهلــه مرجــانه
قــد فـاح للسـارى شـميم عـبيره
وتعطــــرت بنســـيمه أردانـــه
مـن يـوم مولـده اسـتبان كمـاله
حيـــث الالـــه بفضــله ديــانه
أنصــاره الأملاك فــي أحــد وفـى
بـــدر وســائر جنهــا أعــوانه
وكفـــى فخــارا أن يــوم مجيئه
ديــن الضــلالة هــدمت أركــانه
والقــس أخـبر بالرسـالة بعـدما
قــد كبكبـت مـن دينـه او ثـانه
والمـاء غـاض مـن البحيرة بعدما
قــد فــاض قبــل محمـد طوفـانه
والشــمس ردت كــى يصــلى خلفـه
جيــش حمـت ديـن الهـدى فرسـانه
والضــب أفصـح والغزالـة أفصـحت
كـــل بـــدا عجمـــد تبيـــانه
والمــاء زاد بكفــه فــروى بـه
جيــش وفـاض علـى الـثرى هملانـه
وبكفــه نطــق الحصــى واسـتحكم
الـدين القـويم وقـد سما بنيانه
وقصــور قيصـر مـن بعيـد مسـافة
عنــت وكســرى قـد وهـى ايـوانه
والجــنّ قـد طـردت بشـهب بعـدما
قـــد ســاء كلا منهــم خســرانه
وغــدا النصـارى دينهـم مـتزلزل
قــالت بفقــد نصــيره رهبــانه
وتفـرد الـدين الحنيفى في الورى
والكفــر زالــت مـذوهى أديـانه
وكفــاه مــن مـولاه مـاهو أهلـه
ديـــن قـــويم محكــم فرقــانه
وبمعجــزات ليــس يحصــى عــدها
الشــعر عنهــا قصــرت أوزانــه
هـــو جنــة للمــؤمنين ورحمــة
قــد عــم كــل موحــد رضــوانه
أو ليـس لـى في الغيب زورة أحمد
فنزيلـــه قــد فرجــت أحزانــه
طــوبى لمــن هــو مــؤمن عجمـد
قــد صـح مـابين الـورى ايمـانه
من أين لى بالشعر مدحك في الورى
واللــه يخصــك بالثنــا قرآنـه
لكــن بمــدحك قــد يفـوز مـتيم
بــالحب متبــول الحشـا ولهـانه
بالمــدح يرجـو أن تكـون شـفيعه
فاحســن لعبــد ســاءه عصــيانه
وتكــون ناصــر ضـعفه كرمـا اذا
مـا الظلم فاض على الورى طغيانه
واحكـم لـه يـا مصـطفى برضا اذا
يـوم القيامـة قـد علـت ميزانـه
ولأهلـــه ولصــحبه وجميــع مــن
هـم فيـك يـاغوث الـورى اخـوانه
صــلى عليــك اللــه والأملاك مـا
قـد فـاح مـن روض الربـا ريحانه
والآل والأصــحاب مـا سـجع الحمـا
م علـى النقـا وتمـايلت أغصـانه
أو قـال مـن يهـوى الحجاز وأرضه
أيـن الحجـاز وأيـن لـى كثبـانه
إبراهيم مرزوق.شاعر مصري، من أهل القاهرة، تعلم في مدرسة الألسن وبرع بالفرنسية وتولى وظائف صغيرة ثم عيّن ناظراً للقلم الإفرنجي بالخرطوم فبقي إلى أن توفي فيها، واعتنى أحد المتأدبين بجمع ديوانه وأدخل فيه ما ليس له وسماه (الدر البهي المنسوق بديوان إبراهيم بك مرزوق- ط)، وله (رحلة السلامة- ط) رسالة مسجعة في بعض ما رآه في السودان.