
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا أمـة شـهد الكتـاب بفضـلها
مــذ قــال فيهـا أخرجـت للنـاس
هـذي الصـحيفة باسـمكم خرجت إلى
فلــك الشــعور وعــالم الإحسـاس
سـبحت الصـحيفة باسمكم خرجت إلى
باســم الخــبير بحرمـة الأجنـاس
وتــوجهت نحــو العبــاب لخوضـه
فــي الحلـتين الحـبر والقرطـاس
كتبــت يراعتهــا علـى أربابهـا
إخلاصــها فــي خدمــة القســطاس
ترنـو إلـى العضد المتين أميرها
نعــم البنــاء مــدعما بأســاس
مـن سـاس قـومه بالعدالة كان من
خيــر الملــوك وخيــرة السـواس
كمليكنــا الــبر الـوفي بعهـده
حــر الضــمير السـاطع النـبراس
يـا أيهـا الشـعب الكريـم تيقظا
هبــت رياحــك والزمــان مواسـي
كـن في المبادي صادقا وافتح لها
نهــج الثبــات وأعيــن الحـراس
كــل لــه وطنيــة يجــري بهــا
تيــاره الصــافي مــع الأنفــاس
فاضــرب علـى الأوتـار ضـربة لازب
واشـرب مـع الأحـرار نخـب الكـاس
وقـل الشـراب مـع النشـيد مسـوغ
وقـل النشـيد مـع الشـراب حماسي
وسـق القلوب الى الموارد واسقها
خمـر الحيـاة وجـس نبـض الحاسـي
وقـس الخطـي بيـن النشاوى ضابطا
مقــدار مــا تخطــوه بالمقيـاس
واصــعد لمرقــاة العلا متــدرجا
فيهــا وحــاذر طفــرة الإرهــاس
وانشـر مباديـك الصـحيحة بينهـم
علنــا وقـل هـل مـن فـتى حسـاس
واجهـر بمـا سـمح الزمـان بجهره
واســلك بنهضــتهم سـبيل سياسـي
واضـرب بسـهمك بيـن اسـهمهم وقل
ســهم الحيــة يشـق قلـب اليـأس
وإذا يكافحــك العصــيب مراسـله
قــل هكـذا عنـد الكفـاح مراسـي
وادفـع خصـومك بـالتي ودع السوى
يضـرب لهـا الأخمـاس فـي الأسـداس
وامـدد إلـى الضـعفا سواعد رحمة
مـا دعهـا الفـظ الغليـظ القاسي
وإذا دعيـت إلـى المـبرة لا تقـل
إن العطــــــاء يجـــــر للإفلاس
مــا كـان مكتنـزا لـه إلا الـذي
غلـــت يــداه بعقــدة الأكيــاس
فاصــرف لعصـر الراشـدين بصـيرة
وانظـر بها الطود العظيم الراسي
كـانوا وكـان الأمـر شـورى بينهم
كــانوا وكـان الحـق غيـر مـداس
لبســوا الفضــائل حلـة منسـوجة
بــدل الــدمقس فكـن خيـر لبـاس
رفـع المصـاحف في المواقف بينهم
قـد صـح فـي الشـورى عليه قياسي
الــدين رائدهــم وهــم حراســه
فافتــح عيونــك لات حيــن نعـاس
مــا كــان ربــك مرســلا لمحمـد
وقفــا علــى جنــس مـن الأجنـاس
أبقــى كتـاب اللـه بيـن عبيـده
مــا شــئتمو فـي تلكـم الأطـراس
هــو مرجـع الإسـلام فـي أحكـامهم
نــور الهـدى مـن ذلـك المقبـاس
وبـــه الخلائف خلفـــت آثارهــا
كبنــي أميــة أو بنــي العبـاس
ساسـوا الممالـك بالعدالة أينما
حلـوا فتـاج العـدل فـوق الـراس
قـس قـول يـا ابن الأكرمين الدين
ســوى اليـوم بينكـم بـأي قيـاس
واذكـر أبـا الحسن المحاذي خصمه
مـذ قـال لـم كنّيتنـي فـي الناس
قــل هـولاء هـم الجـدود فـدونكم
فــي الرشـد سـعي أولئك السـواس
عــار علينـا أن نخـالف خطـة ال
آبـــا فتخطــو خطــوة النكــاس
ولــذا ترابطـت القلـوب ببعضـها
وتكهربــــت بأشـــعة الإحســـاس
وسـعت إلـى استنهاضها سعي الكرا
م فأرضــت الآبــاء فــي الأرمـاس
وأقــامت البرهـان عـن تأهيلهـا
فأبــانت الأثمــار فــي الأغـراس
وتتــابعت رسـل الوفـود وخـاطبت
أحرارهــم فـي القسـط والقسـطاس
وتكفّلـــت صـــحف البلاد وانهــا
نوابهــــــا برعايـــــة الأحلاس
واسـتلفتت نظر المقيم إلى الثما
نيــة البنــود وحرمــة الأحبـاس
ألقى الينا السمع في الشكوى كما
ألقـاه فـي فحـص العليـل نطاسـي
كــل نعلتــه التعشـم فـي الـذي
يبــدو علـى هـذا الحكيـم الاسـي
فاصـدع بما يشفي الغليل فما على
مجـري العدالـة في الورى من باس
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.