
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــدهر دهــر والرجــال رجـال
كـــل ســواء والحــروب ســجال
مـا حادثـات الـدهر غيـر سحابة
وتقشــــــعت فكأنهـــــا أطلال
دون اقتنـاء المجـد كـل كريهـة
فاصــبر لهــا تتحســن الأحـوال
مـا السـجن والإبعـاد عـار إنما
مــا العــار إلا العجـز والإذلال
كـم مـن شـريف فـي القيود مكبل
وفــتى وضــيع ســرّه التجــوال
هـذا يـرى معنـى الحيـاة تنفسا
وســواه ذلــك عنــده القتــال
وتخـــالف الآراء ســـر غـــامض
فـي الكـون لـم تفتـح له أقفال
ومـن الشـقاء تسـلط البسطا على
أولـي العقـول فـداؤها الجهّـال
مــا كـل ذي علـم عنيـت وإنمـا
أعنــي الـذي كـانت لـه أعمـال
مـن مثـل مـن لاقى الخطوب لصالح
الـوطن العزيـز القـائل الفـال
عبـد العزيـز أخي وما أدراك ما
عبـد العزيـز هو الفتى المفضال
طـود الثبات رحى السياسة قطبها
جــو الــدها منطــاده الجـوال
شـمس المعـارف منبع العرفان ما
ذاكرتــــه إلا هـــو الســـيال
مــدحت شــبيبتنا وكامـل تـونس
شــوكت بلادي الأنــور الرئبــال
حـامي الـذمار مصـارع لخطوبهـا
كشـــافها خواضـــها الزلــزال
كونــوه إن كنتــم رجـالا مثلـه
أو حســبكم مــن دونـه الأقـوال
يـا نخبـة الأحـرار فـي خضرائنا
أنتــم وإيــاه لهــا الأنجــال
والابــن واجبــة مــبرته بهــا
وعلــى الكواهـل تحمـل الأثقـال
لا تحســبن الــبر ســهلا إنمــا
جنــات عــدن دونهــا الاهــوال
فبقـدر كـد المـرء يقتطف الجنى
ليــس النشـيط سـيان والمكسـال
يـابن البلاد وفـي يـديك زمامها
والحــل لــو أحببـت والترحـال
إن الـتي اغتصبت بلادك قصدها اس
تغلالهـــا ومبرادنــا اســتقلال
فكلاكمــا أبــدا بلا شــك علــى
طرفــي نقيــض والوفــاق محـال
لا أســتطيع أثيــر قـومي إنمـا
لــي مــن ورا إيقــاظهم آمـال
فتشـــجعوا بمعــارف وتمولــوا
فمعرتـــــان الجهــــل والإقلال
وتوســعوا فــي كـل علـم صـالح
فبـــدونه لا تســـتقيم الحــال
وتســمكوا بالـدين لا تسـتنكفوا
عنــه فإلحــاد الفــتى مخـذال
ليــس المـروق تمـدنا أو إن أح
كــام الكتــاب لكـم هـي الأغلال
إن المـــروق دسيســة غيــاكمو
منهــا ففـي أدوائهـا اسـتفحال
الـدين أقـوى الجامعـات بأسرها
ما الشرك ما الإلحاد ما التمثال
مـالي ابتعـدت تطوحـا عن مقصدي
حـــتى توســع للمقــال مجــال
يحلـو الحـديث ويعذب الإنشاد في
أولــي الـذكاء ويقبـح الإجمـال
مـا ضـاع شـعر قلتـه فـي مثلـه
بـل ذاع بـل ضـربت بـه الأمثـال
عـاد العزيـز وكلنـا فـي شخصـه
عــدنا وعــادت إثــره الأميـال
حيــا معالمنــا وحيتنــا بــه
حيــى الشــعور وشــفه اسـتهلال
واســــتقدمته صــــبابة لبلاده
لا العفــو جـاء بـه ولا الإفضـال
لاقـى المـبرة فـي العواصم كلها
مــــا حــــل إلا حفـــه الإجلال
جـاب البلاد فجـاء تاريخـا يـرى
ولــديه مــن أخبارهــا أحمـال
جـاب البلاد فجـاء سـفرا ناطقـا
يحـوي النفيـس ومـا عسـاه يقال
جـاب البلاد فجـاء كنـزا مثمنـا
وعليـــه تـــاج مجـــادة وجلال
فــاللّه يكلــؤه لنصــرة قـومه
حـــتى تمجــد شخصــه الأجيــال
يـا ابن الخليل إليك من خل وفي
أنشـــودة مضــمونها اســتقبال
تهــتز مــن طــرب لمقــدمك ال
ذي ابتهجــت بـه أنصـاركم والآل
كـل يسـميك الصـديق سـوى الـذي
لســعته مــن حســد لــديك خلال
يـا أيهـا الأسـتاذ للحـزب الذي
يـدعوك شـيخا والمشـائخ زالـوا
أقبـل بحقـك فـي الصداقة دعوتي
إنـــي لمثــل جنــابكم ميــال
إن الصـديق علـى القريـب مفضـل
مـا العـم فـي مقـداره والخـال
حيـث الصـداقة والقرابـة بيننا
حــتى المعــاد حقيقــة وخيـال
هــاك التحيـة تحفـة مـن شـاعر
وهديــة الشــعرا هــي الأقـوال
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.