
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يهــتز صـوتهما الرنيـن
بيــن التهــدج والأنيـن
يتناجيــــان بزفــــرة
رقــت فكــادت لا تــبين
يتوجعــــان ولا مغــــي
ث ولا رحيـــم ولا معيــن
يتبــــادلان أســــاهما
فتحـوم حولهمـا الشـجون
متـــــدليان كلاهمــــا
قـد شـد بالحبـل المتين
فــي ســقف كــوخ علقـا
مــن بعـد تعـذيب مهيـن
أثــر الســياط عليهمـا
يسـتمطر الـدمع الهتـون
يبــدو التعطــف ريثمـا
ترنو العيون إلى العيون
يتعانقــــان وإنمــــا
لا بالشــمال ولا اليميـن
بـل بالتصـادم كلمـا اض
طربـا مـن الجرح الثخين
كفاهمــــا مشــــدودتا
ن فلا حـــراك ولا ســكون
حـــتى تــورمت اليــدا
ن وأثخنـت فيهـا الغضون
كـــل لصــاحبه الصــدى
يحنو القرين على القرين
فــي يــوم عيــد قـدما
كضــحية بيــن البنيــن
ضـغطت علـى رسـغيهما ال
أشـطان وانصـدع الـوتين
مــرت ســوائعها الثمـا
ن عليهمــا مـر السـنين
يتســاءلان عــن الجنــا
يـة عليهمـا مـر السنين
فــإذا بهــا وحيــاتكم
زور وبهتــــان مـــبين
كــل يكــذب فــي يمــي
نــه والمعمــر لا يميـن
رب الكـروم ابـن الكـرا
م وأمــره كــاف ونــون
ولــه علـى رغـم الـبرا
ءة فـي اختلاسهما اليقين
ولــه التصــرف كيفمــا
شــاءت إرادتــه يكــون
والأهليــــون لمثلــــه
خـــول فيــا للأهلييــن
هــــذي دروس قـــد روي
ناهــا عــن المتمـدنين
نعــم الأســاتذة الفطـا
حـل والمـدارس والفنـون
تملــي فتمتليـء المحـا
جـر والمـدامع والجفـون
ســلنا فنحــن شــروحها
سـلنا فنحـن لهـا متـون
فـــي كــل قلــب أنــة
ممــا نلاقــي كــل حيـن
قــالوا أيادينـا عليـه
كــم مـم أنتـم سـاخطون
فأشــارت الأيــدي الـتي
شــلت بأيـدي المحسـنين
كـــانت ولا تـــثريب أف
صـح مـن لسـان الناطقين
لـو لم يك الجاني من ال
مقتــص فــي حصـن حصـين
مــا كـان مثـل دمانفـا
ل راتعـا فـي المطلقيـن
إن كــان مثلــه مطلقـا
فلمــن أعـدوها السـجون
عظـــةٌ تمـــرّ وذكرهــا
مــرّ علــى مـر القـرون
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.