
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رأيـت النـاس أقسـاما
أعاريبـــا وأعجامــا
فقســـم جامــد ثــاو
أمـام القـوم أهرامـا
مشـى عشواء في الظلما
وفـي الأغلاط قـد عامـا
كمثـل الصـخر لم يفهم
ولــو أصــبحت علامــا
يــرى الإسـلام تكفيـرا
يـرى التفكيـر إسـلاما
يـرى الإحجـام إقـداما
يـرى الإقـدام إحجامـا
فهــذا لا يُــرى شـيئا
وإن صــلى وإن صــاما
وقســـم ســـاكن جهلا
وليـس العلـم إلهامـا
مـــن الإذلال دنيــاكم
كسـته اليـوم هنـداما
وكـم قـد جـردت سـيفا
علـى المسـكين صمصاما
فعـاش الـدهر محرومـا
وكــان الــدهر ظلامـا
غفلنــا عنـه تفريطـا
نســينا فيـه أرحامـا
ســكنا دونــه صــرحا
وأســــكناه آكامـــا
ولــو أشــعرته يومـا
بفضـل العلـم إلمامـا
لأمســى فيــه إحســاس
إذا استنهضــته قامـا
ومـا الإنسـان انسـانا
إذا مـا خـاض أو هاما
ومـا الـدنيا لـه مهد
إذا مــا حركـت نامـا
وقســــم قلبـــه دام
وكـان الفقـر إلجامـا
وظيــــف ســـامه ذلا
ومـا أدراك مـا سـاما
يــذوق الـذل ألوانـا
ويســـتجديك إطعامــا
يـرى فـي رزقـه بابـا
ويخشــى فيــه حكامـا
وبــاري الخلــق رزاق
رعــاك اللــه قسـاما
وكـــم للّــه أبــواب
أعــدت منــه إنعامـا
فمــا للعبـد مقناطـا
ومــا للعبـد مسـئاما
يــرى الحكـام آسـادا
يـرى الـديوان آجامـا
درى أحوالهـــا لكــن
يراعـي الحكـم كتامـا
صــبورا لابثــا دهـرا
يغطـي الزهـر أكمامـا
رؤوس الشــهر أعيــاد
لــه يرعــاه أيامــا
فكــان العضــو معتلا
يزيــد النــاس آلامـا
وقســـم حــاكم طــاغ
يسـوق النـاس أنعامـا
أنــــاني بلا ريــــب
يـرى الأحـرار أخصـاما
ذئاب فـــي مراعينــا
رأت فـي الحـي أغناما
دعونـــاهم لدســـتور
فكـانوا فيـه أصـناما
وقـالوا كـم منحنـاكم
مـن الخيـرات أنعامـا
وهــذا مطلــب منكــم
مشـــط زاد إجرامـــا
وإنــا بيننــا عهــد
نشــرنا فيــه أعلامـا
نقيّـض فيـه مـا قلتـم
ولــم نلحقـه إتمامـا
فقلنـا القـول مـردود
وليــس الحـق إكرامـا
جـرى القـانون تاريخا
فـأجروا فيـه إيهامـا
وزدنــا فيـه غيضـاحا
فـزادوا فيـه إبهامـا
وقــالوا هكـذا نحيـا
أعاريبـــا وأروامــا
فقلنــا الحـق سـوانا
سنشــفي منـه أسـقاما
وأنــا قــد فتحناهـا
بكــف العـدل أختامـا
وقســم خــائن يمشــي
وراء النــاس نمّامــا
فلا جنســـا ولا دينــا
يــداجي الكـل نهامـا
يـبيع الـدين بالدنيا
ولا دامـــت ولا دامــا
هـي النقـدان أنصـابا
يراعيهـــا وأزلامـــا
إذا مــا قيـل دينـار
علـى وجـه الثرى هاما
وفــي الأعـراض إعـراض
لـه يكفـي بـذا ذامـا
وقســم خــائف يــدري
غـدا فـي النـاس حلّاما
يــرى الأحكــام أغلالا
يـرى الشـرطي ضـرغاما
كزنبــــور بلا شـــهد
وخمـر لـم تجـد جامـا
غدوا في القول أرواحا
وفـي الأعمـال أجسـاما
فقـل أجدى الورى نفعا
لهـم مـن كـان مقداما
وقســم ســاخر يهــذي
يزيـد القلـب إضـراما
يعيــب النـاس نقّـادا
علــى الأفكـار هجامـا
إذا اســتبحثته عـادي
إذا استنصــحته لامــا
إذا اســتدنيته يعـدو
وراء النــأي إفصـاما
نــراه نــاظرا شـزرا
علــى الأعمـال بسـاما
يرانــا دونــه فكـرا
وحيــدا بــات فهامـا
فعـاش الـدهر ممقوتـا
حسـودا في الهوى عاما
وقســـم عـــارف حــيّ
يــرى الإذلال إعــداما
بصـيرا إن مشـى يمشـي
وراء الفكــر عزامــا
يقيـم الليـل يقظانـا
يخــوض البحـر عوامـا
وفــي الأحـوال منطـاد
علــى أسـرارها حامـا
وفــي الأيــام منظـار
يراهـا العام فالعاما
وفـي الديجور طلاع الث
نايــا بــات قوامــا
يـرى الأشـياء تفصـيلا
ويـذكي الفكـر نجامـا
خــبير بالــدنا حقـا
يــرى للـدهر أحكامـا
إذا تقضــي بشـيء مـا
غـدا المقضـي إلزامـا
ولاح قــــام مخزيـــا
جنونـا رام مـا رامـا
يقـول القوم ما زالوا
صــغارا ليتــه صـاما
فقـل هـب عنـدنا فـرد
ولسـنا الحـق أقوامـا
فضــعه بيــن أصــفار
تــر الأصـفار أرقامـا
بنـي الخضـراء إخواني
بنـي الدسـتور ارغاما
أبينــوا أنكــم أهـل
ولا تبقـــون أقســاما
فحيــوا فيـه أسـتاذا
وحيــوا فيـه حاخامـا
ومــدوا للإخــا أيـدي
كمــو هـودوا وإسـلاما
وقوفــا فــي مصــلاكم
إذا كـــبرت إحرامــا
أنـا مـا بينكـم صـوت
بكــم أصــبحت نظامـا
نشــيدا بينكــم هـذا
تغنــوا فيـه أنغامـا
بألحــــان شــــجيات
تزيـد القلـب إضـراما
وقولــو نحــن أحـرار
نشـرنا اليـوم أعلامـا
وهـذا الصـوت دسـتوري
فتحنــا عنـه أفمامـا
رفعنــــاه كنيـــران
علـــى الأعلام أعلامــا
كتبنــا مــا كتبنـاه
بإحســاس كتبنــا مـا
وفــي الإحســاس أسـلاك
جـرت فـي الناس أقلاما
دعونــا للإخـا فـاعلم
أعاريبـــا وأعجامــا
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.