
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـم الإحسـاس أصـبح في افترار
فمــا للمــدلجين وللــدراري
وفـي الـديجور أومضت الثنايا
فبـات الفجـر يـوذن بالنهـار
بـوارق مـن خلال السـحب تبـدو
فيقبـس مـن أشـعتها المـواري
أمـا طـت عن محيا القطر سترا
فيــا للّـه مـا تحـت السـتار
ومـا خلـف الحجـاب سـوى ركاز
كمـا قـص الكتـاب عـن الجدار
يـد الملـوان قـد نسجت خيوطا
عليـه وأضـمرته يـد المـواري
تعـاقبت الليـالي وهـو فيهـا
مـــع الأفلاك بالأفكــار ســار
وكـأن الشـمس غشـتها الدياجي
وأطلعهـا فأضـحت فـي احمـرار
وحلـق بازيـا ينـوي اصـطيادا
فجـاب الجـو يبحث في البراري
جميـع الطيـر بيـن يديه ألقت
مــع افعجـاب أجنحـة المطـار
ومــا هـو غيـر إحسـاس شـريف
شـعرت بـأنه فـي النفـس جاري
وحســبك بالشــعور إذا ترقـى
وأجـرى سلسـبيله فـي المجاري
فكـم بعـث الحيـاة إلـى نفوس
فأرجعهـا وكـانت فـي احتضـار
وقلــدها شــريط العـز فخـرا
فبـات الشـأن مرفـوع المنـار
وكـم نفثـت بـه الألبـاب سحرا
وكـم أجـرى ببحـره مـن جـوار
وكـم رضـعت لبـانه مـن شـعوب
صــغار فــارتقت بـه للكبـار
وكـم رفعـوا بـه للحـق صـوتا
فأصــبح لابســا تـاج الوقـار
وكــم نهضــت بـه همـم وهبـت
علـى الضـعفاء أرواح انتصـار
إلى التاريخ في الأمم اللواتي
طواهـا الدهر نظرة ذي اعتبار
ودونــك مـن دنـانه كـأس راح
تنـوب لـديك عـن كـأس العقار
ولا تشـــرب بأقـــداح صــغار
فقـد ضـاق الزمـان عن الصغار
وشــنف بالمكــارم كــل سـمع
ورددهــا بســجعات الكنــاري
وخصـص مـن بنـات الفكـر جوقا
فعشـاق الروايـة فـي انتظـار
وسـر بيـن الـورى سير اعتدال
وكـن مـن حاسـديك علـى حـذار
وفنــد مــا تقـوله المنـاوي
بتحقيقــات حــبر ذي اقتـدار
وقـل مـن للعنـادل كـان يصغي
فلا يصــغي لتنهيــق الحمــار
وحـافظ عـن كيانـك فـي وجـود
ولا تنظــر لــه نظـر احتقـار
وبـادر فـي الريـاض لقطف زهر
فـإن العـود أصـبح في اخضرار
وحــدث عـن جـدودك بالمزايـا
ولــو كــانت مزايـاهم كنـار
ودبـج فـي الصـحائف ما روينا
ليصـبح مـا رقمتـه في انتشار
فحبـات الجـواهر فـي انتظـام
وطاقـات الأزاهـر فـي انتشـار
وقـل تزكـو شـبيبتنا إذا مـا
جنـان الفكـر منها في ازدهار
وقـاوم مـا أقامتـك الـدواعي
مـن العقبـات أحجـار العثـار
وحــرض عـن صـحيحات المبـادي
جهــارا فـي جهـار فـي جهـار
وقـل هـذا شـعور الشـعب أبدى
أمــانيه لتصـبح فـي اشـتهار
وخــذ بيمينـه نحـو المعـالي
وخـض مـع من يخوضه في الغمار
ولـج بـاب الحظـوظ وقـل سـلام
علـى الأحـرار فـي هذي الديار
ولا تنظــر لنفســك بــازدراء
فمـا سـخر الحديد سوى البخار
وحيعـل فـي الأنـام على اتحاد
لينطــق جمعنـا بفـم افتخـار
فــإن الصـفر ينطـق بانضـمام
مـع الأرقام في العدد الغباري
وفـي كنـف الأميـر لنـا ذمـار
ومثلـه مـن يـذب عـن الـذمار
وفــي تصـريحه الرسـمي معنـى
يــدل علــى مسـاعيه الكبـار
وفـي ذاك التنـازل منـه مغزى
يشــف عـن التنـازل باختيـار
وفـي ذاك الصـنيع لنـا دليـل
ينــم علــى أيـاديه الغـزار
وفـي الوطن العزيز لنا أماني
يحقّقهــا السياســيّ المـداري
فكـن يـابن البلاد حليـف صـدق
وإخلاص وقـــل هـــذا شــعاري
ودونـك فـي المطالب من صداها
ســميعا رافعـا صـوت الحصـار
وشــاهد مـن بوارقهـا بريقـا
يريــك بــأنّ زنـد الحـق وار
وقـل إنـا فتحنـا اليوم بابا
إلـى الإنصـاف مرفـوع السـتار
وردد صــوتك الرنــان فيهــا
رنيــن الأكرميـن مـن النضـار
وسـر بـك للأمـام وقـل هلمـوا
إلــى الدسـتور هيّـا للبـدار
لنلبـس تـونس الخضـراء تاجـا
وينــزع شـعبنا ثـوب الصـغار
محمد الشاذلي بن محمد المنجي بن مصطفى خزنه دار.شاعر تونسي، أصله من المماليك، نشأ في بلاط تونس، وولي فيه بعض الأعمال، وأقيل أو استقال، في خلال الحركة (الدستورية) إثر موت الأمير محمد الناصر (سنة 1340هـ)، فسلك طريق المعارضة السياسية، مع ما يسمونه الاعتدال، قال أحد الكاتبين عنه: (كان حليف الشعب، وشاعر حركاته، ولو نظرنا في دواوين شعره لأمكننا أن نستخرج تقويماً سياسياً لتونس في نصف قرن).له (ديوان شعر - ط)، ومسامرة سماها (حياة الشعر وأطواره - ط)، وكان له باع في الأدب الشعبي، وأغان.