
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَظــاعِنونَ فَنَبكــي أَم مُقيمونــا
إِنّــا لَفـي غَفلَـةٍ عَمّـا تُريـدونا
أَنكَـرتُ مَـن وُدَّكُـم مـا كُنتُ أَعرِفُهُ
مـا أَنتُـمُ لـي كَما كُنتُم تَكونونا
لا ســَيءٌّ عِنــدَكُم يُغنــي وَلا حَسـَنٌ
فَالمُحســِنونَ ســَواءٌ وَالمُسـيئونا
هَـل تُنكِـرون وُقـوفي عِنـدَ دارِكُـمُ
نِصـفَ النَهـارِ وَأَهلُ الدارِ هادونا
نَشـكو الظَمـاءَ وَما نَشكوه عَن عَطَشٍ
لَكِــن لِغُلَّــةِ قَلـبٍ بـاتَ مَحزونـا
إِن كـانَ يَنفَعُكُـم مـا تَصنَعونَ بِنا
وَسـَرَّكُم طـولُ مـا نَلقـى فَزيـدونا
يـا فَـوزُ مـا مَلَّنـي حَقّـاً رَسولُكُم
حَتّـى مَلِلتُـم وَمـا كُنتُـم تَمَلّونـا
وَلا اِســتَخَفَّ بِــأَمرٍ لــي أُعَظِّمُــهُ
حَتّــى رَآكُــم بِــأَمري تَسـتَخِفّونا
لَـو كُنـتُ أَشكو إِلى قَومٍ قَتَلتُ لَهُم
نَفسـاً لَظَلّـوا لِمـا أَشكوهُ يَبكونا
وَأَنتُـمُ أَهـلَ وُدّي قَـد شـُغِفَتُ بَكُـم
تَبلـى عِظـامي وَأَنتُـم لا تُبالونـا
كَـأَنَّني وَالهَـوى فـي الأَرضِ يَطرُدُني
مِن قَومِ موسى الأُلى كانوا يَتيهونا
وَمــا مَـرَرتُ بِقَـومٍ فـي مَجالِسـِهم
إِلاّ ســـَمِعتُهُمُ فينـــا يَخوضــونا
وَقَـد أَمِنّـا عَلـى أَسـرارِنا نَفَـراً
كــانوا كَـأَولادِ يَعقـوبٍ يَخونونـا
وَيـحَ المُحِبّيـنَ مـا أَشقى جُدودَهُمُ
إِن كـانَ مِثـلُ الَّذي بي بِالمُحِبّينا
يَشـقونَ فـي هَـذِهِ الـدُنيا بِعِشقِهِمُ
لا يُــدرِكونَ بِــهِ دُنيـا وَلا دينـا
يَــرِقُّ قَلــبي لِأَهـلِ العِشـقِ أَنَّهُـمُ
إِذا رَأَونــي وَمـا أَلقـى يَرِقّونـا
أَبكـي وَمِثلـي بَكـى مِـن حُبِّ جارِيَةٍ
لَـم يَجعَلِ اللَهُ لي في قَلبِها لينا
يـا فـوزُ كَـم مِن ذَوي ضِغنٍ رَأَيتُهُمُ
يَنهَــونَ عَنــكِ وَلَكِـن لا يُطاعونـا
وَلا نُبــاليهِمُ إِذ قَـد وَثِقـتِ بِنـا
أَيُكثِـــرونَ كَلامـــاً أَم يُقِلّونــا
وفي الأغاني للأصفهاني عن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر أنه قال: رأيت نسخاً من شعر العباس بن الأحنف بخراسان، وكان عليها مكتوب: "شعر الأمير أبي الفضل العباس ".وفيه عن يموت بن المزرع أنه قال: سمعت خالي "يعني الجاحظ" يقول: لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاماً وخاطراً ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح ولا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعراً لزم فناً واحداً لزومه فأحسن فيه وكثر.