
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كـم لنفسـي مـن مـأربٍ تستطيبُ
مـا لهـا إن سـرت إليـه رقيبُ
بجنـاح الخيـال ابلغ في الدج
يـة منـه مـا لـم ينله الأريب
كنـت فـي ليلـة حزينـاً كئيباً
مسـتهاماً وفـي الفـؤاد كـروب
أيـن بـاب الخلاص من قلق البا
ل وهـم البلبـال أيـن الهروب
لـم أجـد مصـرفاً لغمـي وحزني
غيـر رحـب الفضـاء فهـو طبيب
سـاد فـي الليل والطبيعة صمت
وســـكونٌ بـــه الظلام رهيــب
سـرت لا أهتـدي السـبيل ولا أي
ن مســـاري تخبطــاً لا أثــوب
همــت والنجـم رائدي وسـميري
فـــي خلاءٍ لــه خيــال مهــب
بينمــا كنــت آخــذاً بطريـقٍ
وعـــرةٍ راع مســـمعي دبيــب
وبـدا لي تلألؤ الكهرباء اللا
زوردي ثــــم قصـــرٌ عجيـــب
ومنــادٍ لــديه ينشــد شـعراً
يجلـب البشـر قـال وهـو طروب
ان هذا بيت البشائر يُجلى اله
م عنــا بــه النفــوس تطيـب
فتقـــدمت نحـــوه فحبـــاني
ملـء فيـه الاينـاس والـترحيب
وانحنــى بالسـلام أهلاً وسـهلاً
باحتفــاء يحـار فيـه الأديـب
ودخلنـــا حديقــة ذات زهــر
يــانع فـي ربـاه غصـنٌ رطيـب
ألـقَ النـور بالمصـابيح فيها
فـازدهى فـي الطريق فرش قشيب
انتهينــا إلــى قبـابٍ حسـانٍ
مشــرقات يزينهــا التحــديب
مدهشـــاتٌ رســومها بــاهراتٌ
وبتهــذيبها انجلـى التـذهيب
سـبعةٌ كالبـدور فيهـا جمـالاً
كيـف تنجـو مـن سحرهن القلوب
فتيـــــات ســـــيماؤهن جلالٌ
يخسـأ الطـرف عنـدهن المريـب
لا بسـات الحلـي مـن سندسٍ خضرٍ
واســــتبرق شـــذاهن طيـــب
قُمـن لـي فـاختلبن لـبى بقـدٍّ
دون أوصـافه النقـا والكـثيب
فتغلغـــت بالكمـــال وحيــي
ت بغــــضٍ تحيـــة لا تريـــب
فــرددن الســلام أحســن منـه
وكـــأني أخٌ أتـــى لا غريــبُ
ثـم أعـددن لـي مكانـاً عليـاً
ينجلــي فيـه صـدرهُ المكـروب
واجتلبـن السـرور يشـرح صدري
ففـــؤادي بلطفهـــا مجــذوب
وجــرى بيننــا حــديثٌ حصـيفٌ
فــي أســاليب جمــة فنجــوب
ورأيــت الجمـال منهـن يسـمو
بكمــال الآداب نعــم النصـيب
قلـت مـا رأيكـن فـي مصر اني
يبتلينـي مـن أمرهـا التعذيب
ولعـل الـذي أتـى بـي اليكـن
شـــريداً ســـرٌّ لــه تعريــب
فأجـابت كـلٌّ بـبيت مـن الشعر
بــديع فــي رأيهــا لا يخيـب
واســتهلت زبيــدةٌ بابتســام
يفتـن اللـب ثغرهـا المحبـوب
إن مصـراً لهـا السـعود نصـيب
حيــث عبــاس مالــك وحــبيب
ثـم قـالت ضـياءُ والقـول عذبٌ
منه يروى الصدى وينفي اللغوب
رفعـة المجـد شـأوها وذراهـا
ولهـا فـي الصـعاب صـدر رحيب
بعــدها هنـد أبـدعت وأجـادت
بمقــالٍ لــه أفــاق السـليب
إنهــا جنــة يطيــب جناهــا
يــوم يرتــد حقهـا المغصـوب
ثــم قــالت ســكينة بســكون
راعنـي فيـه حسـنها الموهـوب
إنهـا فتنـة الـورى مـن ملوك
وصــعاليك نيلهــا والخصــيب
بعــدها قـالت البديعـة شـمس
قـول صـدقٍ لـه اشـرأبَّ الأديـب
إن أبناءهـــا عــزازٌ كــرام
منهـم الشـهم والـذكي النجيب
اتبعتهــا ليلـي بوصـف جميـل
صـح طـول المـدى بـه التشبيب
إنهـا غـرة تضـيئ جبين الدهر
حســــناً وكـــوكبٌ لا يغيـــب
وأتــت زينــب بفصــل خطــاب
ليتنــي فيـه شـاعرٌ أو خطيـب
إن مصــراً ســتبلغ اســتقلالا
تحـت ظـل العبـاس وهـو قريـب
يـا لبشـرى لمصر حققها الله
لقـومي وهـو السـميع المجيـب
وهــي أمنيــة وغايــة قصــدٍ
كــل قلــب لهـا طمـوحٌ رغـوب
كــلُّ فـردٍ منـا يجاهـد فيهـا
آملاً ان يصـــيب يــوم يصــيب
راجيـاً بالثبات في طلب المجد
بلــوغ لنــي وعيشــا يطيــب
ولنــا الصـبر للنجـاح جميـلٌ
وإلـى اللـه فـي الأمـور ننيب
هــي واللـه سـاعةٌ مـن سـعود
عمنــي مــن روائهــا شـؤبوب
بيـن سـاعات فـترةٍ مـن حياتي
هــي منهــا وغيرهــا محسـوب
ايقظتنـي بالصـبح شـمس خيالي
واعــترتني حقيقــة تســتريب
عبد العزيز صبري الخياري.أديب شاعر، من أهل قرية (الخيارية) من الوجه القبلي بمصر.له (ديوان شعر - ط) الأول منه، و(أنفس الأعلاق في مكارم الأخلاق - ط) رسالة، و(زهرة الصبا - ط) و(تذكار الحجاز - ط) رحلته للحج سنة 1341هـ، و(زهرات وثمرات) مجموعة قصص شعري وأدب عصري فرغ من تأليفه في العشرين من رجب سنة 1343هـ.