هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الــروح تبلــغ ابعــد الرغبـات
بعــد الحجــاب وارفـع الـدرجات
والجسـم سـجن مـانع فـرص المنـى
فــي اكــثر الحركـات والسـكنات
يـا ليلـةً روحـي بهـا قـد افلتت
مـن سـجنها ترتـاد فـي الظلمـات
بالمسـرح الاعلـى ارتقـت وتنعمـت
بمنــــازل تكتــــظ بـــالحفلات
وتــأهلت بصــواحب حفلــة بهــا
وتمتعـــت بفســـيحة العرصـــات
مــا الكهربـاءُ تألقـاً الا الظلا
م إذا اضــاء العــرش باللمحـات
وزخــارف الـدنيا وبهجـةُ حسـنها
الا القفـــار بجـــانب الجنــات
والغانيـــات بــدلها وجمالهــا
الا لتلـــك الحـــور كالقينــات
عقــد النظــام صــفوفهن محيطـةً
بالوارفـــات بديعــة الحلقــات
يــذكرن اســماء المهيمـن ركعـاً
متخشـــعات الـــذكر والصــلوات
مقـــلٌ تغـــض مهابــةً وطهــارةً
وتفيــض دمعــاً لا مــن الحسـرات
لكـن هـو الحب اللذيذ على القلو
ب يولــد الابكــاء فــي اللـذات
ومرتـل القـرآن يقـرأ سورة الرح
مــــــن ذي الآلاء والرحمـــــات
وانـا السـليب فلـو اتيت بمهجتي
لتهتكـــت بمصـــارع النغمـــات
لكــن صــفات الطـاهرات ملكننـي
بيــد الخشــوع ومســتقر عظــات
علموا بأني هارب من عالم الدنيا
فزادونــــي مــــن النفحــــات
روحٌ معذبــــة تحقـــق برؤهـــا
ممــا الــم بهــا مـن النزغـات
طــابت فـولت وجههـا شـطر العلا
تــدعو الالــه باصــرح الـدعوات
رب العبــاد وخــالق الاكـوان اس
ألــك الهـدى والفضـل والبركـات
مصــرُ كنانتــك الكريمـة جـذلها
بمعونــــةٍ لفلاحهــــا وهبـــات
هبهـا السـلامة والكرامـة والعلا
وابعــث بهـا مـن ربقـةٍ وامـوات
ادعـو اليـك بحرمـة البيت المني
ف الطــاهر المســتوثق الحرمـات
وبحـق احمـد فـي الشـدائد صـاحب
الـدعوات فـي الخلـوات والغزوات
ان تكشـف الضـراء عـن مصـر التي
هـــي كالعليــل بحاجــةٍ لاســاة
وانشـر بهـا ريـح الحيـاة فانها
روض النــدى والنيــل والثمـرات
بلد الفراعنة الأولى بلغوا الذرى
وفخـــارهم بـــاقٍ بكــل حيــاةِ
وقضـت قرونـاً بعـدهم فيهـا خبـا
نــور العلا وهــوت بغــور سـبات
حـتى اتـى الإسـلام فانقشـع الظلا
م وبـان نـور العلـم فـي مشـكاة
وتمتعـــت بســعوده زمنــاً بــه
عاشــت بنيــل الفضـل والرغبـات
وقضـيت مـا هـو حاضـر فارحم بلا
داً بالاســـى تســتمطر العــبرات
وانهـض بهـا من رقدة الجهل الذي
فيــه الــردى وكفــى بــه مثلات
واعــد لهـا اسـتقلالها وجمالهـا
تســـمو إلــى أوج العلا درجــات
واقــم لهـا مجـداً تجلـى سـالفاً
باحاســـــن الاداب والعــــادات
وادم لهـا صـرح السـعادة ثابتـاً
اركــانه بــالعلم خيــر ثبــات
وانصـر رجـال الفضـل والاصلاح وال
علــم الصــحيح وقـادة الحركـات
البـــاذلين نفوســهم لكمالهــا
وفخارهــا فــي اشــرف الغايـات
يـا رب ان الفضـل منك اعز اقدار
الأولـــى فـــازوا بخيــر صــلات
امــمٌ غـدت بعـد الشـقاء سـعيدة
كـــانت ومصـــر عليـــة ســفلات
جـدد لهـا تلـك القـوى حـتى بها
تتحقــــق الآمـــالُ بالعزمـــات
ولأنـت اكـرم مـن سـألت ومـن بـه
نرجــو نــوال الفضـل والحسـنات
عبد العزيز صبري الخياري.أديب شاعر، من أهل قرية (الخيارية) من الوجه القبلي بمصر.له (ديوان شعر - ط) الأول منه، و(أنفس الأعلاق في مكارم الأخلاق - ط) رسالة، و(زهرة الصبا - ط) و(تذكار الحجاز - ط) رحلته للحج سنة 1341هـ، و(زهرات وثمرات) مجموعة قصص شعري وأدب عصري فرغ من تأليفه في العشرين من رجب سنة 1343هـ.
