
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الرقـة البيضـاء تشكو ولا
يعلــم الا اللـه أحزانهـا
فـاخبث الخلـق بهـا عـاكف
علــى الأذى يفـد إيمانهـا
اكــذب خـداع وشـر الـورى
بـاغ غـدا يظلـم فنيانهـا
قـد سـلب الدولـة أموالها
وانكـر النعمـة بـل خانها
وكــم اتــى منكـرة حقهـا
أن تسـلب المنصـب معوانها
فـاظهر التوبـة عـن جرمـه
لكنــه اســتبطن عصـيانها
حـتى إذا عـاد إلـى منصـب
ســواه قـد آمـن حرمانهـا
أغـراه مـا لاقاه من حلمها
فلـم يـزل يغمـط إحسـانها
وهـــذه الرقـــة مبلــوة
بــه ولا تعلــم طغيانهــا
قـد جـرد البارز من لحمها
ويـات ذئبـا يرتعـي ضأنها
وقـد اتاهـا عاريا فاكتسى
بـالخز واسـتحقر اعيانهـا
وظــل فيهـا آمـرا مثلمـا
لـو كـان واليهـا وخزانها
أعــوذ بـالله فمـذ حلهـا
أيقــظ للفتنــة شـيطانها
أمسى مدير المال فيها وقد
ادار مــا خــرب عمرانهـا
يمـد بـالمكر شـباكا غـدت
اقــواله تنســج بهتانهـا
فيقنـص الطـائر فـي جوها
ويســلب الافـراس فرسـانها
حـتى غـدت تصـرخ يا للملا
مــن جـائر مـزق لحماتهـا
اللـه يـا ناظم شمل العلا
والعدل في تأديب من شانها
الرقــــة منــــه فمـــا
يصــلح الا عزلــه شــأنها
ودمـت فينـا حاكمـا منصفا
يـا مقلـة الفضل وإنسانها
ما قال ذو الطاعة يا ربنا
صـن دولـة العدل وسلطانها
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.