
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زرت لنـدنّ ربّـة المـدن والشـم
س تجلـت انوارهـا فـي الريـاض
نعمــة تلــك لسـت أجحـدها إذ
أفـــق لنــدن دائم الانقبــاض
ان تكـن شمسـها قد احتجبت فال
نـور فيهـا كـالبرق في الايماض
غيـر انـي وجـدتها جنـب بـاري
ز الفتـاة الهيفاء ذات المخاض
كهلـــة إن تســترت أو تعــرت
شـيب منهـا الجمـال بالانقبـاض
لو يكون الجمال في بسطة الجسم
لحـــازته دون وجــه اعــتراض
فلهـــا كـــل شــارع كليــال
مــن اشـد الشـتا طـوال عـراض
ولهــا مــن قصـورها كـل قصـر
يـترك الطـرف حاسرا في انخفاض
ولهـا كـل متحـف قـد حـوى مـا
عــز مــن جــوهر ومـن أعـراض
ولهــا مــن جنانهــا كـل روض
مفــرد الاخضـرار بيـن الريـاض
ثـم فيها التأميز كالسين يجري
وكــثير مــن واسـعات الحيـاض
وجـــرت تحـــت أرضـــها عجلات
حســن اتقانهـا وراء التقاضـي
حركتهـــا للكهربـــاء ايــاد
حاضـر الأمـر عنـدها فعـل مـاض
ومغــان للهــو والأنــس فيهـا
مــا تحـب النفـوس مـن أغـراض
ونســاء يعرضـن فـي سـوق فسـق
ويبعـــن الأعـــراض بــالأعراض
ثــم فيهـا مـن المحاسـن والاض
اد مـا فـي بـاريز ذات الارباض
غيـر ان الجمـال ليـس يروق ال
عيـــن الا بنســـبة الأبعـــاض
كـل شـيء يبـدو ببـاريز في أب
دع طــرز مـن الجمـال المفـاض
حـاز سـكانها مـن الـذوق اسما
ه ونــال الانـأم محـض النفـاض
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.