
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمــا لقربــك بعــد الهجـر ميعـاد
فالــدار فـي وحشـة والصـحب ارصـاد
كـم فـي الحمـى مـن فؤاد فيك مشتغل
وكـــم تحــن إلــى مــرآك اكبــاد
إن يحســب الجـاهلون اليـوم يـومهم
فالعقــل فينــا لــه رهـط واجنـاد
ادولــة دولـة الأغـرار قـد نهضـوا
إلــى المناصــب والاكفــاء اشــهاد
ترشـــحوا للمعــالي وهــي راغبــة
عــن مثلهـم ولهـا فـي الحـي آسـاد
تزينـــوا قبـــل تعنيــب ومثلهــم
إلــى الفضـيحة بيـن النـاس ينقـاد
بـــأي فضــل وعلــم بــارز نجبــت
لـــديك شـــرذمة للجهـــل ترتــاد
أذاك مــا نرتجيـه اليـوم مـن سـبق
وهـــل بامثالهــا للســبق امــداد
ان كـان قـد غرهـا منـا السكوت فما
فــي الصــمت جبــن ولا عجــز وإخلاد
أو كنـت تبغـي لنـا بين الورى سببا
للعــار فــالقوم أحــرار وأمجــاد
لهـــم لســان جيــر بالحقيقــة لا
يخيفــه فــي مقــال الصــدق حسـاد
تـــروم للحكـــم قومــا لا تغرهــم
إلـــى المناصــب اطمــاع وارفــاد
نــروم للحكــم قومـا ليـس يرهبهـم
فــي جــانب الحــق ابـراق وارعـاد
نــروم قومــا لهــم علـم ومنزلـة
فينـــا وركـــن لأوطـــان وانجــاد
أنعمــة ان يكـون الحكـم فـي يـدنا
والجهـــل قـــاض ورب المكـــر جلاد
مـا ضـرنا ان يكـون الجـار حاكمنـا
والعلــم والعــدل انصــار واعضـاد
أنــا بنــوا أثلـة فـي شـتنا ضـعة
وفـــي تجمعنـــا نجـــح واســـعاد
أبعــد غربــة دهــر لا يقــال لمـن
قـد غـاب أهلا بمن غابوا ومن عادوا
عاودتنـــا بلــواء الافــك تنشــره
وكـــل ســـعيك تفريـــق وافســـاد
مـا فـرق الـترك فيمـا بيننـا وهـم
لــم يــدعوا نســبا للعـرب ينقـاد
حاشــا لقــومي أن يرضــوا بتفرقـة
وبينهــــم رب تمييــــز ونقــــاد
إن الألــى فــرق الحــدثان شــملهم
مـن بعـد دهـر إلـى أقوامهم عادوا
هــذي البلاد وذي بعـض الصـقالب قـد
عــادت لشــمل لـه فـي الأرض أعيـاد
انظر إلى القوم أهل الحزم من بذلوا
نفوســهم كيـف بالاجمـاع قـد سـادوا
مـن بعـد خمسـين عامـا منهم اغتصبت
أرض إلـى ردهـا بـالنفس قـد جـادوا
وهــم لقــد عرفونــا أمــة نشــطت
إلــى الفلاح وقومــا للعلـى شـادوا
فهــل ونحــن ضــعاف ريشــنا خضــل
يجـــوز عنـــدك تفريـــق وابعــاد
والأرض خاويـــة والـــدار قاصـــية
وليـــس فــي رحلنــا مــال ولا زاد
أنبلــغ النجــح والأقــوام يجمعهـا
شــمل وصـحبك بالتفكيـك قـد نـادوا
إنــا نحــن إلــى شــمل يكـون بـه
إلــى المعــالي بنـا نهـج وإصـعاد
وكــل أرض لهــا مــال تعيــش بــه
وكلنـــا بســـوى العرفــان زهــاد
إنــي اضــن بقـومي كيفمـا فعلـوا
مـــن أن يفرقهـــم غـــل واحقــاد
قسطاكي بن يوسف بن بطرس بن يوسف بن ميخائيل الحمصي.شاعر، من الكتّاب النقّاد. من أهل حلب، مولداً ووفاة. أصله من حمص، هاجر أحد جدوده (الخوري إبراهيم مسعد) إلى حلب في النصف الأول من القرن السادس عشر للميلاد، ولزمته النسبة إلى حمص كما لزمت سلالته، ومنها الآن في دمشق والقاهرة ومرسيليا وباريس ولندن، وتعلم قسطاكي في أحد كتاتيب الروم الكاثوليك ثم بمدرسة الرهبان الفرنسيسكان (نسبة إلى مار فرنسيس) ولم يمكث في هذه أكثر من 15 شهراً، وانصرف إلى التجارة. وجمع ثروة كبيرة. وقرأ علوم العربية على بعض المعلمين في أوقات فراغه. وزار مرسيليا وباريس مرات عكف في خلالها على درس اللغة الفرنسية فأحسنها، وقرأ كثيراً من أدب العربية، قال عن نفسه في رسالة بعث بها إلى الزركلي: (كان لا يطالع غير كتب الفصحاء، حتى صار يأبى قراءة كتب غيرهم أشد الإباء) وترك التجارة سنة 1905م، فأكثر من الرحلات إلى فرنسة وإنجلترة وإيطالية والقسطنطينية ومصر.وصنّف أفضل كتبه (منهل الورّاد في علم الانتقاد - ط) ثلاثة أجزاء. ونشر كثيراً من الفصول في كبريات الصحف والمجلات. وله كتاب (السحر الحلال في شعر الدلال - ط) في سيرة خاله جبرائيل الدلال، و(أدباء حلب ذوو الأثر في القرن التاسع عشر - ط)، و(مجموع رسائل وخطب ومقالات في أغراض شتى) لم يطبع، و(ديوان شعر - خ) كبير، و(مجموع أغان) من تأليفه. وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق. وشعره تغلب عليه جودة الصنعة، وفي بعضه رقة وحلاوة.