
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــد خَصــَّنا اللــهُ بِفَضـْلٍ وحَبـا
بقــــولهِ كُلــــوا حَلاَلاً طَيّبـــاً
وقــــال ربُّ الأَرْض والســــّماواتْ
يـا أيّهـا النـاسُ كُلُوا مِن طَيِّبات
وقـال طَـه المُصـطفى خيـرُ الأنـامْ
فـي أَوّل الأَقْـوالِ أَطْعِمُـوا الطّعام
وكــم لـهُ فَضـْلٌ بَـدا فـي الـذِّكْرِ
وفــي حــديث الهاشــمي الطّهْــرِ
وصـحَّ فـي كُتـب السـّيوطيّ الجليـلْ
أَوَّل مَــنْ أَضــافَ مولانـا الخليـلْ
وكـان فـي أَفـراحِ قُطـب المسلمينْ
بحـر العَطا والفَضْل زين العابدينْ
مــن كـلّ لـونٍ فـاقَ فـي الأَلـوانِ
إليــه داعــي صــَبْوَتي أَلــواني
وفيـــه أصـــنافٌ مــن الطَّعَــامِ
يعجــزُ عَنْهــا الحَصــْرُ بــالأقْلاَمِ
كـــالوزّ والأَغْنـــامِ والفـــراخِ
أَنواعُهــا مــن صــَنْعَةِ الطَّبَّــاخِ
فــانظْرُ إلــى المَحْشـِيّ والمُحَمَّـرِ
وانظُــر إلــى المَشـْوِيِّ والمُشـَوَّرِ
وانظُــرْ إلــى لحـمٍ سـمينٍ ضـاني
يُعْمَــــلُ أنواعـــاً بأبْـــذَنْجان
والبـــابُ مفتــوحٌ بغيــر مَنْــعِ
داخلـــهُ مســـتغنيٌ عـــن قَــرْعِ
وانظُــرْ إلــى خُبْـزٍ مـن الكمـاجِ
يؤكــــل بــــالإوَزّ والــــدَّجاجِ
وانظُــرْ إلــى أرزٍ مـن المُفَلْفَـلِ
طعــامهُ فــي كــل حِيْـنٍ لَـذّ لـي
وانظــر إلــى لحـمٍ مـن الغـزالِ
طعـــــامهُ وأَكْلُـــــه حَلالــــي
وكـــم طعـــام مثـــل ســُمّاقِيَّهْ
ومثــــل أكشــــاش وأَرنَبِيَّــــهْ
وانظــر إلــى كُــلِّ طَعـامٍ فـائقِ
مِـــنْ كــل لــونٍ حَســَنٍ وحــاذقِ
كــم فيــه قــد فُزْنـا بفـائزيَّهْ
وكـــم رأَينـــا فيــه مَرْوِزِيَّــهْ
سـماط حُسـنٍ كـم حَـوى مـن فـائدَهْ
أنعـــامُهُ أُعِيْـــذُها بالمــائِدَهْ
أَصـــحْنُهُ بالمِســـْكِ والزَّبـــادي
مــن كــلّ لــونٍ لــذّة الفُــؤادِ
ســـــِمَاطُهُ ممتنــــعٌ للصــــّرْفِ
لِمَــا حَــوى مِــن عُجْمَــةٍ ووَصــْفِ
والدَّفْتَــــــدارِيَّهْ بالامـــــارَهْ
مــــدحتها بأحســـنٍ العبـــارَهْ
وكــم بــهِ رأيــتُ مــا وَرْدِيَّــهْ
قـــد ازدَهـــت بِحُســن مشمشــِيَّهْ
وكــم بــهِ هريســةٌ مــن فُســْتقِ
مـــديحها يعجــز عنــهُ منطقــي
والعَســَلُ النَّحْــلُ بــه والســُّكّرُ
والقَطْــرُ بالأمطــارِ لَيْــسَ يُحْصـَرُ
وكـــم رغيـــف كَســـْرُهُ مجبــورُ
وعنـــد مـــن يَعْرِفـــه مَخْبُــورُ
أرغفــــةٌ تٌعْمَــــلُ أســــيوطِيَّهْ
بِســـــُكّرٍ وفســـــتقٍ مَحْشــــِيَّهْ
وانْظُـــر لأنـــواعٍ مِــنَ البقلاوَهْ
وفـــي الســـّماط قبـــبُ الحَلاوَهْ
وكـــم كــذا أنــواعُ مــامونِيَّهْ
وكـــم بهـــا صـــحن مهلبِيَّـــهْ
وانظـر إلى الأرز العَزيزي قد حَلا
وكـــل لــونٍ ســعره عنــدي غَلا
فــــالقلبُ مُشـــتاقٌ لِتُفَّـــاحِيَّهْ
أو أَصــحنٌ مــن خــالص الخـوخِيَّهْ
أو زردة والســَّمنُ فيهــا غــارِقُ
ووافـــر والكـــلّ حُلْــوٌ فــائقُ
وكــم ســماطٍ لَيْــسَ يُحْصــى حَـدّا
كــأنّه البَحْــرُ إذا مــا امْتَـدّا
نقيبـــهُ بـــالمنطقِ المَســـْمُوعِ
أَجــادَ فــي المَحْمُـولِ والموضـوعِ
وكـــم أميـــرٍ وكـــذا ششــنيرِ
بأســـكف مـــن خــالصِ الإكســيرِ
أبْــدَع فــي التّحريـرِ والتّرتيـبِ
ثـــم أجـــادَ حكمــةَ التَّرْكيــبِ
نـادى لسـانُ الحـال أقبـلْ ثم قل
يا ضيْفَنا ادخُلْ وانبسطْ واشرَبْ وكُلْ
لقـــد أَعـــدَّ واحـــداً للأمــرا
وواحــــداً أَعَــــدَّهُ للفُقَــــرا
وواحــــداً لعكســـر الســـُّلطانِ
وواحــــداً للجُنْـــدِ والأعـــوانِ
وواحــــداً أعَــــدّه للعلمــــا
وواحــداً إلـى المَـوالي العُظَمـا
وواحــــداً لســـائر الصـــَّناجقِ
وواحــــــداً لجملـــــة الخَلائقِ
والنـــاس للأكــل تَــرُوْمُ قُرْبــا
وينهبــــونَ للطعــــام نَهْبـــا
ومـــا رأيــتُ حاجبــاً يَحْجُبهــم
ولا نقيبـــاً واحـــداً يَمْنَعُهُـــمْ
أرَّخْتُهــا يــا مَـنْ لـه الفضـائل
أطعمـــة الأفـــراحِ عِــزُّ كامِــلُ
عبد الرحمن بن يحيى بن محمد الملاح الحنفي المصري.أديب ظريف، له شعر. كان كاتب يد الشيخ زين العابدين بن محمد البكري، فأخيه أبي المواهب، فأحمد بن زين العابدين. له منظومة في 23 ورقة، بخطه سماها (قرة العين في فرح الزين) وصف بها بعض عادات مصر في أيامه، وصفاً بديعاً، على أبواب: في الكسوة، والبهلوان، والمصابيح، والحراقة، والسماع، والحلاوة، والأشربة، والأسمطة والطعام، والإصرافة، وزفة الليل، وزفة الطهور.توفي بالقاهرة.