
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عيـن حيـدي مضرب الأطناب
فويــق جـزع الـوادي الأثيـل
ثــم اســتهلي مـدمعاً سـكاب
فقـد تنـادى الحـي بالرحيـل
تحـدى المطـي بالخرد الأتراب
غـدا ويمشـي قبلهـا الـدليل
وبينهـــن فتانــةُ الألبــاب
تفاحـةُ الأرواح شـفا العليـل
يا هل ترى من بعد ذا يطب لي
عيشـي ويسـلم إن سـلمت عقلي
لكـن دمـي إن طـل طـوق أهلي
فحضــرهم مـن أعظـم الأسـباب
فيمـا تـرى مـن سقمي الدخيل
لـو أنهـم بـادون في الأعراب
لـزال مـا بـي أو نقـص قليل
أحــط رحلــي أينمــا حطـوا
وأينمـــا داروا بهــا أدور
مـالي وللقـوم الـذي اختطـو
مصـراً وشـادوا محكـم القصور
حســـبي فلاةً أكلهـــا خمــطُ
مـدت علـى كثبانهـا الخـدور
ســقاؤها الأوطـاب لا الأكـواب
ونبتهـا الحـذراف لا النخيـل
رضـيت بؤس العيش في البداوة
لـم أوت مـن جهـلٍ ولا غبـاوه
شــتان بيــن المـر والحلاوه
لكــن رعتهـا عذبـة الأنيـاب
وجـاورت فيهـا الرشا الكحيل
وطـاب لـي مـن حالها ما طاب
ومــا لحــات الحـبِّ سلسـبيل
مــن لـي بهـا حسـنانة نجلا
حـورا مشـت فـي جنـة النعيم
بدويـــة مـــا زانهــا إلا
خلـق بـراه الصـانع الحكيـم
تعطلـــــت لكنهـــــا أحلا
فـي العيـنِ ممـن عقدُها نظيم
راشـت سـهام اللحـظ بالأهداب
فكنـــت أول مغـــرمٍ قتيــل
هل لي إلى العين التي رمتني
نظـره ولـو تحصـل لما شفتني
بــذا قضـى ظنـي عـدمت ظنـي
تقطعــت فـي بعضـها الأسـباب
وخــان قلـبي صـبره الجميـل
ومـن حـرارة نـار شـوقي ذاب
فهـل إلـى السـلوان من سبيل
نعـم سيسـلى الصـب مـا أحزن
مـن هجـر ذاتِ المنطـقِ الأغـن
بمـدح مـن هـو بالمديح أقمن
وســهمه القــامر بكــل فـن
أعنـي حسـن يحيى بن طاهر من
علا بمـــا حلا بنــي الزمــن
الطــاهر الأحســاب والأنسـاب
السـيد ابـن السـيد الجليـل
تهـــدلت أنســابه العليــه
مــن دوحــةٍ خضـراءَ أهـدليه
جــاءت بهــا بـاكورةً جنيـه
عــف المـآزر طـاهر الأثـواب
عــن المحــارم طرفـه كليـل
بحــر المعـارف روضـة الآداب
حلـو الشـمائل سـلوةُ الخليل
لا يــؤذي النــادي ولا يفشـي
ســرا ولا يشــقى بــه جليـس
يغنـى الغـواني حسن ما ينشي
مـن شـعره عـن درهـا النفيس
يـا مـن علـى منهـاجه يمشـي
ومــن علــى منــواله يقيـس
هـل في الكواكب للقمر أضراب
أم هـل لشـمس الأفـق من مثيل
مـا للـورى فـي رتبتـه تعلق
وإن أطــالوا نحـوه التسـلق
هيهـات ليـس الخلـق كالتخلق
يـا معشـر الأخوان فتحُ الباب
إلـى الثـواب الواسع الجزيل
صـــلاةُ رب العــزةِ الوهــاب
علـى النـبي والأل خيـر جيـل
القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.