
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحــذر لا يـدفع المقـدور
هيهـات مـا قـدر الله كان
وعبــده المنهـى المـأمور
الخيـر والشـر لـه قد بان
لا هــو مفــوض ولا مجبــور
بفعــل طــاعه ولا عصــيان
ولـم يكـن بالقـدر معـذور
وقــدرته تحتهــا الضـدان
وداعـي الفعـل فيـه مقهور
مـاله علـى خيرتـه سـلطان
لأنهــا مثــل بـاب السـور
من يدخل الباب بلا استذؤان
والعلـم لا يـوجب المـأثور
مـن أي معلـوم فـي الإمكان
يـا بانـة الوادي المطمةر
يا خوط يا احلا غصون البان
نـوحي علـى نعمـة الشحرور
فـالنوح مـن عـادة الأغصان
والا علــى نفثـة المصـدور
فنفثتــه تبعــث الأشــجان
عزيـز قـوم راحمـه مـأجور
مـا يرحـم إلا عزيـزاً هـان
رحـل وما في الكتاب مسطور
لا بــد مـا يـدرك الإنسـان
إلــى تهامـة وكـم مغـرور
بـاع النفيس بابخس الأثمان
فصــار حـاير بهـا مبهـور
دعـاه يـا هـادي الجيـران
طليــق فـي ظـاهره مأسـور
يسـأل ومـن يسـأل الركبان
غريــب لا خــاطره مجبــور
ولا ســلا الأهــل والأوطــان
يـدور حـول الديور والدور
يصـيح مـن يسـقى العطشـان
وهـو يجيـد السيول والبور
حـوله فقـالو كلام لـه شان
فقـال شـان خيـر لا محـذور
سـبق اللسـان عادة العجلان
معنــاه مهيـوب ولا محبـور
مـا في المداراة من نقصان
مـن عاش مداري يموت مستور
غيـر الهـوى إن تملـك بان
فلا تغطيـــه شـــهايد زور
ولا ثعــــذار ولا أيمـــان
لأن المحبــه نظــر منظـور
وكتمهـا ليـس فـي الإمكـان
ليـت الصـبى فلـت العصفور
بـالخيط قـد عـذبه ألـوان
والا سـقاه واطعـم الميسور
والحسـن أولـى بـه الإكسان
وإن كـان ذنب الملاح مغفور
فنسـئل اللـه لنا الغفران
واســاير الـدهر ذا وادور
معـه كمـا دار وفـي أوخان
واصـبر فكـم قد سهل معسور
وكــم بطـى جـا وقاسـى لان
وكــل مبغـى عليـه منصـور
نطــق بـذا محكـم القـرآن
علـى المنـزل عليـه النور
أزكـى الصـلاة دائم الأزمان
والآل مــن فضــلهم مشـهور
وحبهــم مـن عـرى الإيمـان
القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، الصنعاني.شاعر شعبي رقيق، ولد ونشأ في صنعاء، درس علم العربية والفقه والحديث، وأكب على المطالعة واستفاد بصافي ذهنه الوقاد علوماً جمة ولا سيما في العلوم الأدبية فهو فيها أحد أعيان العصر المجيدين، ولي القضاء.كتب الشعر بنوعيه الفصيح والعامي وبرع في صناعة الشعر العامي، كانت له مكانة في قلوب اليمنيين يحسده عليها امرؤ القيس في المتقدمين وأحمد شوقي في المتأخرين، وشعره مسيطر على كل نفس يمنية. وكان معاصراً للإمام الشوكاني. توفي في صنعاء.له (ترجيع الأطيار بمرقص الأشعار - ط) ديوان شعره.