
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنيــل العلا والمجــد سـيرُ الرواحـل
يحثحثهــــا بالجـــدّ كـــلّ حلاحـــل
ويســعى يطــوف البيــد لا متوانيــا
ويرمـى حصـى التسـويف رمـى التكاسـل
ألــذ وأشــهى مــن مواصــلة الـدمى
لــديه دوام الســير فــوق الــذلائل
ولليعملات اليــــوم يلتـــذّ راكـــبٌ
لقطــع الفيــافي غيــر وانٍ وهــازل
إذا زمـــزَمَ الحـــادي كـــل موحّــد
تخـــب بـــه نحــو العلا والفضــائل
تـــوُمّ بـــه للنفــع خيــر مشــاهد
مقامـــات فضــل أمهــا كــل فاضــل
قواصـــد بيــت عظــم اللــه قــدره
بنــص أتــى فــي آل عمــران نــازل
وللــه مولانــا علــى النــاس حجــةٌ
وأول بيـــت وضـــعه غيـــر ســـافل
وعـــدة أخبـــار أتتنـــا مــدائحا
بفضــل حجيــج الــبيت طـوبى لعامـل
تــدل علــى نيــل المنـى مـن يحجـه
ســـوى جنـــة طـــابت مقيلا لقــائل
ومــن حـج هـذا الـبيت تمحـى ذنـوبه
ويرجــع ذا حــظ مــن الأجــر كامــل
ومــذ أشــرقت شـمس النصـوص بأفقهـا
وبــان ســناها مـن كتـاب ومـا يلـى
بـــأن حجيــج الــبيت فــرض محتــم
علـــى مســـتطيع للســـبيل مواصــل
أتـــاه ذوو الاســـلام فــوق ضــوامر
وســـفن جــوار مــا خــرات بهــائل
ولـم يـؤثروا دنيـا لهـم عـن وصـوله
ولا ولـــدا أو وصـــل خـــودِ الحلائل
ولا الحــر يثنيهــم ولا الـبرد مـانع
ولا بـــذل أمـــوالٍ رأوهــا بطــائل
أتـــوه بأشـــواق حوتهــا قلــوبهُم
ولـم يسـمعوا اللاحـى وعـذل العـواذل
كفتيـــة إحســـان أتـــوه قواصــدا
تراهــم علــى الأنضـاء مثـل الأجـادل
يزيــن علاهــم مـا يـرى مـن صـفاتهم
عفـــافٌ وأقـــدامٌ كحـــزم ونـــائل
كـــرام مســـاع مـــن بلاد شـــهيرة
كحكامهــا دامــوا صــباح القبــائل
كــويتٌ وقــد كــان الكـويت مباركـا
مزانــاً بــأهليه الكــرام الأماثــل
أعــزّ مليــكُ النــاس بالـدين أهلـه
ودامــوا علـى الخيـرات خيـر أواهـل
فَوفّـــق ولاة الأمـــر بـــى لطاعـــة
لـدى الأمـر والنهـى الـذى لـم يجادل
ومعهـم بحمـد اللـه هـا كنـت قاصـدا
نـــؤُمّ لــبيت اللــه لــم نتخــاذل
جـزى اللـهُ مـرزوق الرضـى عـن فعاله
وأولاه إحســـانا وحســـنّ الشـــمائل
وَفــىّ وفــى بالوعــد إذ كـان أصـله
مــن البــدر داود حميــد الخصــائل
رآنـى أعـانى حمـلَ شـوق إلـى الحمـى
فســاعدنى بالحمــل فــوق الرواحــل
ولا طفنـــى لطفــاً أرى مــن وفــائه
ســكرتُ ولــم أشــرب مدامــة ثامــل
وأكـــرم فـــالله يليـــه مكرِمـــاً
جميــل الجَــزا عنـى لحسـن التعامـل
وصــــيّرنى واللـــه خيـــر مقـــدر
مــع الرفقـة الغـر الكـرام الأفاضـل
وناصــرُ كــان اللــه دومــاً لناصـر
شــقيقُ أبيـه النـدب مـن خيـر بـاذل
لقـد جـاد بـالمعروف وهـو ابن يوسف
كمــا جــاد عبـدالله فـي كـل طـائل
حليـف التقـى إبـنُ الرشـيد انتمـاؤه
إلـي البـدر لا زالـوا بـدور المحافل
كــذا حَمَــدُ الخيــرات طـابت فعـاله
مــن الصــقر محمـود لحسـن الفعـائل
جــزى اللـه عنـى بالرضـا كـلّ محسـن
وجــاد لهــم بـاللطف فـي كـل نـازل
حججنــا وإن تســأل مـتى عـام حجنـا
فــأرّخ خرجنــا عــام بــر المناهـل
خرجنــا وشــوال مضــى منــه عشــرة
بضـــحوة إثنيـــن بعيـــر كوامـــل
وســرنا ولطــف اللــه خيــر موافـق
وقــــد كُســـيِ أرضُ الفلا بـــالغلائل
غلائل مـــن نســـج النبــات كأنهــا
مــن السـندس المخضـرِ فـوق الخمـائل
وكــم موضــع يُرتــاد والقطــر عَمّـهُ
وغـــودر ملاآنـــا بتلــك الســوايل
ولــي رفقــة كـانوا رفاقـا لصـحبهم
خفافـــا وللأعـــداء ثقــل الــزلازل
أكــــارم لا يهــــوون إلا مكارمـــا
لهـم فـي وجـوه الخيـر خيـر التواصل
ولــولا يطــول النظــم عـدّدتُ ذكرهـم
وقصــدى بـذا المنظـوم عـدّ المنـازل
وذكــرى إذ كنـا علـى الهُجـنِ نرتمـى
قضـــاء لبانـــاتٍ أجـــلّ الحصــائل
ركبنــا علــى أكــوار نجــب حـرائر
وضـــمر حســـان منعمـــان أصـــائل
ورحنــا نجــد الســير والكــل شـَيّقٌ
لنيــل حجيــج مــع زيــارات كامــل
وان كـان مثلـى يزعـج السـير دائبـا
لقلــة علــم فــي ركــوب الرواحــل
فكــم محنــة فــي ضـمنها كـل منحـة
إذا كــان عقباهــا حميــداً لفاعــل
ومــا برحــت تطــوى شـعابا وأجرعـا
وتَفـرى خطاهـا البيـدَ فـرىَ المناضـل
ومــرت علــى الـدهناء عمـدا وصـممت
علـى تركهـا الصـّمَان يُسـرَى المنـازل
إلـــي أن حلّـــت قصـــيما ويممـــت
بُريـــدة ذات النخـــل دار الأماثــل
أعــز إلــه العــرش بالـدين أهلهـا
وأولادهــم للخيــر مــن غيــر فاصـل
بــذى قعــدة يــوم الثلاثـا وصـولنا
لثانيـــة فــي ســت وعشــر مراحــل
أقــام بهــا ركــب الحجيــج ورايـةٌ
لهـا النصـر منصـوبٌ علـى ذى الغوائل
وبعـــض لـــه شــغل تــوخى عنيــزة
وكنــت لمرآهــا كــذى شــغل شــاغل
فيممتهـــا مـــع كـــلّ خــل مهــذب
ســَرِىّ ســَرَى للمجــد ســيرَ الهوامـل
وغـب النـزول في السهل في يمن ربعها
لقـــد راق مغناهــا بربــع أفاضــل
ســقاها الحيــا والأمــن دام لأهلهـا
وحكامهـــا دامـــوا بخيــر مواصــل
أقمنــا بهــا يومـا ويومـا وثالثـا
وفيـــه رجعنــا للركــاب المنــازل
وفــي سـادس شـُدّت مـن الشـهر عيسـُنا
وراحــت بنـا تطـوى فيـافي المجاهـل
فســارت وقــد سـار الـدليل أمامهـا
تجـوب النقـا مثـل اللـوا والجنـادل
تعرضــن حيــث الســير وعــرُ وشــدة
ومــا ردهــا وعــر وضــيق المـداخل
ومــرت بنـا تلـك الشـعاب وكـم بهـا
صـــخور وأشــجار بهــا كــل هــائل
ومــا جـزر ضـراضُ الحصـى حَـرَف خفهـا
ولا شــقّ طــول السـوق سـوق البـواذل
ولــذّ لنــا عنــد المســير ركوبهـا
كمــا التــذّ مخمــور بـأم الـرذائل
وحقــا حمــدناها مــن الشـهر ضـحوة
صـــبيحة تســع بعــد عشــر كوامــل
وزال العنــا إذ قيـل هـا ثَـمّ طيبـةٌ
وهــا حسـنها يبـدو فكـن خيـر راجـل
هـى الـدار لا مصـر ولا الشـام مثلهـا
ولا يمـــن كلا ســـوى الــبيت ســائل
لهــا يــأرَزُ الإيمــان صــحّ حــديثه
مهــاجر خيـر الخلـق حـاوى الفضـائل
بلاد لعمـــر اللـــه شـــرّفَ قَــدرُهَا
بأشـــرف مبعـــوث بختــم الرســائل
محمــد المختــار مــن خيــر عنصــر
وخيــر الـورى واللـه مـن كـل كامـل
محمــــد المحمـــود كـــل خصـــاله
وأحمـــدُ محمـــودٌ بحســن الشــمائل
نــبى الهـدى مـن كـان أفضـل مرسـل
وأفضــــل داع بالضـــحى والأصـــائل
رســـول كســاه اللــه أفضــل حلــة
مــن الحــب حــتى فـاق خيـر مُخـائل
شــفيع الــورى إذ كــان خيـر مقـرّبٍ
لــدى موقــفٍ أهــلُ العلا كالــذواهل
تخيّـــره الرحمـــن مِـــن آلِ هاشــم
صــفيا خيــارا مــن خيـار القبـائل
ونَقــلَ هــذا النــور مـن صـلب طيـب
إلـي طـاهر الأرحمـام مـن فعـل فاعـل
إلــى أن بـدا بـدر الرسـالات كـاملا
يضـــىء بــأنوارٍ نفــت كــلّ باطــل
إلـى أن بـدا فـي شـيبة الحمد وابنه
وذلـــك عبـــدالله أصــل الفضــائل
فـــأبرزه الرحمـــن خيـــر مكمـــل
كحـــال جلال مـــع جمـــال ونـــائل
وأشـــرقت الأكـــوانُ حيـــن ظهــوره
بــأنواره اللائى ســرت فـي القبـائل
وايّــــد بالايـــات وهـــى خـــوارق
معـــاجز حـــق أفحمـــت للمجـــادل
وجالـــدهم لمـــا يفـــدهم جــداله
بكــل همــام مــن بنـى الحـق باسـل
فجاهــد فــي الرحمــن حــق جهــاده
وأوضــح منهــاج الهــدى بالمقــاول
وذُلّــت بـه العـزى مـع اللات وانمحـى
منــاتُ وأنــدادٌ لهــم مــع تماثــل
واشــرق ديــن اللــه إذ تَــمّ أمـره
بـــدعوة مولانـــا حميــد الشــمائل
واثنـى عليـه اللـه فـي الذكر مادحا
كفــى بكتــاب اللــه خيــر الـدلائل
ولمـــا دعـــاه الحــق جــل جلالــه
ليــوليه تقريبــاً بمــا لـم يشـاكل
أجـــاب دعـــاء اللــه لا متوانيــا
ونـــال كمــا لا بــدره غيــر آفــل
وكــان لــه فـي طيبـة الخيـر تربـة
بهــا تحشــد الأملاك يــا صـدق قـائل
هـى القبـة الخضرا بها النور والبها
هــى الحضــرة العظمـى أمـان لواجـل
إلــى ربعهـا الميمـون تزجـى مطينـا
وتحســن حــال الوفـد مـن كـل داخـل
لنـا الخيـر كـل الخيـر يـوم مثولنا
وقوفــا علــى أعتــاب خيــر مقابـل
عقيــب تــرى والكــل صــلى بروضــة
يقــول مــن الجنــات نقـل النوافـل
وجئنــاه والتقصــير وصــف ذواتنــا
لــدى حضــرة كــانت ثمــال الأرامـل
وانــا لنرجـو اللـه اذ ليـس ضـائعاً
لــديه مــن الأعمــال شــىء لعامــل
عســى يغفــر التقصــير منـا بـزورة
لأحمــد الهــادى لــه جــل الوسـائل
ويحيــى بهــا الألبـاب حيـث أصـابها
مـن الـذنب والتخليـط مصـمى المقاتل
وشــرنا تحــت اللــوا يــوم حشـرنا
ويوردنــا للحــوض مــع خيــر ناهـل
أقمنــا دعـاك اللـه فـي ربـع طيبـة
ثمــان ليــال حســنها لــم يُطَــاوَل
زواهــر أيــامٍ علــى الأنــس مرهــا
تقضــت بهـا عـادات لنـا قبـل قابـل
وفــي ســابع مــن بعـد عشـر وعشـرة
رحلنــا علــى أكـوار تلـك الرواحـل
وســرنا وفــي الأحشـاء واللـه وحشـة
بفرقـــة خيــر العــالمين الأفاضــل
ولــو كـان منـا القلـب فيـه حيـاته
وكــان لنــا بعــداه أعظــم قاتــل
وغنــى لارجــو اللــه يبــدى إعـادة
لـــزورة هادينـــا لإيقـــاظ غافــل
ورحنــا وقــد ســرنا خفافــا عشـية
مــن التاســع الأيــام لــم يتكامـل
علــى نُجُــبٍ تطــوى بنــا كـل نَفنَـفٍ
ســوابق تجــرى كالنعــام الجوافــل
تــؤم بفتيــان الهــدى خيــر بقعـة
وخيـــر محـــل ربعــه غيــر ماحــل
إلى الكعبة العظمى إلى البيت والحمى
غلـى المقصـد الأسـنى وأعلـى المنازل
معاهـــــد لا تنفــــك إلا شــــواهد
بهــا الخيــر مشــهود لحـاف وناعـل
مشــاعر لــم يَـدجثُر بهـا مـن مـآثر
منــاه بهـا نيـل المنـى غيـر حاصـل
مواضــــع لا تنفــــك الا روافقــــا
مهــــابط أملاك ورســــل القبـــائل
فمــرت بنــا وقـت الضـحى ذا حليفـة
مســــافته حـــدث بعشـــر مراحـــل
وفيهـا تـرى النسـاك إذ ذاك أحرمـوا
خضــــوعا وذلا للعظيـــم المســـائل
وكـــل مخيـــط حطـــه كـــل مُحــرم
ســوى أُزُرٍ مــن فــوق وســط وكاهــل
كـــأن الــردى والأزر أكفــان ميــت
يعــرى عــن الملبــوس ذكـرى لغافـل
وجئنـاه فـي ذا الحـال شـعثاً رؤوسنا
وأقـــدامنا غُـــبرٌ بحــال الــذلائل
وجئنــا نلــبى إذ أجبنــا شــعارنا
نلــبى نــدا مـن قـد دعـا للقبـائل
رجــالا وركبانــا علــى كــل ضــامر
وفــي بخطاهــا مـا انتـأى للمنـازل
وظلــت بنـا تطـوى الفدافـد بالسـرى
ولـم يثنهـا مـا فـي السرى من غوائل
ومــا ردهــا حيــث المســير شـدائد
وعـــور وأشـــجار وصـــم الجنــادل
إلـى أن بنـا فـي شـهرنا شـهر حجنـا
قــدمنا صــباحا مــن ثمــان لراحـل
وجــل هــداه الركــب أحــرمَ مفـردا
لخـــوف فـــوات للوقـــوف معاجـــل
ولمــا نظرنــا الـبيت فزنـا بنضـرة
وشـــرح صــدور قــد نقــى للبلابــل
وبــاحت لنــا ذات الســتور بوصـلها
وعــم الهنــا والأنــس كــل الأفاضـل
وطفنــا بهــا إذ ذاك أعظــم طوفــة
وأوفـــي نصـــيب مـــن حظــوظ جلائل
وحــر غليــل الهجــر أشــفاه زمـزم
وبالســعى توســيع الصـفا والنـوائل
وكــان وقــوع الحــج فـي أربعائيـا
لــدى موقـف أعظِـم بـه فـي المحافـل
وقوفــاً علــى الأنضـاء كنـا حواسـرا
وللــدمع ســَفحٌ مــن عيــون هوامــل
لـــدى عرفــات نرتجــى كــل بغيــة
حــذا الجبـل المشـهور جـم الفضـائل
إلــى أن تـوارت شمسـنا فـي حجابهـا
فســرنا إلــي جمــع لجمـع التواصـل
وفيهـا التقطنـا للحصـى مـن رحابهـا
حجـــارا لنرميهــا كمثــل الاماثــل
ومنهــا أفضـنا الصـبح قصـد المشـعر
بــه نرتجــي غفـر الـذنوب الثواقـل
وقــد ضــربوا بعـد الصـباح خيامنـا
بـأعلى مِنـى فيهـا المُنـى غيـر زائل
ومــن مَــنّ مولانــا علــى كـل واقـف
لقــد مَــن فـي إتمـام كـل المسـائل
ولمــا قضــينا الحـج جئنـا بعمـرة
بهــا تــم مـا رمنـا بشـد الرواحـل
لعــل إلــهَ العــرش يرضــى بفعلنـا
ويقبلــــه ربـــي بـــأجر مقابـــل
ويمحــو دجــى التقصـير عنـا بفضـله
ويرحمنــا البــاري بــترك الـرذائل
ويمنــح ذو الاحسـان والجـود والعطـا
وفــودا أتــوه بيــن ركــب وراجــل
لــدى حَــرَم مــن حلّــه كــان آمنـا
وللــه مَــن حلُّــوهُ مــن كــل نـازل
أقــاموا لـدن حلـوة مـا بيـن طـائف
وبيــــن مصـــل يجتليـــه وســـائل
ومســــتلم الاحجـــار يـــدعو مقبلا
لأســـودها المســعود ســر الفضــائل
ومـــا راعنــي والركــب الا منــادى
ألا ودعــوا يــا قـوم خيـر المنـازل
فبــادرَ كــلُ الجمـع بـالبيت طائفـاً
يـــودعه والقلـــب يصـــلى بشــاعل
ولـولا حصـول الإذن لـم يـتركوا الحمى
ولــم ينثنـوا لـولا الفضـا للمعاقـل
وآبـوا الـى الأوطـان مـن شـهر حجنـا
لثنــتين مــع عشــر وعشــر كوامــل
بهــا سـافر الركـب الكويـتي موجهـا
علــى طـرق فـي الـبر فـوق الرواحـل
ونحــن ركبنــا بعــدهم نحــو جــدة
بيــوم وثــاني اليــوم لـم يتكامـل
لــدى رفقــة كـانوا رفاقـا أكارمـا
ســـوابق للعليـــاء غيـــر ثواقــل
جزاهــم إلــه العــرش خيــر جـزائه
وأولاهـــم خيـــرا لخيــر الفعــائل
ولــم يـك فيهـا غيـر يـومين لبثنـا
وفــي ثـالث بِنّـا الضـحى مـع قوافـل
وكنـــا كقطـــان توافـــوا بمركــب
يظــن وقوفــا وهــو طـاوي المراحـل
لقـد كـان فلكـا يـا لـك الله متقنا
وصــنعا بــديعا مدهشــا كــل عاقـل
تــردد فــي الطــرف فارتــد معجبـا
بمـــا حيـــر الآراء رؤيـــا الأوائل
يســـير بنــا رأججــت فــي حشــائه
كأحشــاء صــب مــا ارعـوى للعـوازل
وتجــري رخــاء فــي ريــاح شــديدة
بتــــدبير خلاق فعــــال الفواعـــل
يســير بنــا والكــل فــي مســتقره
بغيـــر انزعــاج مــؤلم أو تمــاؤل
الــى منــبيء مــازال سـار وسـائرا
يشــق أديــم البحــر شــق المناصـل
وكــان حصــول الســير مـن أرض جـدة
بســبع مــع العشـرين مـن شـهر آمـل
وكنـــا بحمــد اللــه فيــه أحبــة
وفــي راحــة مــن حــط شـيل وشـايل
وراح حـــثيث الســير يطــوى لأبحُــرٍ
وبعـــد الطـــاف قضـــت بالتســاهل
ويـوم الخميـس الصـبح قـد حـل منبئاً
صـــباح ثمـــان مــن محــرم داخــل
وهــا قــدر الرحمــن كــون نزولنـا
لــدى طيــب الأقــوال بـل والفعـائل
الــى أن مضــى الاســبوع عنـد أكـرم
كـــرام بأفعـــال وطيـــب الاقــاول
لقــد أحســنوا فـالله يعظـم أجرهـم
ويجــزى علــى الاحسـان خيـرا لفاعـل
وفــي خــامس والعشــر نصــف محــرم
لنــا قــدر الرحمــن أوبــة قافــل
فمــن منـبيء يـا صـاح سـرنا بمركـب
لــدى رفقــة كـانوا طـراز المحافـل
وهــاج هبـوب الريـح مـا بيـن مسـقط
وبيـــن أبــي شــهر لأمــواج هــائف
وجــاءت لنـا الأمـواج مـن كـل جـانب
وكــم كـان فـي الاقـوام مـن متـذاهل
وزال بحمــد اللــه مــا مـن مخافـة
لــدن كــان مرسـانا يعـذب المناهـل
بنهـر الفـرات العـذب والنخـل باسـق
تــزال بــه الأوســاخ مـن كـل غاسـل
أقمنــا بــه فاجتـاز للفـاو راجعـا
ومنــه نزلنــا وســط فلــك بعاجــل
وفــي ســادس مــن بعـد عشـر وعشـرة
وصــلنا الـى الأوطـان مـع كـل عاقـل
ومـا اخـترت نهـج البحـر أبغي ترفها
ولكــن لضــعف عــن ركــوب اليعامـل
وتركــي أهيــل الــبر لا عــن ملالـة
ولكــن علـى الاقـدار مجـرى المفاعـل
وبعــد مضــي اليـوم مـع بعـض مثلـه
أتونــا بحمــد اللــه غيــر تواكـل
وقـد قـدر المـولى اللقاء مع صاحبنا
وكـان اجتمـاع الشـمل مـع كـل فاضـل
عيسـى يقتضـي التوفيـق حسـن استقامة
مــن اللــه أن اللــه أكــرم بـاذل
ولا يجعلــن ذا العهــد آخــر عهـدنا
مـن الـبيت أن اللـه معطـي النوافـل
وأرجـــوه بالالطــاف جمعــاً يحفنــا
علـــى طاعــة يلتــذها كــل عامــل
ونحيــا ومــا ننفــك تحيـا قلوبنـا
علــى مههــج يعلــو بنـا عـن رذائل
فحفظــا الـه العـرش مـع خيـر عـودة
الــى معهــد مــا زال مرعـى الأوائل
وصــل مــع التســليم خيــر مضــاعف
علــى أحمـد المبعـوث كنـز الفضـائل
وآلهـــم الاطهــار مــع كــل صــحبه
واتبــاعه الاخيــار مــن كــل كامـل
الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان.عالم الكويت وفقيهها الأوحد، تميز بالزهد والورع، وانحنت له القلوب إجلالاً وتبجيلاً، كان منزله مدة حياته مجمعاً لطلبة العلم، واستفاد منه كثير من طلبة العلم في الكويت. سافر إلى الزبير سنة 1311هـ، وأقام بها مدة سنتين فدرس على أيدي بعض علمائها وفقهائها ثم رجع إلى الكويت عام 1312هـ، وأكب على القراءة والمطالعة حتى حصل على علم غزير. تولى القضاء سنة 1348هـ، وكان مثالاً للعفة والنزاهة والعدل.توفي في ليلة الثامن والعشرين من رمضان سنة 1349هـ، ورثاه الناس بدواً وحضراً من شتى الأقطار الإسلامية وبلغ مجموع القصائد التي قيلت في رثائه 114 قصيدة.وكتب عنه: (علامة الكويت الشيخ عبد الله الخلف الدحيان: حياته) تأليف محمد العجمي.